الصين تكثف جهودها لتقليص الفجوة مع "ستارلينك" في سباق الإنترنت الفضائي

time reading iconدقائق القراءة - 6
سيدة أوكرانية في كييف تعمل على تفعيل خدمات الإنترنت الفضائي "ستارلينك". 11 مارس 2025 - Bloomberg
سيدة أوكرانية في كييف تعمل على تفعيل خدمات الإنترنت الفضائي "ستارلينك". 11 مارس 2025 - Bloomberg
القاهرة -الشرق

تشهد الصين تأخراً ملحوظاً في جهودها لتأسيس شبكات أقمار صناعية منافسة لـ"ستارلينك"، الخدمة التي أطلقتها شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك

وحسبما ذكرت "نيويورك تايمز"، فإنه لم تتمكن أكبر شبكتين صينيتين حتى الآن من إطلاق سوى أقل من واحد في المئة من العدد المقرر من الأقمار الصناعية، رغم الطموحات الكبرى المعلنة في هذا المجال.

يأتي هذا التأخير في وقت تتزايد فيه أهمية الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، والتي تقع على ارتفاع يصل إلى 1200 ميل، باعتبارها حجر أساس في تطوير تطبيقات متقدمة مثل المركبات ذاتية القيادة، والطائرات المسيّرة، والمراقبة العسكرية.

وترى الصين في "ستارلينك" تهديدًا محتملاً، خاصة مع ارتباطها بالجيش الأميركي، وهو ما دفع بكين إلى تمويل شبكتين ضخمتين هما "تشيانفان" (Qianfan) و"جوووانج " (Guowang)، تخططان مجتمعتين لإطلاق أكثر من 27 ألف قمر صناعي.

تقدم بطيء

ورغم إعلان شركة Shanghai Spacesail Technologies، المطوّرة لشبكة "تشيانفان"، عن هدف إطلاق 650 قمراً اصطناعياً بحلول نهاية العام الجاري، لم يُطلق سوى 90 قمراً منذ بدء العمليات في أغسطس الماضي. أما شبكة "جوووانج"، فالوضع أقل تقدماً، إذ لم تطلق حتى الآن سوى 34 قمراً فقط، رغم خطتها التي تقضي بإطلاق قرابة 13 ألف قمر خلال العقد المقبل.

ويرجع هذا التباطؤ إلى تحديات تقنية أساسية لم تتمكن الصين من تجاوزها بعد، أبرزها غياب الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.

وبينما تعتمد "سبيس إكس" على صواريخ "فالكون 9"، التي تتميز بإمكانية استعادة المرحلة الأولى منها بعد كل إطلاق، ما يوفّر الوقت والتكاليف ويزيد من وتيرة الإطلاقات، لا تزال الشركات الصينية تستخدم صواريخ مخصصة للاستخدام لمرة واحدة فقط، مثل "لونج مارش 8".

وتضاعف هذا التحدي بفعل صعوبات في عمليات تصنيع الأقمار الصناعية نفسها، إذ تبيّن أن نحو 13 قمراً من أصل 90 أطلقتها "تشيانفان" لم تصل إلى المدار المحدد، ما يرجّح أنها غير صالحة للعمل.

كما لم تنجح حتى الآن محاولات تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، رغم تجارب محدودة لصواريخ مثل Zhuque-3 وTianlong-3، التي ما زالت في مراحلها الأولية ولم تُثبت جاهزيتها التشغيلية بعد.

منافسة قوية

في المقابل، تواصل "ستارلينك" توسعها بسرعة لافتة، حيث تجاوز عدد أقمارها العاملة في المدار الأرضي المنخفض عتبة 8 آلاف قمر اصطناعي، في ظل جدول إطلاق منتظم شهرياً. 

ومع هذا الانتشار الكبير، فقد تمكنت "ستارلينك" من لعب دور حاسم في عدة سياقات، لا سيما في الحرب في أوكرانيا، حيث تُستخدم شبكتها لتأمين الاتصالات وتنفيذ هجمات الطائرات المسيّرة.

رغم ذلك، لا تزال الصين تواصل تسويق خدماتها الفضائية دولياً، في الأسواق التي تتجنب الاعتماد على الشركات الأميركية. 

وقد أعلنت شركة Spacesail الصينية، دخولها في مفاوضات مع نحو 30 دولة، من بينها البرازيل وتايلندا وماليزيا، لتوفير خدمات الإنترنت الفضائي، كما أسست فرعاً محلياً لها في كازاخستان.

لكن الضغط الدولي لا يقتصر على المنافسة التجارية، فبحسب لوائح الاتحاد الدولي للاتصالات، يتوجب على أي شبكة، إطلاق 10% من أقمارها الاصطناعية خلال عامين من الموافقة على الترددات، وإكمال النشر الكامل خلال سبع سنوات. وهو ما يشكّل تحدياً إضافياً للشبكات الصينية المتأخرة عن هذه المهل، ما قد يؤدي إلى تقليص حجم شبكاتها أو فقدان حقوق الترددات.

ورغم التحديات، يرى مراقبون أن العام الحالي والمقبل قد يشهدان تحولاً نوعياً في المشهد، إذا ما تمكنت الشركات الصينية من تحقيق اختراق تقني ملموس.

ويُتوقَّع أيضاً أن ترتفع وتيرة الإطلاقات الصينية في النصف الثاني من العام، كما هو معتاد سنوياً.

وفي حين تمضي "ستارلينك" نحو ترسيخ هيمنتها، تبقى الصين على مسار السباق، مدفوعة برؤية استراتيجية أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينج، مفادها أن "استكشاف الفضاء وبناء قوة فضائية هو حلمنا الذي لا ينتهي".

تصنيفات

قصص قد تهمك