باحثون يتوصلون إلى جزيء يمهد لعلاجات أكثر فعالية في علاج العدوى الفطرية

time reading iconدقائق القراءة - 4
فطريات - Liz Ahlberg
فطريات - Liz Ahlberg
القاهرة-محمد منصور

في اكتشاف رائد، قام باحثون من جامعة "إلينوي"، بالتعاون مع علماء من جامعة "ويسكونسن ماديسون"، بتطوير جزيء مضاد للفطريات له القدرة على إحداث ثورة في علاج الالتهابات الفطرية. 
 
وتكشف النتائج المنشورة في دورية "نيتشر" عن تقدم واعد في مجال العلاج المضاد للفطريات، وتعتبر الالتهابات الفطرية، على الرغم من تجاهلها في كثير من الأحيان، مصدر قلق متزايد على الصحة العامة، مع احتمال التسبب بمشاكل صحية واسعة النطاق. 
 
ويُحاول الباحثون إيجاد علاجات أكثر فعالية وأقل سمية للإنسان لمكافحة هذا النوع من العدوى، وركز فريق البحث على تطوير عقار يُسمى "الأمفوتيريسين ب" وهو دواء قوي مضاد للفطريات مشتق من البكتيريا. 

وعلى الرغم من أن العقار فعال للغاية في قتل الفطريات، إلا أن آثاره السامة على جسم الإنسان، وخاصة الكلى، جعلت استخدامه مقتصراً على الحالات الأكثر خطورة فقط. 
 
وشرع الباحثون في تسخير قوة الدواء مع التخفيف من سميته، ففي البداية، استكشف الباحثون آليات "الأمفوتيريسين ب" وتطوير نهج قائم على اللبنات الأساسية للتخليق الجزيئي.

وكشفت أبحاثهم أن هذه المادة تقتل الفطريات من خلال العمل مثل الإسفنج، إذ تمتص "الإرغوستيرول" من الخلايا الفطرية. والإرغوستيرول مادة تتواجد في غشاء خلايا الفطريات، تسمح بنمو الخلايا واستخلاص المغذيات من البيئة المحيطة. 
 
كما وجدوا أيضاً أن "الأمفوتريسين يمكنه قتل خلايا الكلى البشرية بالمثل عن طريق استخلاص الكوليسترول، وهو مركب دهني يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على مرونة الخلايا البشرية ومستوى الهرمونات، ضمن وظائف أخرى، في الجسم". 

وقام فريق البحث بعمل تعديل على الصيغة الكيميائية لـ"الأمفوتيريسين ب" وتقليل تفاعله مع الكوليسترول، وبالتالي تقليل سميته، وابتكر الباحثون مشتقات مع تغييرات طفيفة في المنطقة التي ترتبط بالإرغوستيرول والكوليسترول مع الحفاظ على فعاليتها. 

وأثبت أحد المشتقات، أطلق فريق البحث عليه اسم AM-2-19، أنه جزيء متميز، بعد أن أظهر خصائص تحافظ على الكلى، والتهرب من المقاومة، وفعالية واسعة النطاق. 
 
وفي اختبارات مكثفة ضد أكثر من 500 نوع من مسببات الأمراض ذات الصلة سريرياً، تطابق AM-2-19 مع فعالية الأدوية المضادة للفطريات المتوفرة حالياً أو تجاوزها. 
 
ووجد الباحثون أن AM-2-19 أقل سمية عند اختباره في الدم البشري وخلايا الكلى، وكذلك في نماذج الفئران من الالتهابات الفطرية الشائعة والعنيدة. 
 
وتقول الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر"، إن هذا الجزيء الواعد لديه القدرة على تغيير طريقة علاج الالتهابات الفطرية. 
 
ويأمل الباحثون أن يمهد هذا الاكتشاف الطريق لعلاجات أكثر فعالية وأقل سمية للعدوى الفطرية، ما يؤدي في النهاية إلى تحسين نتائج المرضى وتقليل تأثير هذه الأمراض التي غالباً ما يتم إهمالها على الصحة العامة. وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، فإن مستقبل العلاجات المضادة للفطريات يبدو واعداً. 

تصنيفات

قصص قد تهمك