هواوي تكشف عن "حزمة ابتكارات" لترسيخ موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي

شبكة حوسبة فائقة وخارطة مستقبلية لرقائق Ascend وتطوير أول شريحة محلية

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس مجلس الإدارة بالتناوب في شركة هواوي، إريك شو، يلقي كلمة أمام المؤتمر السنوي للشركة Connect 2025، شنغهاي، الصين. 18 سبتمبر 2025 - huawei.com/huaweiconnect
رئيس مجلس الإدارة بالتناوب في شركة هواوي، إريك شو، يلقي كلمة أمام المؤتمر السنوي للشركة Connect 2025، شنغهاي، الصين. 18 سبتمبر 2025 - huawei.com/huaweiconnect
القاهرة-الشرق

أعلنت شركة هواوي خلال مؤتمرها السنوي Connect 2025، الذي بدأ الخميس ويستمر حتى السبت، عن حزمة من الابتكارات الاستراتيجية التي تستهدف ترسيخ موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

وتركز الشركة من خلال هذه الابتكارات على تقديم بدائل محلية تعزز استقلالية الصين في هذا القطاع بعيداً عن الاعتماد على الرقائق الأميركية التي تنتجها شركة Nvidia.

وأكد إريك شو، رئيس مجلس الإدارة بالتناوب في هواوي، في كلمته أمام المؤتمر، أن قوة الحوسبة كانت على الدوام المحرك الأساسي لتطور الذكاء الاصطناعي.

وأوضح شو أن هذه القوة ستظل العامل الحاسم في المستقبل، خصوصاً بالنسبة للصين التي تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

خارطة طريق 

شملت خطة هواوي خارطة طريق جديدة لرقائق Ascend، وتطوير أول شريحة ذاكرة HBM محلية الصنع، إضافة إلى الكشف عن شبكة حوسبة فائقة أطلقت عليها اسم Atlas 950 SuperCluster.

وكشف شو عن خطة تمتد 3 سنوات لتطوير شرائح Ascend تبدأ في الربع الأول من عام 2026 بطرح شريحة Ascend 950.

وتركز شريحة Ascend 950PR على تحسين أداء أنظمة التوصية ومرحلة الـ Prefill في نماذج الذكاء الاصطناعي، وهذه المرحلة تمثل الجزء الذي يسبق توليد الإجابات أو النصوص، وتكمن أهميتها في التطبيقات العملية في تسريع أنظمة مثل محركات البحث وخدمات بث الفيديو والموسيقى التي تعتمد على التوصية، كما تدعم المساعدات الرقمية مثل Siri وChatGPT.

وبفضل اعتمادها على ذاكرة HBM HiBL 1.0 بسعة 128 جيجابايت وعرض نطاق يصل إلى 1.6 تيرابايت في الثانية، فإن هذه الشريحة قادرة على التعامل مع كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، وهذا ينعكس على تقديم استجابات أسرع وأكثر دقة للمستخدمين.

أما شريحة Ascend 950DT فقد صممت لتقديم أداء متقدم في مرحلتي الاستدلال (Decoding) والتدريب (Training)، وهما من أكثر المراحل حساسية في تطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

في مرحلة الاستدلال، تتيح البطاقة معالجة البيانات الواردة وفهمها بدقة، مثل ترجمة النصوص أو التعرف على الصور بشكل فوري.

وفي التدريب، توفر قدرات هائلة تختصر الزمن المطلوب لتعليم النماذج على بيانات ضخمة من شهور إلى أسابيع قليلة، ويعود ذلك إلى اعتمادها على ذاكرة HBM HiZQ 2.0 التي طورتها هواوي بسعة 144 جيجابايت وعرض نطاق يصل إلى 4 تيرابايت في الثانية.

تلك الامكانيات تمنح شريحة Ascend 950DT قدرة استثنائية على التعامل مع النماذج الأكثر تعقيداً، مثل النماذج متعددة الوسائط التي تجمع بين النصوص والصور والفيديو.

أما شريحة Ascend 960 فتُعد محطة انتقالية مهمة، إذ تجمع بين قدرات التدريب الفائق وكفاءة الاستدلال، وتعد الخيار الأمثل لمراكز البيانات العملاقة التي تدير نماذج الذكاء الاصطناعي الشاملة.

وفي الاستخدام العملي، توفر هذه الشريحة إمكانيات لا غنى عنها لتشغيل مساعدات رقمية متعددة اللغات، كما تدعم الأنظمة الطبية المتخصصة في تحليل صور الأشعة والفحوصات الطبية بدقة وسرعة.

وبفضل سعة الذاكرة التي تصل إلى 288 جيجابايت وعرض نطاق يبلغ 9.6 تيرابايت في الثانية، تتمكن الشريحة ذات الإمكانيات المتكورة من تحميل مجموعات بيانات ضخمة دفعة واحدة، مما يقلل من زمن الاستدعاء ويعزز الكفاءة التشغيلية.

اقرأ أيضاً

مؤسس الشركة: رقائق "هواوي" متأخرة عن الولايات المتحدة بجيل كامل

قلل مؤسس شركة "هواوي"، رين تشنج فاي، من أهمية تكنولوجيا شركته، قائلاً إن الولايات المتحدة "بالغت" في تحديد قدرات شركة صناعة الرقائق الصينية.

شريحة فائقة

وفي القمة تأتي شريحة Ascend 970 التي تمثل أقوى إصدارات خارطة الطريق، وتستهدف هذه الشريحة الاستخدامات القصوى مثل تشغيل النماذج اللغوية الهائلة، كما تدعم تقنيات التوأمة الرقمية التي تحاكي مدناً أو مصانع كاملة في الزمن الحقيقي.

وبفضل قدرتها على تقديم 8 PetaFLOPS في معالجة FP4 وسعة ذاكرة تبلغ 288 جيجابايت مع عرض نطاق مذهل يصل إلى 14.4 تيرابايت في الثانية، وتوفر هذه الشريحة الأساس لبناء شبكات حوسبة فائقة مثل Atlas 950 SuperCluster، وهي عبارة شبكات مخصصة لتدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي عالمية المستوى.

وتعد شبكة هواوي فائقة الأداء Atlas 950 SuperCluster بمثابة أساس في البنية التحتية للحوسبة الفائقة، ومن المقرر إطلاقها رسميا في الربع الأخير من العام الجاري.

وتعتمد هذه الشبكة على آلاف من معالجات Ascend 950 لتقديم إمكانات تدريب بمستوى عالمي تنافسي.

وتهدف الشبكة إلى مجاراة أنظمة الحوسبة الفائقة التي تطورها Nvidia مثل NVL576 المتوقع إطلاقه في عام 2027.

وأوضحت هواوي أن هذه الشبكة تعتمد على بروتوكول الاتصال الجديد Lingqu.

ويتيح هذا البروتوكول توسيع نطاق الحوسبة ليشمل أكثر من نصف مليون بطاقة معالجة، ما يجعلها واحدة من أكبر الشبكات الحاسوبية في العالم وأكثرها قدرة على التوسع.

خطوة نحو المنافسة

ورغم اعتراف الشركة بأنها لا تزال متأخرة مقارنة بـ Nvidia على مستوى الشريحة الواحدة، فإنها تراهن على استثماراتها في تقنيات الربط البيني.

وترى هواوي أن بناء شبكات عملاقة بهذا الحجم يمنحها أفضلية استراتيجية في دعم طموحات الصين بالوصول إلى الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وبهذه الإعلانات، تؤكد هواوي أنها لا تسعى فقط إلى سد الفجوة التكنولوجية مع الشركات الأميركية، وإنما إلى تجاوزها عبر تقديم بدائل محلية قادرة على المنافسة عالمياً، خاصة أن الانتقال إلى إنتاج شرائح HBM محلية يعكس قدرة الشركة على الالتفاف على القيود المفروضة عليها.

ويمثل مشروع Atlas 950 SuperCluster خطوة نوعية نحو بناء بنية تحتية قادرة على استيعاب النمو المتسارع في الطلب على قدرات الذكاء الاصطناعي.

وفي ظل احتدام السباق بين الصين والولايات المتحدة للهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي، تبرز إعلانات هواوي في مؤتمر Connect 2025 كرسالة واضحة بأن بكين ماضية في تعزيز استقلالها التكنولوجي.

وتسعى الشركة من خلال هذه المشروعات إلى وضع نفسها في موقع المنافس المباشر لـ Nvidia، ليس فقط داخل السوق الصينية، بل على مستوى الأسواق العالمية أيضاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك