أعاد باحثون بناء الأدمغة لاثنين من السبينوصورات البريطانية، ما ساعد على اكتشاف الكيفية التي تتفاعل بها هذه الديناصورات الكبيرة المفترسة مع بيئتها.
والسبينوصورات هي مجموعة غير عادية من الديناصورات ذوات الأقدام، التي تملك فكاً طويلاً مثل التمساح وأسناناً مخروطية؛ ويعتقد العلماء أن لدى ذلك النوع تكيفات فسيولوجية مُخصصة تساعدها على صيد الفرائس المائية، إلا أن الدراسة الجديدة تُحطم تماماً ذلك الزعم.
نمط حياة مائي
فقد درس الباحثون بنية منطقة الدماغ في مجموعة الديناصورات التي تضم المفترس شبه المائي السبينوصور؛ والذي كان يتنقل بين ضفاف الأنهار والبحار واليابسة للبحث عن الفرائس المختلفة.
ويشير أستاذ علوم الحفريات بجامعة أوهايو لورانس ويتمر، المؤلف المشارك لتلك الدراسة المنشورة في دورية علوم التشريح، إلى أن الهدف من الدراسة كان معرفة الطريقة التي تكيفت بها أدمغة تلك الكائنات مع البيئات المتنوعة؛ الماء واليابسة.
ويقول ويتمر لـ"الشرق" إن أدمغة السبينوصورات "تشبه تلك الموجودة في أكثر الديناصورات النموذجية غير المائية مع تعديل بسيط يشمل الأذن، ما يشير إلى أن العيش في كلا البيئتين لم يتطلب إعادة تنظيم بالجملة لأنظمتها العصبية".
وساعدتها هذه التعديلات على عيش نمط حياة مائي إلى حد ما يتضمن بقاءها قرب ضفاف الأنهار بحثاً عن الفريسة، بما في ذلك الأسماك الكبيرة. وقد كانت طريقة الحياة هذه مختلفة تماماً عن تلك الموجودة في الديناصورات من ذوات الأقدام الأكثر شيوعاً.
ولفهم تطور أدمغة وحواس السبينوصور بشكل أفضل، قام الفريق بإعادة مسح أحافير نوعين من الديناصورات تم اكتشافهما في المملكة المتحدة هما "باريونيكس" و"سيراتوسوكوبس".
الدماغ بمحجر العينين
وتُعد تلك السبينوصورات الأقدم من نوعها التي تحتوي على قطع من الدماغ محفوظة جيداً في محجر العينين؛ وقد كانت تلك المخلوقات الضخمة تجوب الكوكب منذ حوالي 125 مليون سنة.
يقول ويتمر إن أنسجة المخ من بين أول الأنسجة التي تتعفن بعد موت الحيوان، لذلك لم يتم حفظها قط في السجل الأحفوري.
ومع ذلك "فإن المخ العظمي - المليء بالصخور في الحفريات - يوفر وسيلة يمكن من خلالها صنع قالب يُشبه في تكوينه البنية الخارجية للدماغ؛ بعدها "يوفر التصوير المقطعي المحوسب التكنولوجيا التي تسمح لنا بالنظر داخل رؤوس هذه المخلوقات القديمة" على حد ما يقول "ويتمر".
قام الفريق بإعادة بناء الأنسجة الرخوة الداخلية التي تعفنت منذ فترة طويلة بشكل رقمي.
وقد وجد الباحثون أن البصيلات الشمية، التي تعالج الروائح، لم تتطور بشكل خاص، كما أن أذن تلك الديناصورات كانت متوافقة لسماع الأصوات منخفضة التردد.
وأظهرت الدراسة أنه، على الرغم من بيئة تلك السبينوصورات غير العادية، يبدو أن أدمغتها وحواسها المبكرة احتفظت بالعديد من الجوانب المشتركة مع ديناصورات أخرى كبيرة الجسم.
أحد التفسيرات لهذا الدليل هو أن أسلاف السبينوصورات ذوات الأقدام تمتلك بالفعل أدمغة وتكيفات حسية مناسبة لصيد الأسماك.
ونظراً لأن جماجم جميع السبينوصورات متخصصة جداً لمساعدتها في صيد الأسماك، فمن المدهش رؤية مثل هذه الأدمغة "غير المتخصصة"، والتي تُشبه أدمغة الديناصورات التي لا تصيد الأسماك.
اقرأ أيضاً: