الأمم المتحدة ترصد زيادة انبعاثات غاز أقوى بـ298 مرة من ثاني أكسيد الكربون

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجل يراقب ماشيته وهو يسير على طول نهر جانج الجاف في الهند. 15 مايو 2024 - AFP
رجل يراقب ماشيته وهو يسير على طول نهر جانج الجاف في الهند. 15 مايو 2024 - AFP
القاهرة-محمد منصور

أفاد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للبيئة، بأن انبعاثات "أكسيد النيتروز" التي تُعد أقوى من ثاني أكسيد الكربون، ارتفعت بلا هوادة في الفترة بين 1980 و2020.

وأكسيد النيتروز، هو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تسبب الاحتباس الحراري العالمي بنحو 298 مرة، أكثر من ثاني أكسيد الكربون، ما يجعله مساهماً كبيراً في تغير المناخ.

وتشمل المصادر الأولية لانبعاثات أكسيد النيتروز الأنشطة الزراعية، وخاصة استخدام الأسمدة الاصطناعية وإدارة السماد الطبيعي، والعمليات الصناعية، وحرق الوقود الأحفوري، في حين تشمل المصادر الطبيعية العمليات الميكروبية في التربة والمحيطات.

وبمجرد إطلاقه، يمكن لأكسيد النيتروز البقاء في الغلاف الجوي لمدة 114 عاماً تقريباً، ما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري واستنفاد طبقة الأوزون، التي تحمي الحياة على الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

وعلى الرغم من أن أكسيد النيتروز موجود بتركيزات أقل من ثاني أكسيد الكربون، إلا أن قدرته العالية على الاحتباس الحراري تعني أن له تأثير كبير على تغير المناخ.

ويقول التقرير إن الإنتاج الزراعي مسؤول عن 74% من انبعاثات أكسيد النيتروز التي يتسبب فيها الإنسان في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تأثيرات سلبية لـ"أكسيد النيتروز"

وأفاد الفريق الدولي من الباحثين الذي أعدَّ التقرير، بأنه في عصر يجب أن تنخفض فيه انبعاثات الغازات الدفيئة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، تدفَّق أكسيد النيتروز في عامي 2020 و2021 إلى الغلاف الجوي بمعدل أسرع من أي وقت آخر في التاريخ.

وعلى الأرض، يساهم أكسيد النيتروز في تلوث التربة والمياه والهواء، وفي الغلاف الجوي، يستنزف طبقة الأوزون، ويؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.

ووصلت الانبعاثات الزراعية إلى 8 ملايين طن متري في عام 2020، بزيادة قدرها 67% عن 4.8 مليون طن متري صدرت في عام 1980، وفقاً للدراسة الأكثر شمولاً لانبعاثات أكسيد النيتروز العالمية، ومصارفها التي أجراها فريق من 58 باحثاً من 55 منظمة في 15 دولة.

وقال المؤلف الرئيسي للتقرير، هانكين تيان، وهو أيضاً أستاذ الاستدامة العالمية في معهد شيلر بجامعة بوسطن الأميركية: "يجب أن تنخفض انبعاثات أكسيد النيتروز الناتجة عن الأنشطة البشرية للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية باريس".

ويقول الباحثون إن تقليل انبعاثات أكسيد النيتروز ربما يكون الحل الوحيد في هذه المرحلة، لكن لا توجد تقنيات يمكنها إزالة أكسيد النيتروز من الغلاف الجوي.

ويضيف تيان أن تركيز أكسيد النيتروز في الغلاف الجوي وصل إلى 336 جزءاً في المليار في عام 2022، بزيادة قدرها 25% عن مستويات ما قبل عصر الصناعة والتي تتجاوز بكثير التوقعات التي وضعتها سابقاً الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

واستخدم المزارعون في العالم 60 مليون طن متري من الأسمدة النيتروجينية التجارية في عام 1980، وبحلول عام 2020، استخدم القطاع 107 ملايين طن متري، وفي العام نفسه، ساهم السماد الحيواني بـ101 مليون طن متري.

ويقول الباحثون إن الزيادة غير المقيدة في الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري تُمثّل عواقب وخيمة على الكوكب.

ما مصادر انبعاثات أكسيد النيتروز؟

وبالاعتماد على الملايين من قياسات أكسيد النيتروز التي تم إجراؤها خلال العقود الأربعة الماضية على الأرض، وفي الغلاف الجوي وأنظمة المياه العذبة والمحيطات، يقول "تيان" إن الباحثين أنتجوا التقييم الأكثر شمولاً لأكسيد النيتروز العالمي حتى الآن.

وفحص الباحثون البيانات التي تم جمعها من جميع أنحاء العالم لجميع الأنشطة الاقتصادية الرئيسية التي تؤدي إلى انبعاثات أكسيد النيتروز، وأبلغوا عن 18 مصدراً بشرياً وطبيعياً، و3 "أحواض" ماصة لأكسيد النيتروز العالمي.

ووجد الباحثون أن الدول العشر الأولى المنتجة لانبعاثات أكسيد النيتروز هي: الصين، والهند، والولايات المتحدة، والبرازيل، وروسيا، وباكستان، وأستراليا، وإندونيسيا، وتركيا، وكندا.

ووفقاً للتقرير، فقد شهدت بعض البلدان نجاحاً في تنفيذ السياسات والممارسات الرامية إلى الحد من انبعاثات أكسيد النيتروز، إذ تباطأت الانبعاثات في الصين منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما حدث في أوروبا خلال العقود القليلة الماضية.

وفي الولايات المتحدة، تستمر الانبعاثات الزراعية في الارتفاع، في حين انخفضت الانبعاثات الصناعية بشكل طفيف، ما يترك إجمالي الانبعاثات ثابتاً إلى حد ما.

بينما ظلَّت المصادر الطبيعية لانبعاثات أكسيد النيتروز من التربة والمياه العذبة والمالحة مستقرة.

ويمكن للممارسات الزراعية المحسّنة التي تحد من استخدام الأسمدة النيتروجينية والنفايات الحيوانية، أن تساعد في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث المياه.

وأردف تيان بالقول إن هناك حاجة لإجراء تقييمات أكثر تواتراً حتى تتمكن جهود التخفيف من استهداف المناطق والأنشطة ذات الانبعاثات العالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك