تحديد عدد الأشجار في الساحل الإفريقي باستخدام الذكاء الاصطناعي

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشجار في أرض جافة بشمال السنغال. 11 يوليو 2021 - REUTERS
أشجار في أرض جافة بشمال السنغال. 11 يوليو 2021 - REUTERS
باريس- أ ف ب

جرى التوصّل للمرة الأولى، إلى تحديد أعداد الأشجار التي تغطي مساحة شاسعة من إفريقيا جنوب الصحراء (الساحل)، بفضل أسلوب استُخدمت فيه صور مُلتقطة من أقمار اصطناعية وتقنية الذكاء الاصطناعي، في خطوة ستؤدي إلى تحسين عملية حفظ مصارف الكربون هذه.

وأوضح باحثون في دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" العلمية، أنّ الأرقام التقديرية السابقة انطوت على مبالغة في تقدير عدد الأشجار التي تخزّن الكربون. وقد تحمل أعداد الأشجار التي قاموا بإحصائها أهمية في مكافحة ظاهرة التصحّر.

وذكرت الدراسة أنّ 9.9 مليار شجرة موجودة على أرض قاحلة تبلغ مساحتها 10 ملايين كيلومتر مربّع، وتمتد من المحيط الأطلسي حتى البحر الأحمر، وهو ما يعادل مساحة الصين تقريباً، في مقابل 400 مليار شجرة موجودة في غابة الأمازون.

وفي المناطق القاحلة، تلتقط أشجار الكربون لفترة أطول بكثير مما تخزّنه الأنواع العشبية والنباتية الأخرى، علماً أنّ الشجرة الواحدة لا تخزّن كميات كبيرة من الكربون.

وتلتقط الأشجار الموجودة في المنطقة التي خضعت للدراسة ما مجموعه 0.84 مليار طن من مكافئ الكربون، على ما احتسب الباحثون، مقارنة بنحو 2.4 طناً تخزنها أشجار الغابات في فرنسا.

واستخدم العلماء تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل أكثر من 300 ألف صورة عالية الدقة، التقطتها الأقمار الاصطناعية، بهدف تحديد كل منطقة تغطيها الأشجار في المساحات القاحلة.

وقال المُشارك في إعداد الدراسة كومبتون تاكر، إنّ "أسلوب العمل هذا يوفر لنا معلومات بشأن دورة الكربون، والكمية التي تحزّنها الأشجار، والتي تساهم في مكافحة التغير المناخي".

"السور الأخضر العظيم"

وتشكل هذه البيانات خطوة أولى نحو تطوير سياسات أفضل للحفظ، من خلال تحسين مراقبة برامج حفظ الغابات التي يتولاها العلماء، ومَن يستثمرون في المشاريع المرتبطة بائتمان الكربون.

وقال فيليب سييه، وهو باحث في مفوضية الطاقة الذرية، والطاقات البديلة ومشارك في الدراسة، إنه "في التمويل الأخضر، هناك مبالغ كبيرة مخصصة لتفادي إزالة الغابات، لكنها لم تُستخدَم بسبب غياب نظام للتحقق".

ويأمل معدو الدراسة في تحسين الأداة مستقبلاً، والتي اعتمدوها في بحثهم، لجعلها قادرة على تحديد خصائص جذع الشجرة، مما يتيح توفير معلومات دقيقة عن عمرها وارتفاعها، وهما عاملان يلعبان دوراً في قدرتها على تخزين الكربون.

وقال بيار إييرنو، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة: "عند السعي للحصول على معلومات تقديرية بشأن جذع الشجرة، من الأفضل معرفة ارتفاعها، بالإضافة إلى معلومات في شأن الغطاء التاجي"، مضيفاً: "هذا ليس ممكناً بعد، لكننا نقترب من تحقيقه".

ويمكن استخدام أسلوب العمل نفسه في مناطق قاحلة أخرى، بينها مساحات في أستراليا وغرب الولايات المتحدة وآسيا الوسطى، مما يوفر مساهمة لمشروع "السور الأخضر العظيم"، الذي يرمي إلى زرع أشجار في سهول السافانا والمراعي والأراضي الزراعية في الساحل الإفريقي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات