علماء بريطانيون يبتكرون كاميرا ترى العالم بـ"عيون الحيوانات"

ابتكر علماء من جامعة "ساسكس" البريطانية كاميرا جديدة تسمح لصانعي الأفلام والمهتمين بالبيئة، بإنتاج فيديوهات تحاكي بدقة الألوان التي تراها الحيوانات في البيئات الطبيعية.

وترى الحيوانات ألوان العالم بشكل مختلف؛ بسبب قدرات المستقبلات الضوئية في عيونها، فعلى سبيل المثال، يمكن لنحل العسل وبعض الطيور رؤية الأشعة فوق البنفسجية، والتي تقع خارج نطاق الإدراك البشري. 

وقال الباحثون إن إعادة بناء الألوان التي تراها الحيوانات، يمكن أن يساعد على فهم أفضل لكيفية تواصلها مع بعضها البعض والتنقل في العالم من حولها.

وتعطي الصور الملونة التي يستطيع الكمبيوتر إنتاجها لمحة عن هذا العالم الديناميكي، لكن الطرق التقليدية مثل قياس الطيف الضوئي غالباً ما تستغرق وقتاً طويلاً لإنتاج الألوان التي تراها الحيوانات، كما تتطلب ظروف إضاءة محددة، ولا يمكنها التقاط صور متحركة.

وفي الوقت الذي توفر فيه طرق قياس الطيف اللوني صوراً داخل البيئة المعملية، فلا يمكنها إطلاقاً توفير تلك الصور في ظل الظروف الطبيعية.

تفاعل الحيوانات مع الألوان

وفي البيئات الطبيعية، تتفاعل الحيوانات مع الأشكال المعقدة، والإضاءة المتغيرة، والإشارات الديناميكية، ما يمثل تحديات في فهم هذا التفاعل بين الخلفية، والإضاءة، والإشارات. 

ولمعالجة هذه القيود، طوّر الباحثون كاميرا جديدة ونظاماً برمجياً يلتقط مقاطع فيديو للحيوانات والأجسام المتحركة في ظل ظروف الإضاءة الطبيعية، بهدف المساهمة في التقدم في مجال البيئة الحسية من خلال توفير أدوات لاستكشاف وتسجيل الألوان التي يدركها الحيوان بطريقة أكثر شمولاً.

وتسجل الكاميرا الفيديو في وقت واحد بـ 4 قنوات ملونة؛ هي الأزرق والأخضر والأحمر والأشعة فوق البنفسجية.

ويمكن معالجة هذه البيانات باستخدام الكمبيوتر لإنتاج فيديو دقيق لكيفية إدراك الحيوانات لتلك الألوان، بناءً على المعرفة الموجودة بالمستقبلات الضوئية في عيونها. 

وتسمح هذه الطريقة بجمع الصور بسرعة، ما يتيح الحصول على البيانات بشكل أسرع لمشروعات الأفلام والمسح التصويري؛ كما تسهل دراسة الإشارات في السياقات الطبيعية، والتقاط الكثافة المتغيرة والتوزيع الطيفي للضوء في الموائل.

واختبر الفريق النظام مقابل طريقة تقليدية تستخدم القياس الطيفي، ووجدوا أن النظام الجديد تنبأ بالألوان المتصورة بدقة تزيد عن 92%.

وتوقع الباحثون أن يفتح نظام الكاميرا الجديد آفاقاً جديدة للبحث أمام العلماء، ويسمح لصانعي الأفلام بإنتاج صور ديناميكية ودقيقة لكيفية رؤية الحيوانات للعالم من حولها.