ندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الخميس، بالهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان على مدينة الفاشر في شمال دارفور.
استحواذ قوات الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، غيّر موازين القوى في السودان.. السيطرة تمنحها نفوذًا استراتيجيًا وموقعًا تفاوضيًا قويًا، بينما تدفع الجيش إلى مواقع دفاعية وسط وشرق البلاد، وسط مخاوف من تقسيم فعلي للإقليم.
اتهمت الحكومة السودانية ومنظمات إنسانية قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة مروّعة" داخل مستشفيات مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، فيما أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) تشكيل لجنة تحقيق فيما حدث من تجاوزات من جانب قواته بالمدينة.
قالت وزارة الخارجية المصرية إن الوزير بدر عبد العاطي بحث الأوضاع في مدينة الفاشر السودانية وما تشهده من تطورات إنسانية وأمنية مع نظيره السوداني محي الدين سالم بالقاهرة.
قالت إحدى النازحات بالسودان إن قوات شبه عسكرية ضربت رجالاً وأطلقت النار عليهم، أثناء فرارهم من مدينة الفاشر المحاصرة منذ فترة طويلة بإقليم دارفور، بعد أن أحكمت سيطرتها عليها.
قال حاكم إقليم دارفور السوداني مني أركو مناوي إن سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع "ليس النهاية"، مندداً بما اعتبره "صمت العالم"، فيما وصف الاتحاد الأوروبي التطور الميداني بأنه "نقطة تحول خطيرة" في الحرب.
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن بالغ قلقها واستنكارها "للانتهاكات الإنسانية الجسيمة" التي وقعت خلال الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
في أول رد فعل له على سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، بشمال دارفور، قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إن القوات المسلحة مصمِّمة على مواصلة العمليات العسكرية حتى "تحقيق النصر".
يختزن إقليم دارفور ثروات ضخمة من الذهب والبترول واليورانيوم، لكنه يغرق في صراعات قبلية وسياسية متشابكة جعلت المنطقة بؤرة توتر مزمنة رغم إمكاناتها الاقتصادية.