هبوط مركبة فضاء صينية غير مأهولة على الجانب البعيد من القمر

time reading iconدقائق القراءة - 3
الصاروخ لونج مارش-5 قبل إطلاقه من مركز ونتشانج للإطلاق الفضائي على جزيرة هاينان في جنوب الصين، 3 مايو 2024 - Reuters
الصاروخ لونج مارش-5 قبل إطلاقه من مركز ونتشانج للإطلاق الفضائي على جزيرة هاينان في جنوب الصين، 3 مايو 2024 - Reuters
بكين/سنغافورة-أ ف برويترز

قالت إدارة الفضاء الوطنية الصينية إن مركبة الفضاء "تشانج آه-6" غير المأهولة هبطت على الجانب البعيد من القمر في مهمة تاريخية تهدف إلى جمع صخور وعينات من تربة سطح القمر.

وأضافت الإدارة في بيان على موقعها على الإنترنت أنه "في الساعة 6:23 صباح الثاني من يونيو (بتوقيت الصين) هبطت المركبة الفضائية تشانج آه-6 بنجاح بدعم من القمر الاصطناعي التتبعي تشيويه تشياو-2 في منطقة الهبوط المحددة مسبقاً في حوض القطب الجنوبي-أيتكين على ظهر القمر".

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن الإدارة أن المسبار القمري "تشانج آه-6" الذي أطلق مطلع مايو من مركز ونتشانج للإطلاق الفضائي في إقليم هاينان جنوبي الصين، هبط كما هو مخطط له في حوض القطب الجنوبي الضخم - آيتكين، أحد أكبر الفوهات الاصطدامية المعروفة في النظام الشمسي.

ويشار للجانب البعيد من القمر غالباً بـ"الجانب المظلم" ليس لأنه يفتقر إلى ضوء الشمس، لكن لأنه لا يزال مجهولاً إلى حد كبير، إذ يُقدّم هذا النصف الغامض تضاريس مختلفة تماماً عن نظيره القريب.

وعلى عكس السهول الناعمة القمرية التي تُميّز الجانب القريب، فإن الجانب البعيد وعر ومليء بالفوهات، ويشبه المناظر الطبيعية المقفرة الأخرى في نظامنا الشمسي.

ومن أبرز معالمها حوض القطب الجنوبي-أيتكين، وهو أحد أكبر الحُفَر في النظام الشمسي بأكمله. وبفضل تضاريسه الفريدة، يُمكن أن يقدم الجانب البعيد لمحة عن التاريخ العنيف للتأثيرات القمرية، والعمليات الجيولوجية.

وظَل الجانب البعيد مخفياً عن أعين البشر، ولا يمكن الوصول إليه إلا من خلال الصور التي التقطتها المجسات الفضائية. ولم يكن الأمر كذلك حتى عام 1959 عندما التقطت المركبة الفضائية السوفييتية "لونا 3" الصور الأولى لهذا النصف الغامض من الكرة الأرضية، وكشفت للعالم عن تضاريسه غير المستكشفة.

وأتاحت المهمات اللاحقة، بما في ذلك رحلة "أبولو 8" الشهيرة في عام 1968، لرواد الفضاء مشاهدة الجانب البعيد بشكل مباشر، الأمر الذي مَثَّل لحظة تاريخية في استكشاف الفضاء.

وعلى الرغم من هذه الإنجازات، كان الاستكشاف البشري والهبوط مقتصراً على الجانب القريب من القمر حتى 3 يناير 2019، عندما حققت المركبة الفضائية الصينية "تشانج آه 4" الإنجاز التاريخي المتمثل في الهبوط على الجانب البعيد.

وفتحت هذه المهمة الرائدة إمكانيات جديدة للاكتشاف والاستكشاف العلمي، ما مهَّد الطريق للمهام القمرية المستقبلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك