خلاف "آبل" و"إيبك غايمز" يتأزم.. و"فورتنايت" السبب والضحية

أوقفت شركة "آبل" على متجرها للتطبيقات "آب ستور"، حساب الشركة الأميركية لتطوير ألعاب الفيديو "إيبك غايمز" Epic Games، ما أدى إلى تصعيد المعركة القانونية المحتدمة بين الطرفين حول الرسوم والقواعد الخاصة بـ"آبل".
 
ويعني هذا الإجراء أن "إيبك غايمز" لم يعد بإمكانها إرسال تطبيقات، أو تحديثات جديدة إلى "آب ستور"، ما سيوقف لعبتها الشهيرة "فورتنايت" Fortnite عند نسختها الحالية في "آبل"، وسيمنع مستخدمي الشركة من إجراء عمليات شراء للارتقاء داخل اللعبة.

أصل النزاع

وبدأ النزاع في الآونة الأخيرة، حين هددت "آبل" بسحب حساب "إيبك غايمز" من متجرها للتطبيقات، بعدما أضافت شركة تطوير الألعاب خياراً للاعبي "فورتنايت" يتيح لهم الدفع مباشرةً لها، بدلاً من "آبل"، مقابل الحصول على الترقيات داخل اللعبة، وهو ما يشكل خرقاً لقواعد "آبل".

ولجأت "إيبك غايمز" إلى خيار الدفع المباشر، لتجنّب خسارة بين 15 و30% من المدفوعات، وهي نسبة تذهب لـ"آبل" عبر متجر التطبيقات.

وأفادت "آبل" في بيان: "نشعر بخيبة أمل لأننا اضطررنا إلى إنهاء حساب (إيبك غايمز) على متجر التطبيقات. عملنا مع فريقهم لسنوات على عمليات الإطلاق والإصدارات".

وأضافت: "المحكمة أوصت بأن تلتزم (إيبك غايمز)، بإرشادات متجر (آبل) التي اتبعتها على مدار العقد الماضي، إلى أن اختلقت هذا الموقف. لكنها رفضت".

ورفعت "إيبك غايمز" دعوى قضائية ضد "آبل" في وقت سابق من الشهر الجاري، بعدما سحبت الشركة المصنعة لهواتف "آيفون" لعبة "فورتنايت" من متجر التطبيقات.

ورفضت المحكمة الأسبوع الماضي، طلب "إيبك غايمز" إجبار "آبل" على إعادة "فورتنايت" إلى "آب ستور". ومع ذلك، حكم القاضي بأن "آبل" لا يمكنها إنهاء حساب التطوير لـ"آنريل إنجين" الذي طورته الشركة، والذي تستخدمه شركات عدة أخرى.

لكن "آبل" أوضحت أمس الجمعة، أنها ممتثلة لأمر المحكمة ولن تنهي الحساب الثانوي لـ"إيبك غايمز".

بدورها، لفتت "إيبك غايمز" في بيان، إلى أن "آبل" تطالبها "بإعادة استخدام نظام مدفوعاتها حصرياً في لعبة فورتنايت"، معتبرةً أن هذا الاقتراح هو "دعوة لشركتنا إلى التواطؤ مع (آبل) لكي تحافظ على احتكارها للمدفوعات على نظام iOS، ولقمع المنافسة الحرة في السوق وتضخم الأسعار".

ورفضت "إيبك غايمز" هذا الاقتراح، قائلة: "من حيث المبدأ، لن نشارك في هذا المخطط".

وسلّط الصراع بين الطرفين الضوء على استياء شديد بين بعض مطوّري الألعاب، الذين يشتكون من أن قواعد "آبل" غير عادلة، وأن رسومها مرتفعة جداً وتمارس الاحتكار.

خسارة بالمليارات

ويُعدّ "آب ستور" مصدراً حيوياً لأرباح معظم مطوّري الألعاب، لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى "إيبك غايمز" لأن لعبتها "فورتنايت" مستخدَمة على نطاق واسع خارج منصة "آبل".

وعلى الرغم من الانتشار، يُرجَّح أن يلحق فقدان الوصول إلى "آب ستور" ضرراً مالياً بـ"إيبك غايمز"؛ فمنذ يناير من عام 2012، تم تنزيل ألعابها للأجهزة المحمولة أكثر من 159 مليون مرة من خلال متجر "آبل"، ما أدى إلى استيفاء نحو 1.2 مليار دولار من إنفاق المستهلكين، ذهبت منها نحو 360 مليون دولار إلى "آبل"، وفقاً لتقديرات منصة Sensor Tower لتحليل بيانات التطبيقات.

 واتهمت "آبل" "إيبك غايمز" بأنها قدّمت مراراً تحديثات لعبة "فورتنايت" بشكل "مصمَّم لانتهاك إرشادات متجر التطبيقات"، معتبرةً أن الأمر "غير عادل للمطوّرين الآخرين، ويضع العملاء في وسط المعركة".

ولفتت إلى أن "إيبك غايمز" طلبت من العملاء تقديم شكواهم إلى خدمة "آبل كير" AppleCare، ما تسبب في مشاكل لعملاء "آبل" الآخرين من خلال إشغال خطوط الهاتف.

وأوضحت "آبل" أن إنهاء حساب "إيبك غايمز" هو إجراء عادي لمثل هذه الانتهاكات، معربةً عن أملها في "أن نتمكن من العمل معاً مرة أخرى في المستقبل، لكن للأسف هذا غير ممكن اليوم".