قال بيل نيلسون مدير إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إن اثنين من رواد الفضاء التابعين للإدارة، توجها إلى محطة الفضاء الدولية في يونيو على متن كبسولة فضائية تعرضت للعطل، سيعودان إلى الأرض على متن مركبة تابعة لشركة "سبيس إكس" في أوائل العام المقبل.
وذكر نيلسون أن المشكلات الموجودة في نظام الدفع بكبسولة "ستارلاينر" الفضائية التابعة لشركة "بوينج" تجعل من نقل رائدي الفضاء إلى الأرض أمراً خطيراً للغاية.
وقررت "ناسا" الاستعانة بخدمات "سبيس إكس"، المنافس الرئيسي لـ"بوينج" في مجال الفضاء، لإعادة رائدي الفضاء، في أحد أهم قراراتها منذ سنوات، فيما كانت "بوينج" تأمل في نجاح مهمة "ستارلاينر" التجريبية بعد مشكلات في التطوير دامت لسنوات.
وقال نيلسون خلال مؤتمر صحافي في هيوستن، السبت، "إنه ناقش مع الرئيس التنفيذي الجديد لشركة بوينج، كيلي أورتبرج، مسألة عودة رائدي الفضاء إلى الأرض.. وأبدى (أورتبرج) عزمه مواصلة حل المشكلات بمجرد عودة ستارلاينر بأمان".
وتواجه "بوينج"، مشكلات تتعلق بالجودة في إنتاج الطائرات التجارية، وهي أهم منتجاتها.
وأصبح رائدا الفضاء باري ويلمور، وسوني وليامز، أول طاقم يركب ستارلاينر في الخامس من يونيو، عندما انطلقا إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة تجريبية كان من المتوقع أن تستمر 8 أيام.
لكن نظام الدفع في المركبة واجه سلسلة من المشكلات بدءاً من أول يوم منذ انطلاقها إلى محطة الفضاء الدولية، ما أدى إلى تأخير عودتهما منذ أشهر.
ومن المقرر عودة رائدي الفضاء إلى الأرض في فبراير المقبل، على متن مركبة الفضاء كرو دراجون التابعة لشركة "سبيس إكس"، والتي ستنطلق الشهر المقبل ضمن مهمة روتينية.
ماذا نعرف عن كبسولة بوينج؟
وتعتبر "ستارلاينر" مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام جزئياً، ومصممة لنقل الطاقم إلى محطة الفضاء الدولية وغيرها من الوجهات ذات المدار الأرضي المنخفض، جرى تصميمها وتصنيعها من شركة "بوينج"، بالتعاون مع برنامج الطاقم التجاري التابع لوكالة ناسا"، وتتضمن كبسولة طاقم قابلة لإعادة الاستخدام، وقادرة على القيام بما يصل إلى عشرة مهام، ووحدة خدمة.
ويبلغ قطر الكبسولة حوالي 4.56 متر، فيما يبلغ طولها 5 أمتار، ووزنها وهي فارغة 13 ألف كيلوجرام وهي أكبر قليلاً من وحدة قيادة "أبولو"، أو "سبيس إكس كرو دراجون"، ولكنها أصغر من كبسولة "أرتميس أوريون"، ويمكنها استيعاب ما يصل إلى سبعة أفراد من الطاقم والبقاء على اتصال بمحطة الفضاء الدولية لمدة تصل إلى 7 أشهر.
في يوليو 2010، توقعت "بوينج" أن تكون "ستارلاينر" جاهزة للعمل في وقت مبكر من عام 2015، بشرط الحصول على الموافقة والتمويل في الوقت المناسب، وبحلول أكتوبر 2011، أعلنت وكالة "ناسا" أن "بوينج" ستستأجر منشأة في مركز كينيدي للفضاء لتصنيع واختبار المركبة.
مركبات ستارلاينر.. تأخيرات متتالية
وفي 16 سبتمبر 2014، اختارت وكالة "ناسا" مركبات "ستارلاينر" التابعة لشركة "بوينج"، و"كرو دراجون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، كمركبتين فضائيتين لنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، وحصلت "بوينج" على عقد بقيمة 4.2 مليار دولار، لإكمال "ستارلاينر" بحلول عام 2017، بينما حصلت "سبيس إكس" على عقد بقيمة 2.6 مليار دولار لـ"كرو دراجون".
وتضمنت هذه العقود رحلة تجريبية واحدة على الأقل مأهولة، مع وجود رائد فضاء من "ناسا" على متنها، وكان من المقرر أن تجري "بوينج" ما لا يقل عن رحلتين مأهولتين، وربما ما يصل إلى 6 رحلات مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، وقتها؛ اعتبر العديد من المسؤولين في الوكالة أن عرض "بوينج" لمركبة "ستارلاينر"، أقوى من مقترحات شركة "سبيس إكس"، لتنفيذ كبسولة "كرو دراجون".
لكن شركة "بوينج" واجهت تجاوزات في الميزانية تزيد عن 1.5 مليار دولار في مشروع "ستارلاينر"، بسبب التأخيرات والتحديات الإدارية وقضايا الهندسة، وقد أثارت التكلفة المرتفعة لكل رحلة انتقادات من مدير الوكالة والمراقبين، خاصة عند مقارنتها بالتكاليف المنخفضة بشكل كبير لمركبة "كرو دراجون" المنافسة.