أعلنت شركة "فيرجن جالاكتيك" Virgin Galactic استئناف رحلاتها الفضائية للمرة الأولى منذ نحو عامين، إذ يعد إطلاق المركبة، وهي الخامسة لشركة تجتاز حدود الفضاء، الاختبار الأخير قبل بدء الرحلات التجارية.
وقالت الشركة، التي أسسها الملياردير ريتشارد برانسون، إن هذه الرحلات المرتقبة منذ سنوات "ستبدأ نهاية يونيو"، علماً بأن نحو 800 شخص سبق أن اشتروا تذاكر للمشاركة فيها.
وانطلقت رحلة "يونيتي 25" من قاعدة "سبايس بورت أميركا" في صحراء نيو مكسيكو بجنوب غربي الولايات المتحدة، الخميس، وضمّ طاقمها موظفين في الشركة.
ونقل بيان للشركة عن أحد الموظفين، ويدعى كريستوفر هوي، قوله: "النظر إلى كوكبنا الجميل من فوق، وهو أمر لم يحظ سوى القليل من البشر به، كان تجربة مهيبة غمرتني بالتواضع والانبهار".
وأضاف: "كوني واحداً من أول 20 شخصاً ذهبوا إلى الفضاء، آمل في أن أُلهِم الجيل القادم من رواد الفضاء".
وأقلعت طائرة ضخمة سمّيت "في إم إس إيف" الساعة 9:15 بالتوقيت المحلي (15:15 بتوقيت جرينيتش) من مدرج تقليدي، وتولى قيادتها طيّاران، ثم انفصلت عنها في الجو مركبة تشبه طائرة خاصة كبيرة تحمل اسم "في إس إس يونيتي"، حاملة 4 ركاب وطيّاريَن آخرين.
وشغّلت هذه المركبة محركها إلى أن تجاوز ارتفاعها 87 كيلومتراً، إذ يقع الفضاء على ارتفاع 80 كيلومتراً وفق تعريف الجيش الأميركي.
وعادت المركبة نزولاً وهي تحوم، لتحطّ بعدها على المدرج كأية طائرة عادية في الساعة 37: 10 بالتوقيت المحلي.
تأخير فضائي
وتسبب حادث تعرضت له مركبة تابعة لـ"فيرجن جالاكتيك" في الجو عام 2014، وأسفر عن وفاة الطيار، في تأخير برنامجها الفضائي لسنوات.
ومنذ يوليو 2021، موعد الرحلة الأخيرة التي كان برانسون شخصياً في عدادها، أعلنت الشركة تعليق رحلاتها لإجراء تعديلات على طائرتها الحاملة وعلى مركبتها بهدف تحسين أداء المحركات وقدرتها على الطيران بوتيرة أكبر، لكنّ هذا التعليق دام أكثر مما كان مقرراً.
ولا يمضي ركاب رحلات "فيرجن جالاكتيك" سوى ما مجموعه نحو 10 دقائق في الفضاء، لكن في وسعهم خلالها فكّ أحزمة الأمان ليسبحوا بضع دقائق في انعدام الجاذبية ويتأملوا الكرة الأرضية من إحدى الكوات الـ12 في المقصورة.
وستحمل الرحلة التجارية التي أطلقت عليها تسمية "جالاكتيك 01" ركاباً من سلاح الجو الإيطالي.
وسبق للشركة أن باعت نحو 800 تذكرة لرحلاتها الفضائية، منها 600 بين 2005 و2014، بسعر تراوح بين 200 و250 ألف دولار، و200 تذكرة أخرى في السنوات الأخيرة مقابل 450 ألف دولار لكل منها.
وتتنافس "فيرجن جالاكتيك" مع شركة "بلو أوريجن" المملوكة للملياردير جيف بيزوس، إذ أرسلت الأخيرة 32 شخصاً إلى الفضاء منذ يوليو 2021، وشارك بيزوس في الرحلة الأولى.
لكنّ رحلاتها السياحية توقفت منذ وقوع حادث في سبتمبر 2022 خلال رحلة غير مأهولة، وأكدت "بلو أوريجن"، في مارس الماضي، أنها تعتزم معاودة رحلات صواريخها "قريباً".