لأول مرة في العالم.. روبوتات تنافس البشر في سباق نصف ماراثون

time reading iconدقائق القراءة - 6
الروبوت تيانجونج ألترا يركض عبر خط النهاية محققا المركز الأول في سباق نصف ماراثون بين الروبوتات والبشر في بكين، الصين. 19 أبريل 2025 - REUTERS
الروبوت تيانجونج ألترا يركض عبر خط النهاية محققا المركز الأول في سباق نصف ماراثون بين الروبوتات والبشر في بكين، الصين. 19 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

شهدت الصين انطلاق أول سباق نصف ماراثون في العالم بمشاركة الروبوتات والبشر في العاصمة بكين، السبت، حيث تنافس نحو 9 آلاف عداء هاوٍ و20 روبوت في اختبار للتكنولوجيا والقدرة على التحمل. 

وبالإضافة إلى ميدالية الفائز، تنافس 20 فريقاً بـ18 نوعاً من الروبوتات المُحاكية للبشر، على لقب البطولة بالإضافة إلى جوائز متنوعة تعتمد على طريقة ركض الروبوتات، وقدرتها على التحمل، وشعبيتها، وتصميمها، حسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.

وشارك في ذلك الحدث العديد من الروبوتات البشرية المتطوّرة، وتشمل الروبوت تيانجونج ألترا (Tien Kung Ultra) الذي طوّره "مركز ابتكار روبوتات الذكاء الاصطناعي المُجسد"، والروبوتG1 الذي طورته شركة Unitree، وKuavo من تصنيع شركة Leju Robotics، وN2 من إنتاج شركة NOETIX، وغيرها.

ووسط هتاف الجماهير، انطلق الرياضيون الآليون والعدائون البشريون بشكل متزامن، بينما أحضر العديد من المتفرجين معدات تصوير احترافية لتوثيق أول نصف ماراثون للروبوتات في العالم.

ومنذ بداية السباق، تقدم الروبوت تيانجونج ذو الهيئة البشرية مبكراً، محققاً أفضلية كبيرة في السرعة، ليفوز في النهاية بالميدالية الذهبية، بعدما أنهى السباق خلال ساعتين و40 دقيقة و42 ثانية.

وشارك في السباق، الذي يمتد لمسافة نحو 21 كيلومتراً في مسارين منفصلين، إحداهما للبشر وآخر للروبوتات، معاهد بحثية وجامعات وشركات من بكين وشانغهاي وعدة مقاطعات، وفقاً للمنظمين.

وتعكس الروبوتات المشاركة مجموعة متنوعة من مفاهيم التصميم والتطورات التكنولوجية، فعلى سبيل المثال، يتميز روبوت تيانجونج، الذي يبلغ طوله 1.8 متر، بخطوات واسعة وعزم دوران مفصل محسّن ودمج بيانات حركة الإنسان لتحقيق حركة ركض طبيعية أكثر.

وعلى الرغم من خضوع الروبوتات المشاركة لعدة اختبارات محاكاة، كان المسار الحقيقي ينطوي على صعوبات كثيرة مع تحرّك الروبوتات في ظروف أرضية معقدة، وهبات رياح مفاجئة وإشارات اتصال متقلبة وعقبات مختلفة.

ومن اللافت للانتباه أن الروبوت الوحيد في المسابقة ذا الوجه البشري، الذي يطلق عليه اسم "هوانهوان" (Huanhuan)، سقط أثناء الاستعدادات وأصيب بصدمات طفيفة. وسارع فريق العمل إلى مساعدته لإجراء فحص ومواصلة السباق.

"تجسيد للخيال التقني"

شهدت الفعالية لأول مرة ركض الروبوتات إلى جانب العدائين البشريين، مع فصلهم بحواجز لضمان السلامة، واتباع قواعد منافسة مختلفة ومعايير زمنية مختلفة لإكمال السباق، إذ انطلقت الروبوتات بالتتابع بفاصل زمني مدته دقيقة واحدة بعد إشارة إطلاق النار.

ووصف أحد السكان المحليين الذين يبدون حماساً كبيرا للسباق، الحدث بأنه "تجسيد للخيال التكنولوجي"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

فيما قال ليانج ليانج، نائب مدير اللجنة الإدارية لمنطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في بكين، إن هذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها الروبوتات المحاكية للبشر لاختبار شامل في بيئة مفتوحة ومعقدة، يتضمن الركض مسافات طويلة.

وأوضح ليانج أن الفعالية تهدف إلى دفع حدود قدرة الروبوتات على الحركة في ظروف العالم الحقيقي، مشيراً إلى أن المسابقة تعتمد نظام سباقات محددة الوقت، إذ يمكن للفرق اختيار إما استبدال البطاريات لروبوت واحد أو استخدام نظام التتابع، مع العلم أن كل تبديل للروبوت ستُفرض عليه عقوبة زمنية قدرها عشر دقائق، فيما لن تُفرض أي عقوبة عند تغيير البطارية.

ونقلت صحيفة "جلوبال تايمز" عن فريق التنظيم قوله إن محطات إمداد أنشئت على طول المسار، حيث يمكن للفرق استبدال بطاريات الروبوتات، وتبديل الروبوتات، وتناوب موظفي الدعم.

ومن أجل التكيّف مع الجري لمسافات طويلة، تتميز بعض الروبوتات بتصاميم متخصصة، تشمل نظام بطاريات قابل للتبديل السريع يسمح بالعمل دون انقطاع، ما يعزز القدرة على التحمل. 

وعند اختيار المواد، زُوّدت بعض الروبوتات بأحذية واقية، بينما زُوّد آخرون بملحقات لمقاومة التآكل على أقدامهم، بهدف مواجهة التضاريس الصعبة.

تواكب هذه التطورات زخم الصناعة الأوسع نطاقاً في الصين. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي المُجسد في الصين إلى 5.295 مليار يوان (730 مليون دولار ) بحلول عام 2025، وهو ما يمثل نحو 27% من السوق العالمية.

وتشير التوقعات أن حجم سوق الروبوتات المحاكية للبشر سيصل إلى 8.239 مليار يوان (1.13 مليار دولار)، وهو ما يمثل نحو 50% من الحصة العالمية، بحسب تقرير صدر خلال مؤتمر صناعة الروبوتات وقمة الذكاء الاصطناعي في الصين.

تصنيفات

قصص قد تهمك