طوّرت شركة "IBM" معالجاً قادراً على معالجة كمية ضخمة من البيانات المعقدة التي لا يمكن معالجتها أو محاكاتها على الحواسيب التقليدية.
ويعتمد المعالج الجديد "Eagle" على معمارية "127 كيوبت" وهي وحدة قياس البيانات في الحوسبة الكمية، ما يجعله متفوقاً بفارق واضح على الحواسيب التقليدية، بحسب آرفيند كريشنا، مدير الشركة في حلقة من برنامج "Axios on HBO" قبل الإعلان الرسمي عن المعالج الجديد.
كريشنا قال إن الحوسبة الكمية قادرة على فتح آفاق واسعة للتعامل مع المشكلات المعقدة ومعالجة بيانات ضخمة في وقت قياسي، قد تستغرق من الأجهزة الحاسوبية سنوات طويلة وجهداً كبير لإنجازها.
وذكر تقرير لموقع "أكسيوس" أنه على الرغم من أن الحوسبة الكمية تقدم تطبيقات مستقبلية مميزة للتعامل مع مشكلات العالم، إلا أنها في نفس الوقت تهدد الأمن الإلكتروني بشكل كبير، فمعظم أساليب التشفير الحديثة المستخدمة حالياً في العالم الرقمي تعتمد وبشكل أساسي على أن الأجهزة الحاسوبية تستغرق وقتاً طويلاً لفك تشفيرها، لكن ذلك سيتغير تماماً مع الحوسبة الكمية لأنها ستتمكن من فك هذا التشفير بسهولة وبسرعة، ما يهدد الأمن الرقمي للعالم.
مواصفات فائقة
الشركة أعلنت خلال مؤتمرها السنوي "IBM Quantum Summit" أن معالجها الجديد يستغل التقنيات التي تضع مكونات التحكم على مستويات مادية متعددة مع الاحتفاظ بجزيئات "qubits" على طبقة واحدة.
وأوضح بوب سيوتور، رئيس قطاع حلول الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين (سلسلة الكتل) والحوسبة الكمية في الشركة، أن بناء المعالجات الكمية أكثر تعقيداً بسبب طبيعة الكيوبتات واحتياجاها إلى العمل معاً، بالإضافة إلى ضرورة القضاء على التداخل في ما بينها.
وأشار سيوتور إلى أن معالج "إيجل" الجديد يعتمد على تقنية التصنيع ثلاثية الأبعاد "3D Manufacturing" ما يتيح الاستفادة من كم أكبر من جزيئات الـ"qubits".
ويعتمد الجيل الجديد من معالجات "IBM" على التخطيط المستخدم في الشكل السداسي المتماسك، والذي ظهر لأول مرة مع معالج "Falcon" حيث يتواصل كل كيوبت مع إثنين أو ثلاثة الكيوبتات المحيطة به، مستعينة الشركة في ذلك بتصميم حواف وزوايا الأشكال السداسية المكسوة بالفسيفساء.
وأعلنت الشركة أنها ستبدأ إتاحة معالجها الجديد للمشتركين في شبكتها "Quantum Network" بداية من الشهر المقبل.
وتستهدف الشركة، بحسب مدونتها الرسمية، طرح معالجها "الكوندور" بحلول عام 2023، والوصول إلى معالجات بمعمارية مليون كيوب وأكثر في المستقبل.
كيف تعمل الحوسبة الكمية؟
تعمل الأجهزة الحاسوبية التقليدية بلغة الأكواد الثنائية Binary Bits، المكونة من 0 و1، وهي تعطي احتمالين فقط لأي موقف أو معلومة يتم التعامل معها، بينما الحواسيب الكمية تعتمد على ما يعرف بـ Quantum Bits أو اختصاراً qubits، والتي تسمح بأن يتحقق الاحتمالان في نفس الوقت، ما يتيح قدرة فائقة على معالجة البيانات.
وكان أعلى حاسوب كمي هو الذي طورته "جوجل" في 2018 والذي يعمل بمعمارية 72 كيوبت، لذلك يعتبر معالج "آي بي إم" الجديد أقوى بمعدل الضعف.