كيف دافع مديرو تيك توك وسناب شات عن سياساتهم أمام الكونجرس؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
العلامات التجارية لتطبيقات تيك توك ويوتيوب وسناب شات  - الشرق
العلامات التجارية لتطبيقات تيك توك ويوتيوب وسناب شات - الشرق
القاهرة- محمد عادل

فتح أعضاء بالكونجرس النار على مديري شركات سناب شات ويوتيوب وتيك توك، عبر أسئلة صادمة حول طريقة تعامل تطبيقاتها مع الأطفال والمراهقين، والتي عجز المديرون عن الرد على بعضها، وحاولوا الالتفاف على البعض الآخر، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأميركي، مساء الثلاثاء.

وجه أعضاء لجنة الاستماع بمجلس الشيوخ، انتقادات لكل من سناب شات ويوتيوب حول تصنيف تطبيقاتهم الاجتماعية على المتاجر الرسمية لدى جوجل وأبل، حيث إن السن القانونية المحددة لاستخدام تلك التطبيقات متفاوتة، فعلى سبيل المثال تطبيق يوتيوب على متجر جوجل بلاي ستور يظهر مصنفاً بأنه مناسب للفئة العمرية 13 عاماً وأكبر، أما على متجر "آب ستور" فإنه يُصنف بأنه مناسب لفئة 17 عاماً والأكبر من ذلك، ما يثير حالة من التخبط لدى أولياء الأمور في قرارهم بشأن السماح لأطفالهم باستخدام الخدمة.

وردت ليسلي ميللر، نائبة مدير قطاع السياسة الدولية بيوتيوب، بأنها ليست على دراية بالاختلاف الذي أثاره عضو الكونجرس السيناتور مايك لي.

أما على مستوى سناب شات، فإن الفرق في الفئات العمرية أقل، فعلى آب ستور يظهر التطبيق بأنه يناسب المستخدمين في سن 12 عاماً وأكبر، بينما يظهر على جوجل بلاي ستور بأنه مناسبة بداية من 13 عاماً.

وأشار السيناتور "لي" إلى أنه قام مع فريقه بإنشاء حساب تجريبي على سناب شات، لشخصية خيالية في سن 15 عاماً، وذلك من خلال إدخال اسم وتاريخ ميلاد وبريد إلكتروني، دون اختيار أي اهتمامات مما عرضها التطبيق في بداية إنشاء الحساب، وكان المحتوى المعروض في تبويب Discover صادماً.

وقال "لي" إنه عندما قاموا بفتح التبويب الذي يعرض محتوى متنوعاً رائجاً على مستوى سناب شات، اكتشفوا محتوى إباحياً غير مناسب بالمرة لمن هم في عمر 13 عاماً، مثل دعوات إلى المشاركة في ألعاب جنسية تظهر بوضوح أنها موجهة لمن هم في سن 18 عاماً أو أكبر من ذلك، بالإضافة إلى إعلانات حول الذهاب إلى الحانات ومقالات حول نجوم أفلام إباحية، وفقاً لما نشره موقع تيك كرانش.

 وجاء رد جينيفير ستوت، نائب رئيس قطاع العلاقات الدولية بسناب شات، أن تبويب "ديسكوفر" يتم الإشراف بشكل كامل على المحتوى المعروض خلاله، كما أن الخدمة تختار بعناية شركاءها من صناع المحتوى الذين يظهر محتواهم في هذا التبويب، وعبرت أيضاً عن دهشتها من ظهور المحتوى الذي وصفه "لي" بشكل افتراضي لمن هم في سن 13 عاماً، خاصة أن الخدمة تحدد في شروط ظهور المحتوى الإباحي أن يكون سن المستخدم 18 عاماً أو أكبر من ذلك.

كما أوضحت "ستوت" أن سناب تقوم بتخصيص مراجعين بشريين إلى جانب أنظمة المراجعة الآلية لمراجعة المحتوى وتصنيفه، والإبلاغ عن أي تصنيف خاطئ لمحتوى معين على المنصة.

البصمات الحيوية وإدمان تيك توك

أثار أعضاء اللجنة تخوفاتهم الواسعة من سياسات الاستخدام لدى تيك توك في ما يتعلق بجمع الخدمة لكم كبير من المعلومات الحيوية حول أجسام المستخدمين، مثل بصمات الوجوه وبصمات الأصوات وملامح الجسم، عبر مقاطعهم المصورة القصيرة، وكذلك العديد من أنواع المعلومات الحساسة من هواتف المستخدمين، مثل أنواعها وأرقامها التعريفية IP Address، إلى جانب معلومات عن ضغطات المستخدم على لوحة مفاتيح هاتفه.

أشار مايكل بيكرمان، مدير السياسات الدولية لدى تيك توك، إلى أن سياسات الخدمة يتم الاطلاع عليها ومراجعتها بواسطة خبراء وباحثين في الخصوصية، وجميعهم يرون أن خدمة الفيديوهات القصيرة تجمع بيانات أقل بشكل ملحوظ مقارنة ببقية الشبكات الاجتماعية. وأشار إلى أن جمع بيانات متعلقة بضغطات المستخدمين على لوحة المفاتيح تساعد على رصد أي نشاط لحسابات روبوتية تنشر محتوى مزعجاً بحيث يتم التخلص منه بشكل سريع.

كما وجهت السيناتور سينتيا لوميس سؤالاً عما إذا كان تيك توك يضع مدة الاستخدام والمشاهدة الطويلة معياراً من معايير نجاحه، ولذلك فإنه يتعمد إبقاء المستخدمين قدر المستطاع بداخله، ولكن بيكرمان حاول التهرب من الإجابة المباشرة، فذكر أن هناك العديد من معايير النجاح للتطبيق، وبالتالي ليس الأمر متوقفاً فقط على المدة التي يقضيها المستخدم داخله. وأوضح أن التفاعل بشكل عام داخل التطبيق أهم من المدة التي يتم قضاؤها، وفقاً لما نشره تيك كرانش.

لذلك عاودت "لوميس" السؤال من جديد مركزة على أنها ترغب في معرفة ما إذا كانت المدة التي يقضيها المستخدم داخل التطبيق مهمة ومن معايير النجاح لتيك توك أم لا، فرد بيكرمان بأن العديد من التطبيقات تستخدم معيار مدة الجلسة كأحد معايير قياس نجاحها.

"لسنا فيسبوك"

وفي جلستهم الأولى أمام الكونجرس، حاول مديرو سناب شات وتيك توك استخدام جميع الطرق الممكنة لإثبات أنهم يختلفون تماماً عن فيسبوك في التعامل مع بيانات الأطفال والمراهقين، بعد جلسة عاصفة مطلع الشهر الجاري بحضور موظفة الشركة السابقة فرانسيس هوجن، التي كشفت العديد من المستندات والأسرار الخاصة بدراسات وأبحاث أجراها باحثو فيسبوك حول التأثيرات السلبية لخدماته الاجتماعية على المراهقين وصغار السن.

فقد ردت مسؤولة سناب شات بأن الشركة تصنف نفسها كشركة متخصصة في تقنيات التصوير، كما أنها تحاول أن تكون "ترياقاً" لما تسببه الشبكات الاجتماعية من آثار سلبية على المستخدمين، لتبعد نفسها عن الصورة المرسومة من جانب الكونجرس للمنصات الاجتماعية.

بينما وصف مسؤول تيك توك منصته بأنها تستهدف الترفيه في المقام الأول، مشيراً إلى أن جميع المزايا الاجتماعية مثل التراسل الفوري تكون معطلة بشكل افتراضي للمستخدمين من صغار السن.

ولكن ردود مسؤولي الخدمتين الاجتماعيتين لم تكن كافية أو مرضية للجنة الاستماع، حيث انتقد السيناتور ريتشارد لومينتال استخدام المسؤولين لفكرة نفي تشابههم مع فيسبوك، مؤكداً أن عدم التشابه مع فيسبوك ليس دفاعاً مقبولاً عما تسببه المنصات الاجتماعية الأخرى من ضرر للمستخدمين من خلال سياساتها وأدواتها البرمجية التي تُعرض صغار السن لمحتوى غير ملائم لهم.

نتيجة الامتحان

وفي نهاية الجلسة، اعتبر أعضاء لجنة الاستماع أن الشبكات الاجتماعية الثلاث لا تقوم بالإجراءات الكافية التي تساعد على توفير تجربة آمنة وملائمة لصغار السن من المستخدمين، مشيرين إلى ضرورة وضع المزيد من الآليات والأدوات البرمجية التي تسمح لأولياء الأمور بالإشراف على المحتوى الذي يظهر لصغارهم، وكذلك ضمان عدم ظهور أي محتوى غير مناسب لأعمارهم.

وإلى جانب ذلك، تعهد مسؤولو منصات يوتيوب وتيك توك وسناب شات بأن تقوم شركاتهم بالكشف عن الدراسات والأبحاث والبيانات المختلفة التي يتم العمل عليها داخلياً، ويتم تقديم تلك المستندات إلى لجنة الاستماع في أقرب وقت ممكن، والتي ستقوم بدورها بعرض تلك البيانات على خبراء وباحثين مستقلين لتقييم ممارسات تلك الشركات.