تعرف على أكثر منطقتين في العالم تشهدان وقوع زلازل مدمرة

time reading iconدقائق القراءة - 7
حطام جراء زلزال في بلدة أوناي بجزيرة أوكوشيري غرب جزيرة هوكايدو الرئيسية شمال اليابان. 14 يوليو 1993 - REUTERS
حطام جراء زلزال في بلدة أوناي بجزيرة أوكوشيري غرب جزيرة هوكايدو الرئيسية شمال اليابان. 14 يوليو 1993 - REUTERS
القاهرة- محمد منصور

يُمكن أن تقع الزلازل في أي وقت وفي أيّ مكان، إلا أن التاريخ يؤكد أن أكثر من 98% من الزلازل الكبيرة تقع في منطقتين جيولوجيتين محددتين من الأرض.  

ويُعد الحزام الزلزالي بالمحيط الهادئ، والذي يُطلق عليه "حلقة النار"، أشهر منطقة زلازل في العالم حيث تقع حوالي 81% من أكبر الزلازل على الكوكب.  

و"حلقة النار" ليست حلقة دائرية تماماً، إذ تشبه إلى حد كبير حدوة حصان يبلغ طولها 40 ألف كيلومتر، وتمتد خلالها سلسلة من 452 بركاناً من الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية على طول ساحل أميركا الشمالية، عبر مضيق بيرينج (الفاصل بين قارة آسيا وقارة أميركا الشمالية)، نزولاً عبر اليابان وإلى نيوزيلندا. وتغلق العديد من البراكين النشطة والكامنة في القارة القطبية الجنوبية تلك الحلقة. 

كما أن المنطقة الزلزالية الثانية هي حزام "البيدي" والذي يمتد من جزيرة جاوة في إندونيسيا إلى سومطرة عبر جبال الهيمالايا والبحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الأطلسي.  

ويمثل هذا الحزام حوالي 17% من أكبر الزلازل في العالم، بما في ذلك بعض الزلازل الأكثر تدميراً، كزلزال باكستان 2005 والذي أودى بحياة أكثر من 80 ألف شخص وزلزال إندونيسيا عام 2004، والذي تسبب في حدوث موجة "تسونامي" أودت بحياة أكثر من 230 ألف شخص. 

وتقع نحو 1% من الزلازل في "حزام الأطلسي" الذي يوجد في منطقة غير مأهولة بالبشر. كما تقع بعض الزلازل الأخرى في نقاط ساخنة داخل البراكين، أو في قيعان المحيطات أو في سلاسل الجبال البركانية الضخمة. 

وتتميز تلك المناطق بوجود عدد كبير من الصدوع وحدود الصفائح التكتونية ما يؤدي إلى نشاط زلزالي عالي المستوى بسبب حركة الصفائح التكتونية. 

كيف يقع الزلزال؟

تتكون "حلقة النار" من ألواح ضخمة من القشرة الأرضية تسمى الصفائح التكتونية التي تتحرك باستمرار فوق طبقة من الصخور الصلبة والمصهورة تسمى الوشاح.

في بعض الأحيان تصطدم هذه الصفائح أو تتحرك بعيداً أو تنزلق بجانب بعضها البعض، وتقع معظم الأنشطة التكتونية في "حلقة النار" في هذه المناطق النشطة جيولوجياً. 

وتتشكل حدود الصفائح المتقاربة من خلال اصطدام الصفائح التكتونية ببعضها البعض، وغالباً ما تكوّن الحدود المتقاربة مناطق اندساس، إذ تنزلق الصفيحة الأثقل تحت الصفيحة الأخف وزناً، ما يخلق خندقاً عميقاً يُسمى "صدعاً".

ويغير هذا الاندساس مادة الوشاح الكثيفة إلى صهارة عائمة ترتفع عبر القشرة إلى سطح الأرض، وعلى مدى ملايين السنين، تخلق الصهارة الصاعدة سلسلة من البراكين النشطة المعروفة باسم القوس البركاني. 

أقوى زلزال في العالم

وحين تغرق (أو تندس) صفائح القشرة المحيطية تحت صفيحة أخرى، تقع الزلازل في مناطق الاندساس بسبب الانزلاق بين الصفائح والتمزق داخلها.

وتشمل الزلازل في الحزام الزلزالي المحيط بالمحيط الهادئ زلزال تشيلي الكبير الذي وقع عام 1960 هو أقوى زلزال سجل على الإطلاق بقوة 9.5 درجة على مقياس "ريختر"، وزلزال ألاسكا عام 1964 بقوة 9.2 درجة. 

وتمتد الحلقة لتشمل دولاً مثل اليابان وإندونيسيا والساحل الغربي لأميركا الشمالية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي تضم دولاً مثل اليونان وتركيا وإيطاليا.

وتعد هذه المناطق عرضة للزلازل لأنها تقع على حدود الصفائح أو بالقرب منها، حيث تتعرض قشرة الأرض للتشوه والاهتزاز. 

وبالإضافة إلى مناطق حدود الصفائح، يمكن أن تقع الزلازل أيضاً في المناطق التي لها تاريخ من النشاط البركاني، وكذلك في المناطق التي يوجد فيها تراكم للضغط في قشرة الأرض بسبب القوى التكتونية. 

"حزام البيدي"

يتم تصنيف حزام "البيدي" على أنه منطقة منشأ، ما يعني أنه وجد نتيجة دفع الصفائح التكتونية بعضها، ورفع قشرة الأرض إلى أعلى. وبسبب هذا النشاط الجيولوجي يُعد الحزام موطناً لعدد من السلاسل الجبلية، فعلى سبيل المثال تُعد سلسلة جبال الهيمالايا في جنوب آسيا واحدة من أشهر سلاسل الجبال في العالم، إذ تشكل حدوداً طبيعية بين منطقة هضبة التبت ومنطقة شبه القارة الهندية.

وتقع الزلازل في ذلك الحزام نتيجة حركة واصطدام الصفائح التكتونية الهندية والآسيوية.  

دول معرضة للزلازل

تُعد اليابان، التي تقع ضمن "حلقة النار"، واحدة من أكثر الدول في النشاط الزلزالي في العالم. وبسبب الزلازل العديدة التي تقع فيها بشكل يومي، طورت اليابان أكبر شبكة في العالم لرصد الزلازل، ما يجعل من الممكن تسجيل العديد من الزلازل.

ويوجد في اليابان نظام يكتشف الموجات الزلزالية عبر شبكة تضم أكثر من 1000 مقياس زلازل حولها، ويؤدي النظام دوره بإصدار أصوات من الهواتف وأجهزة التلفزيون والراديو في جميع أنحاء البلاد، وإيقاف القطارات، وتزويد الناس ببضع ثوانٍ إضافية للاستعداد للزلزال. 

وتأتي إندونيسيا في القائمة نظراً لموقعها على حلقة النار أيضاً، وهي واحدة من أكثر الدول تعرضاً ليس للزلازل فحسب بل البراكين والجفاف والفيضانات وموجات "تسونامي". 

الصين لها أيضاً تاريخ طويل من الزلازل المدمرة التي أودت بحياة الآلاف، ففي عام 2008، وبسبب موقعها على "حلقة النار" ضرب زلزال قوته 7.9 درجة مقاطعة سيتشوان وأودى بحياة أكثر من 87 ألف شخص، وكان الزلزال الثامن عشر الأكثر فتكاً في كل العصور.  

وتعد الفلبين واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل في العالم. وبسبب جغرافيتها الجبلية يمكن أن تؤدي الزلازل إلى حدوث انهيارات أرضية مميتة.  

كذلك إيران تُعد من أكثر الدول عرضة للزلازل في العالم، نظراً لموقعها على طول العديد من حدود الصفائح وخطوط الصدع. ولدى إيران تاريخ من الزلازل المدمرة التي أودت بحياة الآلاف على مر السنين، وكان أحد أسوأ الزلازل في مدينة قم عام 2003، وأودى بحياة أكثر من 42 ألف شخص، وكذلك في مقاطعة جيلان عام 1990 والذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص. 

كما تُعد تركيا وبيرو والولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا من أكثر 10 بلدان تعرضاً للزلازل بسبب موقعها على خطوط صدع رئيسية تتصادم فيها الصفائح التكتونية مُنتجة زلازل مُدمرة. 

اقرأ أيضاً: