
عندما يقرر المستخدم شراء هاتف جديد، هناك العديد من العوامل التي تحدد هذا القرار، وأهمها حجم الذاكرة العشوائية RAM، وهي المسؤولة عن تخزين وإدارة الملفات المؤقتة Temporary Files، والتي تنتجها عملية استخدام التطبيقات المختلفة على الهواتف.
ولكن مع تطور التطبيقات، وشغف مستخدمي الموبايل بتجربة وفتح عشرات التطبيقات، تزداد أهمية "الرام" بشكل كبير، ما دفع الشركات لأن تتسابق نحو زيادة سعتها، لتصل في بعض الأحيان إلى 16 جيجابايت.
ونظراً إلى ارتفاع الكلفة، لجأت بعض الشركات مؤخراً إلى حل جديد مبتكر، وهو "الرام الافتراضية" Virtual RAM.
كيف تعمل؟
تعتمد فكرة الذاكرة العشوائية الافتراضية على اقتطاع "الرام" الحقيقية الخاصة بالهاتف، لجزء من مساحة ذاكرة التخزين الداخلية، وتحويلها إلى مخزن احتياطي للملفات المؤقتة، بحيث عندما يرتفع استهلاك المستخدم لذاكرة الرام الأساسية، نتيجة استخدامه المزيد من التطبيقات في نفس الوقت، تبدأ "الرام" في نقل الملفات المؤقتة للتطبيقات الأقدم، من حيث زمن فتحها على الهاتف، إلى الجزء المقتطع من الذاكرة الداخلية للجهاز.
ومع هذه الاستراتيجية الجديدة، يكون هناك متسع جديد داخل "الرام" الأساسية، يمكن للمستخدم الاعتماد عليها لتشغيل تطبيقات جديدة، بحيث إذا رغب في العودة للتطبيقات الأقدم، تقوم "الرام" باستعادة ملفاتها المؤقتة من الذاكرة الداخلية، وتعرضها للمستخدم.
دفعة للهواتف المنخفضة والمتوسطة
وصول "الرام" الافتراضية لسوق الهواتف يعد ميزة للهواتف منخفضة ومتوسطة التكلفة، حيث أن تلك الهواتف تجذب قطاعاً كبيراً من مستخدمي الهواتف الذكية، بسبب ما تشهده من طفرة كبرى على مستوى الإمكانيات والقيمة، في مقابل السعر المقبول، لدى قطاع كبير من المستخدمين.
ولتتمكن الشركات من الحفاظ على التسعير المميز، تضطر إلى تقليل بعض الإمكانيات، وأهمها سعة الذاكرة العشوائية.
لذلك يعتبر دعم أداء الهواتف المنخفضة والمتوسطة من أهم إيجابيات "الرام" الافتراضية، حيث أنها تسمح للمستخدمين بتعزيز أداء هواتفهم وجعلها أكثر كفاءة، من دون الحاجة لتحمل زيادة في أسعار هواتفهم، حيث أن "الرام" الافتراضية تظل مجرد ميزة برمجية، وليست جزءاً مادياً يتحمل المستخدم تكلفة وجودها داخل هاتفه.
مشكلات
على الرغم من ذلك، إلا أن دفعة الأداء المُقدمة من "الرام الافتراضية" أقل بشكل ملحوظ من "الرام" الحقيقية، إذ أن نقل البيانات ومعالجتها بشكل كامل داخل الذاكرة العشوائية الأساسية أسرع من "الافتراضية"، والتي تتضمن استرجاع البيانات من الذاكرة الداخلية Internal Memory إلى "الرام" ومن ثم البدء في معالجتها.
يجعل ذلك خيار الاستفادة من الذاكرة العشوائية الافتراضية مقصوراً على المستخدمين ممن يحتاجون إلى فتح تطبيقات أكثر على هواتفهم في نفس الوقت، ولكنه ليس حلاً مثالياً لعشاق الألعاب وبرمجيات تحرير الصور والفيديوهات ومعالجة الرسوميات، والتي تحتاج سرعة كبيرة في التعامل مع البيانات والملفات العشوائية، وهو ما لا توفره "الرام" الافتراضية.