اكتشاف حفريات لـ3 أنواع جديدة من حيوان الكنغر

time reading iconدقائق القراءة - 4
علماء بجامعة فلندرز الأسترالية يكتشفون أنواعاً جديدة من أحفورة الكنغر. - دورية Megataxa
علماء بجامعة فلندرز الأسترالية يكتشفون أنواعاً جديدة من أحفورة الكنغر. - دورية Megataxa
القاهرة -محمد منصور

اكتشف علماء حفريات، من جامعة فلندرز الأسترالية، 3 أنواع جديدة غير عادية من أحفورة الكنغر العملاقة من أستراليا، وغينيا الجديدة.

ووجد العلماء أن حيوانات الكنغر المكتشفة حديثاً كانت أكثر تنوعاً في الشكل، والحجم، وطريقة التنقل مما كان يُعتقد سابقاً.

أنواع منقرضة من الكنغر

تنتمي الأنواع الـ3 الجديدة إلى جنس "بروتيمنودون" المنقرض، الذي عاش منذ حوالي 5 ملايين إلى 40 ألف سنة مضت، ويبلغ حجم الواحد منها ضعف حجم أكبر كنغر أحمر يعيش اليوم.

وينتمي جنس "بروتيمنودون" لمجموعة من الجرابيات المنقرضة، والتي تُعد الجد الأكبر لحيوانات الكنغر الحديثة.

كانت أنواع البروتيمنودون كبيرة نسبياً مقارنة بأقاربها المعاصرين واستوطنت أستراليا، وعاشوا خلال عصر البليستوسين.

وقبل حوالي 40 ألف سنة، انقرضت البروتيمنودون في البر الرئيسي لأستراليا، وربما بقيت لفترة أطول في غينيا الجديدة، وتسمانيا. وقد حدث هذا الانقراض، على الرغم من اختلافهم في الحجم، والتكيف، والموائل، والنطاق الجغرافي.

ولأسباب غير واضحة بعد، لم يحدث نفس الشيء مع العديد من الحيوانات المشابهة والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً، مثل حيوان الوَلَّر، والكنغر الرمادي.

أنواع البروتيمنودون

يأتي البحث الجديد، المنشور في دورية Megataxa، في أعقاب اكتشاف العديد من الهياكل العظمية الأحفورية الكاملة للكنغر من بحيرة كالابونا في جنوب أستراليا خلال الأعوام 2013 و2018 و2019.

وسمحت هذه الحفريات غير العادية للباحث الرئيسي، الدكتور إسحاق كير، والذي كان حينها طالب دكتوراه، بفك لغز عمره ما يقرب من 150 عاماً بشأن هويات أنواع البروتيمنودون.

واستعرضت دراسة جامعة "فلندرز" الجديدة جميع أنواع البروتيمنودون، ووجدت أنها مختلفة تماماً عن بعضها البعض. وتكيَّفت هذه الأنواع للعيش في بيئات مختلفة، بل وقفزت بطرق مختلفة.

كان من الممكن أن يبدو البروتيمنودون مثل الكنغر الأحمر، لكنه كان بشكل عام أقل اعتدالاً من الكنغر الحالي، وله كتلة عضلية أكبر.

وبينما كان وزن بعض الأنواع حوالي 50 كجم، كان البعض الآخر أكبر بكثير من أي كنغر حي، إذ يصل وزن أحد الحيوانات المكتشفة إلى 170 كجم، وهذا يعادل ضعف حجم أكبر ذكور الكنغر الأحمر.

وتكيفت الحيوانات بشكل جيد مع موطنها القاحل في وسط أستراليا، وعاشت في مناطق مشابهة للكنغر الأحمر اليوم.

"الكنغر العظيم"

وكان الكنغر المكتشف حديثاً طويل الأطراف، ويمكنه القفز بسرعة وكفاءة. وقد أطلق عليه العلماء اسم "فياتور" والتي تعنى "المسافر".

بالإضافة إلى "فياتور"، اكتشف العلماء حفريات نوعين آخرين هما: "ماموكورا" -أو الكنغر العظيم- و"داوسوني" وهو على اسم الباحثة الأسترالية، ليندال داوسون، والتي لها باع طويل في دراسة حفريات الكنغر.

وتم وصف الأنواع الأولى من البروتيمنودون في عام 1874 من قبل عالم الحفريات البريطاني، ريتشارد أوين، الذي اتبع النهج الشائع في ذلك الوقت، للتركيز بشكل أساسي على الأسنان الأحفورية. ورأى ذلك العالم اختلافات طفيفة بين أسنان عيناته، ووصف ستة أنواع من البروتيمنودون.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، إسحاق كير، إن الدراسات السابقة اقترحت أن بعض، أو كل البروتيمنودون كانت رباعية الأرجل. إلا أن الدراسة الجديدة تُشير إلى أن هذا ينطبق على 3، أو 4 أنواع فقط من البروتيمنودون، والتي ربما تحركت بشيء مثل القوارض التي ترتكز على 4 أرجل في بعض الأحيان، وتقفز على قدمين في أحيان أخرى.

ولجمع البيانات اللازمة للدراسة، زار كير مجموعات 14 متحفاً في 4 بلدان، ودرس كل قطعة موجودة من حيوان البروتيمنودون المنقرض تقريباً. كما قام بتصوير أكثر من 800 عينة، ومسحها ضوئياً بشكل ثلاثي الأبعاد، تم جمعها من جميع أنحاء أستراليا، وغينيا الجديدة، لعمل المقارنات والوصف الدقيق.

وبينما تشيع حفريات البروتيمنودون، إلى حد ما، في جميع أنحاء أستراليا، فقد تم العثور عليها تاريخياً "معزولة"، أو كعظام فردية دون بقية الحيوان.

وقد أعاق هذا دراسة علماء الحفريات للبروتيمنودون في الماضي، ما جعل من الصعب تحديد عدد الأنواع الموجودة، وكيفية التمييز بينها، وكيف اختلفت الأنواع في الحجم، والنطاق الجغرافي، والحركة، والتكيف مع بيئاتها الطبيعية.

تصنيفات

قصص قد تهمك