تكبدت شركات الخدمات الاجتماعية، "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" و"سناب شات"، خسائر فادحة بسبب سياسة "أبل" الجديدة لخصوصية بيانات مستخدمي هواتف آيفون (App Tracking Transparency)، وفقاً لموقع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وتتطلب هذه السياسة التي أعلنتها "أبل" وأثارت الكثير من الغضب بين الشركات الأخرى، من المستخدمين الموافقة على استخدام التطبيقات والخدمات، للكود الإعلاني المميز لهواتف المستخدمين "IDFA" لاستهدافهم بالإعلانات.
وأوضح تحقيق صحافي نشره موقع "فاينانشال تايمز"، أن الخبراء يرون أن بعض الخدمات تأثرت أكثر من غيرها، مثلاً "سناب شات" يعتمد بشكل رئيسي على الهواتف الذكية، ما جعل سياسات أبل الجديدة تلقي بظلال ثقيلة على أرباح الشركة المالكة له.
ويرى إيريك سيوفيرت، خبير الإعلانات الرقمية، أن شركة "ميتا" - فيسبوك سابقاً - تحتاج إلى تغيير سياساتها الإعلانية وأدواتها المستخدمة من جانب المعلنين في منصة فيسبوك بشكل كامل، وذلك لتتمكن من العمل تحت سياسات أبل الجديدة (ATT)، ولكنه يؤكد أن الأمر سيستغرق عاماً على الأقل لتطوير وتطبيق الأدوات الجديدة.
ويشير التحقيق إلى أن سياسات أبل المتعلقة بخصوصية بيانات المستخدمين ستدفع المنصات الاجتماعية والشركات المعتمدة على الإعلانات كمصدر رئيسي لأرباحها، نحو الابتكار في تطوير أساليب ووسائل جديدة لتحقيق أرباح إعلانية، سواء عبر الاستثمار بشكل أكبر على متن هواتف أندرويد، وكذلك تطوير أساليب جديدة كلياً لاستهداف مستخدمي آيفون من دون الحاجة لتتبعهم وجمع بياناتهم الحساسة.
كيف تعمل سياسة ATT؟
وقد نشرت أبل ورقة بحثية توضح خلالها طريقة عمل سياساتها الجديدة المتعلقة بحماية خصوصية المستخدمين App Tracking Transparency.
وأوضحت "أبل" في الورقة البحثية أن سياستها الجديدة لن تضر بسوق الإعلانات أبداً، وضربت مثالاً بنظام الحظر الذكي للتتبع "Intelligent Tracking Prevention" الذي تستخدمه الشركة داخل متصفحها سفاري، مشيرة إلى أن المعلنين تمكنوا من متابعة عملهم واستهداف المستخدمين، من دون انتهاك خصوصيتهم.
وأشارت الشركة الأميركية، إلى أن ادعاءات بعض الشركات، والمقصود هنا فيسبوك بحسب الموقع، بأنها ستعمل على تفضيل تطبيقاتها بعدم اتباعها السياسة الجديدة في التعامل مع البيانات، ليست دقيقة، لأن تطبيقاتها لن تلتزم بالسياسة الجديدة، لأنها لا تتبع المستخدمين عبر مختلف التطبيقات التي يستخدمونها على هواتفهم لأغراض إعلانية.