دراسة: تلوث الهواء يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب

time reading iconدقائق القراءة - 6
أناس يرتدون أقنعة وجه في يوم ملوث بالعاصمة الصينية بكين. 10 مارس 2023 - REUTERS
أناس يرتدون أقنعة وجه في يوم ملوث بالعاصمة الصينية بكين. 10 مارس 2023 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

يمكن أن يؤثر تلوث الهواء على صحة القلب بعدة طرق، إذ يؤدي التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية. 

وقد وُجدت دراسة جديدة منشورة في دورية الجمعية الطبية الكندية أن التعرض الحاد لتلوث الهواء مرتبط بزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية كنتيجة مباشرة لعدم انتظام ضربات القلب والمعروف طبياً باسم اضطراب نظم القلب. 

واضطراب نظم ضربات القلب هو حالة طبية تتميز بعدم انتظام ضربات القلب. وينتج عن مشكلة في الإشارات الكهربائية التي تنظم ضربات القلب.  

ينبض القلب بشكل طبيعي بإيقاع منتظم، حيث تصدر الإشارات الكهربائية من مجموعة من الخلايا في القلب تسمى العقدة الجيبية. وفي حالة عدم انتظام ضربات القلب، تصبح هذه الإشارات غير منظمة أو غير منتظمة، مما يتسبب في سرعة كبيرة أو بطيئة جداً أو غير منتظمة لضربات القلب. 

وتُعد الدراسة الجديدة أحد أكبر الدراسات من نوعها، إذ شملت فحص ارتباط التلوث بأمراض القلب في 322 مدينة صينية. 

جزيئات ضارة في الهواء

يحتوي الهواء الملوث على جزيئات ضارة مختلفة، مثل PM2.5 -الجسيمات التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر- وثاني أكسيد النيتروجين، والتي يمكن أن تخترق الرئة وتدخل إلى مجرى الدم.  

ويمكن أن تسبب هذه الجزيئات الالتهاب والإجهاد التأكسدي وتلف البطانة الداخلية للأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى تصلب الشرايين. 

كما يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى زيادة ضغط الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ويرتبط التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء بزيادة خطر الإصابة بفشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب والموت القلبي المفاجئ. 

وتؤثر حالات عدم انتظام ضربات القلب الشائعة مثل الرجفان الأذيني والرفرفة الأذينية، والتي يمكن أن تتطور إلى أمراض قلبية أكثر خطورة، على ما يقدر بـ 59.7 مليون شخص على مستوى العالم.  

وتقول الدراسة الجديدة إن تلوث الهواء أحد عوامل الخطر القابلة للتعديل للإصابة بأمراض القلب، لكن الأدلة التي تربطه بنظم ضربات القلب غير متسقة. 

 لتحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين تلوث الهواء وذلك الاضطراب، قام الباحثون الصينيون بتقييم التعرض كل ساعة لتلوث الهواء والظهور المفاجئ لأعراض اضطراب النظم القلبي باستخدام بيانات من 2025 مستشفى في 322 مدينة صينية.  

جودة الهواء

ويعد تلوث الهواء في الصين أعلى بكثير من إرشادات منظمة الصحة العالمية لجودة الهواء، وقد أجرى الباحثون تحليلاتهم باستخدام تركيزات ملوثات الهواء من محطات المراقبة الأقرب إلى المستشفيات المبلغة. 

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة رينجي تشين، وهو باحث في كلية الصحة العامة بجامعة "فودان" الصينية: "وجدنا أن التعرض الحاد لتلوث الهواء المحيط مرتبط بزيادة مخاطر عدم انتظام ضربات القلب المصحوب بأعراض".  

وبحسب الدراسة، حدثت مخاطر اضطراب نظم ضربات القلب خلال الساعات العديدة الأولى بعد التعرض ويمكن أن تستمر لمدة 24 ساعة.  

وكانت علاقات التعرض والاستجابة بين 6 ملوثات و4 أنواع فرعية من عدم انتظام ضربات القلب خطية تقريباً، فكلما زاد التلوث زاد اضطراب نظم ضربات القلب. 

اشتملت الدراسة على أكثر من 115 ألف مريض يعانون من بداية حادة من عدم انتظام ضربات القلب المصحوب بأعراض، بما في ذلك الرجفان الأذيني والرفرفة الأذينية والضربات المبكرة (التي تنشأ في الأذينين أو البطينين للقلب) وتسرع القلب فوق البطيني. 

كان التعرض لتلوث الهواء المحيط أكثر ارتباطاً بالرفرفة الأذينية وتسرع القلب فوق البطيني، يليه الرجفان الأذيني والضربات المبكرة.  

ثاني أكسيد النيتروجين 

بالإضافة إلى ذلك، ومن بين 6 ملوثات، كان لثاني أكسيد النيتروجين أقوى ارتباط مع جميع أنواع الاضطراب، وكلما زاد التعرض، كان الارتباط أقوى. 

وعلى الرغم من أن الآليات الدقيقة ليست مفهومة تماماً بعد، إلا أن الارتباط بين تلوث الهواء والبدء الحاد في عدم انتظام ضربات القلب الذي لاحظه المؤلفون مقبول بيولوجياً.  

وأشارت بعض الأدلة إلى أن تلوث الهواء يغير أنشطة الفيزيولوجيا الكهربية للقلب عن طريق إحداث الإجهاد التأكسدي والالتهاب الجهازي، مما يؤثر على قنوات الأغشية المتعددة، فضلاً عن إضعاف الوظيفة العصبية للقلب. 

لاحظ المؤلفون أن الارتباط كان فورياً ويؤكد الحاجة إلى حماية الأشخاص المعرضين للخطر أثناء تلوث الهواء الشديد. 

ويمكن أن يحدث عدم انتظام ضربات القلب لدى الأشخاص من جميع الأعمار. وتشمل أعراض عدم انتظام ضربات القلب الشعور بالرفرفة في الصدر أو الدوخة أو الدوار أو الإغماء أو ضيق التنفس. وقد لا تسبب بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب أي أعراض وقد يتم اكتشافها فقط أثناء الفحص الطبي الروتيني. 

وتضيف الدراسة دليلاً على الآثار السلبية لتلوث الهواء على القلب والأوعية الدموية، وتسلط الضوء على أهمية زيادة الحد من التعرض لتلوث الهواء والحماية الفورية للسكان المعرضين للإصابة في جميع أنحاء العالم.
 
 اقرأ أيضاً:

تصنيفات