أعلنت شركة "ميتا" تشغيل أحد أقوى أجهزة الكمبيوتر الخارقة في العالم، والمستهدف الاعتماد عليه لإجراء أبحاث في مجال الذكاء الصناعي، من شأنها أن تحدث تقدّماً نحو عالم "ميتافيرس".
وسيتيح كمبيوتر "ميتا" الخارق، في الولايات المتحدة، والذي يحمل اسم "ريسيرش سوبر كلاستر" (RSC)، الاستفادة من البيانات الضخمة الناتجة من مليارات المستخدمين لمنصاتها، وبالدرجة الأولى بيانات فيسبوك، إذ يمكن الاعتماد على تلك البيانات لتدريب محركات الذكاء الاصطناعي في مجال تحسين اللغة أو الصور تحديداً.
وقالت "ميتا":"بينما لم يكن نظام بحثنا السابق في مجال الذكاء الصناعي لا يستخدم إلا بيانات متداولة بشكل حر أو معلومات متاحة للجميع، سيسمح (RSC) باستخدام أمثلة من العالم الحقيقي في المنصات التابعة للشركة".
وأكّدت الشركة الأم لكل من واتساب وفيسبوك وماسنجر وإنستجرام أنّ "هذه المرة الأولى التي يُتّخذ فيها الأداء والمصداقية والأمان والخصوصية في عين الاعتبار على هذا النطاق".
وقد تم تدريب محركات الذكاء الصناعي للكمبيوتر الخارق على استيعاب كمية كبيرة من البيانات المتنوعة، بين النصوص في نماذج معالجة اللغة أو مقاطع الفيديو في نماذج الرؤية الصناعية.
وأشارت الشركة إلى أن RSC سيتمكّن في النهاية من تدريب محركات الذكاء الصناعي مع مراعاة "أكثر من تريليون معيار"، في مجموعات من المعطيات يصل حجمها إلى "1 إكسابايت"، أي ما يعادل "36 ألف سنة من الفيديو عالي الوضوح".
وأوضحت أن الآلة عليها أن تسمح ببناء أنظمة توفّر "ترجمات آنية لعدد كبير من الأشخاص يتحدّثون بلغات مختلفة، مما يجعلهم قادرين على العمل معاً في الوقت نفسه أو اللعب معاً بإحدى ألعاب الواقع المعزز".
وتابعت أن الآلة "ستمهّد الطريق لبناء تقنيات للمنصة الرقمية المقبلة ميتافيرس التي ستلعب التطبيقات التي تعتمد الذكاء الصناعي دوراً مهماً فيها".
ويأتي توجه "ميتا" نحو بناء كمبيوتر خارق ليتماشى مع رؤية مارك زوكربرج، مؤسس "ميتا" ومديرها التنفيذي، لإنشاء عالم رقمي بديل عن العالم المادي، إذ سيتمكّن مستخدمو الإنترنت من التفاعل مع بعضهم البعض بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
واعتبر مهندسون في "ميتا" أن قوّة RSC تضعه اليوم في مستوى "بيرلموتر" الأميركي، وهو خامس أكبر كمبيوتر خارق في العالم لجهة قدراته الحاسوبية، وفق قائمة "أفضل 500" التي تُعتبر مرجعاً في هذا المجال.
واعتبرت "ميتا" أنّ RSC سيصبح مع التحسينات المرتقبة أقوى كمبيوتر للذكاء الصناعي في العالم.