دراسة: آثار إشعاعات "تشيرنوبل" لم تنتقل إلى الجيل التالي

time reading iconدقائق القراءة - 5
محطة الطاقة النووية في تشيرنوبيل - 22 فبراير 2011  - AFP
محطة الطاقة النووية في تشيرنوبيل - 22 فبراير 2011 - AFP
دبي-الشرق

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين تعرّضوا للإشعاعات نتيجة كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي، في أوكرانيا عام 1986، لم ينقلوا التغيرات الجينية التي نجمت عن التعرض للإشعاع إلى أطفالهم.  

وأدى انفجار محطة تشيرنوبل للطاقة النووية إلى إخلاء المنطقة بأكملها وانتشار الغبار الإشعاعي في جميع أنحاء أوروبا. وبينما تسبب الانفجار في مصرع 31 شخصاً، تعرّض ملايين إلى مستويات خطيرة من الإشعاع، وتشير التقديرات إلى أن العدد النهائي للوفيات بسبب المشكلات الصحية طويلة الأمد الناجمة عن التعرّض للإشعاع بلغ حتى الآن 200 ألف قتيل، بحسب شبكة "سي إن إن".

دراسة حالات 130 طفلاً

ولمزيد من فهم تأثير التعرّض للإشعاع الناجم عن هذه الكارثة، قام فريق بحثي في "المعهد الوطني الأميركي للسرطان" في ميريلاند بدراسة حالات 130 طفلاً ولدوا لـ105 آباء وأمهات، تعرّض أحدهم على الأقل لمرض الغدة التناسلية، نتيجة العمل في تنظيف الإشعاع أو الإجلاء من المناطق الملوثة.

وفحص الفريق، بقيادة ميريديث ييغر، جينومات الأطفال الذين ولدوا في الفترة بين عام 1987 و2002، ولم يعثر على أي زيادة في الطفرات الجينية الجديدة في الأطفال الذين خضعوا للفحص، كما ورد في الورقة العلمية التي كتبها الفريق ونشرتها دورية "ساينس".

وقام الفريق بدراسة حالة كل أب أو أم تعرّضا للإشعاعات المؤينة (ذات الطاقة العالية)، سواء بسبب عملهما في التنظيف أو نتيجة التعرّض لها في المناطق المحيطة.

وتعرّض الأشخاص المشاركون في الدراسة لجرعات إشعاع مختلفة.

وقام الباحثون بدراسة جينومات الأطفال بحثاً عن أي زيادة في التغيرات الجينية الموروثة، والمعروفة باسم طفرات "دي نوفو". وتظهر هذه التغيرات بشكل عشوائي في الحيوانات المنوية والبويضات الخاصة بالوالدين. ورغم عدم ملاحظتها في جينومات الوالدين، إلا أنها يمكن أن تمر إلى أطفالهم.

لا دليل على طفرات جينية

ولم يعثر الفريق البحثي على أي دليل على زيادة عدد هذه الطفرات لدى الأطفال المولودين في الفترة بين 46 أسبوعاً و15 عاماً بعد الحادث، لدى مقارنتهم بعموم الشريحة السكانية في المنطقة.

وأشار الفريق إلى أن سمات طفرات "دي نوفو" الموجودة لدى الأطفال مماثلة لتلك الموجودة لدى بقية السكان.

ونقلت "سي إن إن" عن الباحثين قولهم إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن "التعرّض الإشعاعات المؤينة كان له تأثير محدود للغاية على صحة الجيل التالي".

وقال ستيفن شانكوك، مدير شعبة علم الأوبئة وعلم الوراثة السرطانية، التابعة للمعهد القومي للسرطان: "نرى أن هذه النتائج مطمئنة للغاية للأفراد الذين كانوا يعيشون في فوكوشيما، وقت وقوع الكارثة النووية هناك عام 2011"، مضيفاً: "من المعروف أن الجرعات الإشعاعية في اليابان كانت أقل من نظيرتها المسجلة في تشيرنوبل ".

الإجابة عن أهم سؤال

وقالت جيري توماس، مديرة "بنك تشيرنوبل للأنسجة" (الذي يهدف لتوفير مورد للبحث في العواقب الصحية لحادث تشيرنوبل)، لشبكة "سي إن إن"، إن الدراسة "تستخدم التكنولوجيا الحديثة للإجابة عن سؤال: إذا تعرضتُ لمستويات عالية من الإشعاع، ثم صار لديّ أطفال، هل سيؤثر ذلك عليهم؟".

وقالت توماس التي لم تشارك في الدراسة إن "الإجابة من خلال هذه الدراسة هي النفي، فلا يوجد دليل على أن تعرّض أحد الوالدين للإشعاع يؤدي إلى عيوب على مستوى الحمض النووي لدى الأطفال".

وأضافت: "هناك كثيرون في منطقة تشيرنوبل  وفي فوكوشيما قلقون بشأن إنجاب أطفال بعد تعرّضهم للإشعاع". وتابعت: "يجب أن تهدئ هذه الورقة البحثية روعهم، إذ لا  خطر من أن يؤدي تعرّضهم للإشعاع إلى حدوث مشكلات لأطفالهم".

وكانت أسوأ كارثة نووية واجهتها اليابان وقعت  عام 2011، عندما ضربت موجة تسونامي ناجمة عن الزلزال القوي محطة فوكوشيما.