اكتشاف أول ثقب أسود "متحرك" في الفضاء

time reading iconدقائق القراءة - 4
تصوير فني لنظام "الدجاجة إكس-1" يتضمن ثقباً أسود ذا كتلة نجمية يدور حول نجم مرافق على بعد 7200 سنة ضوئية من الأرض - المركز الدولي لبحوث الفلك الراديوي  -  REUTERS
تصوير فني لنظام "الدجاجة إكس-1" يتضمن ثقباً أسود ذا كتلة نجمية يدور حول نجم مرافق على بعد 7200 سنة ضوئية من الأرض - المركز الدولي لبحوث الفلك الراديوي - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

لطالما افترض العلماء أن الثقوب السوداء هائلة الحجم عظيمة الكُتل يُمكنها أن تتحرك في الفضاء وتتجول في الفراغ بين النجوم، لكن اكتشافها أثناء تحركها ثبتت صعوبته بسبب ضعف أدوات الرصد المستخدمة في الوقت الحالي.

ولكن علماء من مركز الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد الأميركية، تمكنوا من رصد ثقب أسود يتحرك في الفضاء بسرعة تبلغ نحو 177 ألف كيلومتر في الساعة.

وقال عالم الفلك في المركز، دومنيك بيسك لـ"الشرق" إن الفريق البحثي أثبت لأول مرة فرضية حركة الثقوب السوداء، وإنه وفريقه قدموا نتائج تؤكد حركة الثقب الأسود فائق الكتلة المعروف باسم "J0437 + 2456" والذي يقع على بعد 230 مليون سنة ضوئية من كوكب الأرض وتبلغ كتلته نحو 3 ملايين ضعف كتلة الشمس.

واستخدم الباحثون لرصد تلك الحركة، مقياساً لرصد سرعة غاز الهيدروجين المحايد حول الثقب الأسود، وباستمرار عمليات القياس لاحظ العلماء وجود اضطراب في السرعة، ما يعني ببساطة أن الثقب الأسود يتحرك ويزيح الهيدروجين أثناء الحركة.

5 سنوات متابعة

وبهدف التأكد من الاكتشاف، ظل العلماء لمدة 5 سنوات يقارنون مواقع الثقوب السوداء في المجرات الهائلة، ليستنتجوا أن الثقوب تبتعد عن المجرات بسرعة أكبر من سرعة تمدد المجرة، وبالتالي "تمكنا من إثبات تحرك الثقوب السوداء الضخمة كما نجحنا في تحديد اتجاهات حركتها"، على حد قول بيسك.

ومن أجل البحث، مسح الفريق أيضاً 10 مجرات بعيدة، والثقوب السوداء الهائلة في نواتها، كما درسوا على وجه التحديد الثقوب السوداء التي تحتوي على الماء داخل أقراصها (الأقراص هي الهياكل الحلزونية التي تدور إلى الداخل باتجاه الثقب الأسود).

وعندما يدور الماء حول الثقب الأسود، فإنه ينتج شعاعاً شبيهاً بالليزر من ضوء الراديو المعروف باسم "مازر"، وعند دراستها باستخدام شبكة مدمجة من الهوائيات الراديوية باستخدام تقنية تُعرف باسم قياس التداخل الأساسي الطويل يمكن أن تساعد أجهزة القياس في قياس سرعة الثقب الأسود بدقة شديدة.

ثقب متحرك و9 ساكنة

وساعدت هذه التقنية الفريق على تحديد أن 9 من الثقوب السوداء الهائلة الـ10 كانت في حالة سكون، لكن واحداً برز وبدا أنه يتحرك.

ويتحرك الثقب الأسود الهائل بسرعة تبلغ 110 آلاف ميل في الساعة داخل المجرة، لكن سبب الحركة غير معروف، ويعتقد الفريق أن هناك احتمالين لتلك الحركة، الأول يقول إن الحركة المرصودة ربما تكون ناجمة عن تداعيات اندماج ثقبين أسودين فائقي الضخامة، ونتيجة لذلك الاندماج لوحظت تلك الحركة، في ما يرى الاحتمال الثاني أنه "ربما يكون الثقب الأسود جزءاً من نظام ثنائي مكون من ثقبين أسودين، أو ثقب أسود ونجم يدوران حول بعضهما البعض".

سبب الحركة

ويرى العلماء أن هناك حاجة إلى مزيد من الملاحظات في النهاية لتحديد السبب الحقيقي للحركة غير العادية لهذا الثقب الأسود الهائل.

يقول بيسك: "إن كشف سبب الحركة على وجه الدقة سيمثل فتحاً جديداً في أبحاث الثقوب السوداء، فربما يعني الأمر أن الثقوب السوداء كائنات تموج بالحركة مثلها مثل باقي الأجرام السماوية".