دراسة: الفراشات تشوش الخفافيش بـ"دفاعات صوتية" لمنعها من افتراسها

time reading iconدقائق القراءة - 3
تُولد الانبعاجات الموجودة على سطح الجناح الخلفي لفراشات القاقم دقات تُشبه أصوات قرع الطبول - الشرق
تُولد الانبعاجات الموجودة على سطح الجناح الخلفي لفراشات القاقم دقات تُشبه أصوات قرع الطبول - الشرق
القاهرة-محمد منصور

كشف علماء من جامعة بريستول البريطانية عن نظام دفاع صوتي فريد تستخدمه بعض أنواع الفراشات؛ المعروفة باسم فراشات القاقم، للتشويش على الخفافيش ومنعها من افتراسها.

ويسلط هذا الاكتشاف الجديد، المنشور في دورية وقائع الأكاديمية الأميركية للعلوم، الضوء على أصوات التحذير بالموجات فوق الصوتية التي تنتجها هذه العثات؛ رداً على الحيوانات المفترسة التي تحدد موقعها بالصدى.

وتستطيع الخفافيش تحديد المسافة والحجم والشكل، وحتى نسيج الأشياء من خلال تفسير الأصداء العائدة، وهو ما يسمح لهم بالتنقل وتحديد موقع الفريسة في الظلام الدامس. 

وعلى عكس الأنواع الأخرى من الحشرات، تفتقر فراشات القاقم إلى أعضاء السمع. ورغم ذلك؛ طورت آلية دفاع صوتية غير عادية لدرء الخفافيش.

واكتشف الباحثون أن الحواف الفردية لرقعة مموجة في الأجنحة الخلفية لفراشات القاقم تنكسر من خلال طي الجناح أثناء الطيران، مما يخلق اهتزازاً مفاجئاً يؤدي إلى تضخيم قوة واتجاه الصوت الناتج بشكل كبير.

ويُطلق على هذا العضو الفريد الذي ينتج الصوت اسم "الطبلة الهوائية المرنة".

وبحسب المؤلف المشارك في الدراسة، مارك هولديريد، وهو أستاذ علم الأحياء الحسي في كلية العلوم البيولوجية بجامعة بريستول البريطانية، كان الهدف الرئيسي لذلك البحث فهم كيف يمكن للتموجات الموجودة في هذه الأجنحة أن تلتف وتتقطع؛ بطريقة مصممة لإنتاج سلسلة من الموجات الصوتية ذات النطاق العريض.

في فراشات القاقم، تُولد الانبعاجات الموجودة على سطح الجناح الخلفي دقات تُشبه الأصوات الناجمة عن قرع الطبول؛ وتنتقل تلك الدقات على طول الجناح الذي يهتز بدوره مُضخماً الصوت. 

موجات صوتية

ويقول الباحثون إن تلك الانبعاجات التي يبلغ حجمها مليمتراً؛ يُمكن أن تنتج موجات فوق صوتية بمستوى يعادل محادثة بشرية حية.

وتستخدم معظم الخفافيش تحديد الموقع بالصدى كوسيلة أساسية للصيد، إذ تصدر موجات صوتية عالية التردد، وتستمع إلى الأصداء التي ترتد من الأشياء الموجودة في محيطها.

لكن الموجات الصوتية الخاصة بفراشات القاقم تتداخل مع الموجات التي تصدرها الخفافيش؛ فتشوشها، وهو الأمر الذي يمنع الخفافيش من تحديد أماكنها، ويُعيق عملية افتراسها.

وسيساعد هذا الاكتشاف الباحثون على فهم العديد من أنواع الحشرات الأخرى ذات آليات إنتاج الصوت المماثلة، الأمر الذي سيلقي بالضوء على الدفاعات الصوتية المضادة للخفافيش، ويعزز فهم العلماء عن سباق التسلح القديم بين الخفافيش التي تحدد الموقع بالصدى وفرائسها من الحشرات.

تصنيفات

قصص قد تهمك