أشارت قراءة أولية لبيانات من خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة تغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، إلى أن الاثنين، 22 يوليو الجاري، كان الأشد حرارة على الإطلاق على مستوى العالم، متجاوزاً يوم الأحد، 21 يوليو، الذي سجَّل الرقم القياسي في الأيام الماضية.
وارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية القريبة من السطح، الاثنين، إلى 17.15 درجة مئوية، وهو ما يزيد 0.06 درجة عن الرقم القياسي السابق الذي جرى تسجيله الأحد، وبدأت خدمة "كوبرنيكوس" في تسجيل درجات الحرارة منذ عام 1940.
تغير المناخ ودرجات الحرارة
وشهد العام الماضي تجاوز المستوى القياسي على مدى 4 أيام متتالية في أوائل يوليو، وقبل ذلك، كان اليوم الأشد سخونة في أغسطس 2016.
وقال عالم المناخ كاستن هاوشتاين من جامعة "لايبزيج" الألمانية: "سجَّل يوم الاثنين رقماً قياسياً جديداً لأعلى درجة حرارة على الإطلاق تم رصدها على مستوى العالم، وهذا ما لم يحدث منذ عشرات الآلاف من السنين".
وفي الأيام الماضية، سجَّلت مدن في اليابان، وإندونيسيا، والصين درجات حرارة غير مسبوقة فيما عانت دول الخليج من حرارة مرتفعة، إذ وصل مؤشر الحرارة، الذي يقيس أيضاً معدل الرطوبة، إلى أكثر من 60 درجة مئوية، وفي أوروبا، ارتفعت درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية فما فوق.
الحياد المناخي وظاهرة "إل نينيو"
وأرجع علماء سبب هذه الأرقام غير المسبوقة إلى تغير المناخ الذي يحفزه حرق الوقود الأحفوري، على عكس العام الماضي، الذي شهد أرقاماً قياسية جديدة في أيام متتالية بسبب ظاهرة "إل نينيو"، لكن الأمر لا يرتبط بهذه الظاهرة في يوليو من العام الجاري.
وقال هاوشتاين إنه من "المثير للدهشة" كسر الرقم القياسي الآن، رغم أن العالم يمضي بشكل جيد نحو الحياد المناخي، ولم يعد يشعر بتأثير ظاهرة "إل نينيو".
ويشير بعض العلماء إلى أن عام 2024 ربما يكون الأكثر سخونة على الإطلاق، متجاوزاً حتى عام 2023 باعتباره العام الأشد حرارة منذ بدء التسجيل، وتسبب تغير المناخ وظاهرة "إل نينيو" المناخية، التي انتهت في أبريل، في ارتفاع درجات الحرارة هذا العام.
في مايو، أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية، القمر الاصطناعي "إيرث كير" EarthCARE، من كاليفورنيا، لاستكشاف تأثير السحب على المناخ، وهي مسألة لا تزال غير مفهومة بشكل كبير على الرغم من أهميتها.
وتهدف المهمة الأوروبية إلى معرفة "ما إذا كان التأثير الحالي للسحب، وهو تبريد في الوقت الحالي، سيصبح أقوى أو سيتراجع"، وفق وكالة الفضاء الأوروبية.
الاحترار وتوزيع السحب
وأصبح توقّع هذا الاتجاه أصعب مع تغيير احترار المناخ توزيع السحب، وجاء إطلاق "إيرث كير" عقب أيام من إطلاق وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، قمراً اصطناعياً صغيراً، من نيوزيلندا، يهدف إلى قياس انبعاث الحرارة في الفضاء بالتفصيل عبر أقطاب الأرض، وذلك للمرة الأولى.
ويُفترض أن تتيح مهمة "ناسا" التي تسمى "بريفاير" PREFIRE، تحسين توقعات العلماء المتعلقة بالتغير المناخي.