خلال العقد الماضي، فرض نمو صناعة الموسيقى السريع والتطور المطرد في التقنيات التعويضية السمعية، والإقبال غير المسبوق على المحتوى المسموع، على مطوري التقنيات السمعية ضرورة تحقيق التطور السريع، لكن بما يحافظ على سلامة الأذن، وفي الوقت نفسه يضمن للمستخدمين تجربة صوتية مميزة، ومن هنا خرجت فكرة توصيل الصوت عبر العظام "بون كوندكشن" (Bone Conduction).
ما هي الفكرة؟
لا تعتبر تقنية توصيل الصوت عبر العظام "بون كوندكشن" جديدة، لكنها تعتبر من أفضل التقنيات الفعالة لتقديم تجربة صوت عالية الجودة، من دون الحاجة إلى وضع سماعات داخل الأذن.
تعتمد التقنية على تمرير الموجات الصوتية عبر العظام المحيطة بالأذن، سواء بجانب فتحتها أو خلفها، ومن ثم تؤدي تلك العملية لخلق اهتزازات تصل إلى طبلة الأذن، ومن ثم إلى القوقعة، وحينها يسمع المستخدم من دون تمرير الموجات الصوتية مباشرة عبر الأذن بالطريقة التقليدية.
ويعد هذا الأسلوب في تمرير الأصوات للأذن بديلاً فعالاً لعزل الشخص عن العالم من حوله عند الاستماع مثلاً لنشرة إخبارية صوتية أو بعض الموسيقى، لأن الاستماع بأذن مفتوحة يساعد الشخص على التركيز مع من حوله في حالة كان في اجتماع عمل، أو مناقشة مع أحد الأشخاص، وأيضاً عند الاستماع للموسيقى خلال التجول على الطريق، ما يحميه من التعرض لحوادث السير الخطيرة بسبب عدم التركيز مع أصوات السيارات.
تطبيقات مختلفة
وتتعدد التطبيقات الخاصة بتقنية توصيل الأصوات عبر عظم الأذن. فعلى سبيل المثال، تعتمد بعض الأنواع من الأجهزة التعويضية السمعية على هذه التقنية لتزويد المصابين بمشاكل سمعية في الأذن الخارجية أو الوسطى، بالقدرة على السمع بوضوح من خلال وصول الصوت للقوقعة عبر عظم الأذن.
كذلك، تقدم بعض شركات تصنيع سماعات الأذن تقنية الـ"بون كوندكشن" من خلال سماعات رياضية لاسلكية، بتصميم يعتمد على التثبيت على الرقبة خلال الاستخدام، وهو ما يكون مناسباً لمن يمارس الرياضة في الهواء الطلق بحيث يستمتع بالموسيقى ويظل أيضاً على تواصل مع العالم من حوله.
وبدأت بعض الشركات المصنعة للنظارات الذكية الاعتماد على تقديم تجربة صوتية مميزة، من خلال ارتداء المستخدمين نظارات تقدم الصوت بالتقنية ذاتها، من خلال تمرير الموجات الصوتية عبر نهاية ذراعيها خلف الأذن.