
بعد نجاحه في الاستحواذ على عصفور تويتر الأزرق بـ 44 مليار دولار، يضع الملياردير الأميركي إيلون ماسك نصب عينيه عدداً من الأهداف التي تعهد خلال الأسابيع الماضية بتحقيقها، منذ إعلانه شراء حصة قدرها 9% فقط من أسهم تويتر، لذلك من المتوقع أن يلتزم بها بعد امتلاكه 100% من الأسهم بعد إتمام الصفقة.
من المتوقع أن تكون حرية الرأي والتعبير على قمة أولويات مالك تويتر الجديد، إذ أنه أكد مؤخراً على أن سعيه وراء شراء تويتر "لا يهدف أبداً إلى تحقيق الأرباح، وإنما يسعى في المقام الأول لضمان جعل تويتر منصة عامة موثوقة، تفتح المجال أمام الجميع باختلافاتهم للتعبير عن آرائهم، في إطار ما يسمح به القانون".
وقبل انضمامه إلى قائمة مستثمري تويتر، هاجم ماسك في مارس الماضي، سياسات الشبكة الاجتماعية، والتي وصفها بأنها لا تحترم حرية الرأي والتعبير، بل وقام بعمل استطلاع رأي بشأن نظرة متابعيه لـ"تويتر"، من حيث كونه منصة واسعة تستوعب مختلف الآراء، ولكن أجابت نسبة أكثر من 70% من المشاركين بأن شبكة التغريدات لا تحترم الآراء المختلفة.
وخلال مشاركته في ملتقى TED 2022 ركز الملياردير الأميركي على أن حرية الرأي والتعبير على المنصات الاجتماعية يجب احترامها في إطار قوانين الدول التي تعمل بها تلك المنصات.
وبالتالي، يجب أن يكون هناك التزام بتلك القوانين خصوصاً في ما يتعلق بخطاب الكراهية والتحريض على العنف.
وغرّد ماسك عبر حسابه قبل 3 ساعات من إتمام صفقة استحواذه على تويتر، قائلاً: "أتمنى أن يظل أسوأ من ينتقدونني على منصة تويتر، لأن ذلك هو المعنى الحقيقي لحرية الرأي والتعبير".
خوارزميات مفتوحة المصدر
سلّط إيلون ماسك الضوء على أهمية استخدام خوارزميات مفتوحة المصدر داخل تويتر، بحيث يتمكن عموم مجتمع المطورين من مراجعتها والاطلاع بشكل مستمر على طريقة عملها والتعديلات التي تجرى بها.
وعن فكرة عمل الخوارزميات واتخاذها لقرارات بشأن المحتوى المخالف، قال ماسك: "بالتأكيد العنصر البشري يلعب دوراً محورياً في الرقابة على عمل الخوارزميات بشكل مستمر، لأنه في بعض الأحيان يكون من الصعب على البشر أنفسهم اتخاذ القرار المناسب نتيجة قلة المعطيات".
"لا حظر دائم"
ويحمل أغنى رجل في العالم بعض الأفكار الجديدة لتحديثات خاصة بتجربة المستخدمين على تويتر، ومن بينها رفضه لفكرة "الحظر الدائم" للحسابات المخالفة لقواعد الشبكات الاجتماعية.
ويرى ماسك أنه من الأفضل الأخذ بأسلوب فترات الإيقاف المؤقتة Time Outs، إذ يجدها أكثر إتاحة لتنوع الآراء على شبكة التغريدات، بما يحقق الحفاظ على حرية الرأي.
زر التعديلات
كما يملك ماسك تصوراً لطريقة عمل زر تعديل التغريدات Edit Tweet على متن تويتر، إذ يتوقع أن يكون الزر متاحاً لفترة زمنية قصيرة بعد نشر التغريدة، كما سيتم إلغاء عمليات التفضيل favorites وإعادة التغريد retweets التي تم إجراؤها قبل التعديل.
وبذلك يؤكد مالك تويتر الجديد أن صناع المحتوى وأصحاب ملايين المتابعين لن يكون لديهم الفرصة لاستغلال زر التعديلات لنشر محتوى مخالف أو مضلل أو عنيف، مع الاستفادة من عمليات إعادة النشر التي ستجنيها تغريداتهم قبل التعديل.
محاربة الحسابات الروبوتية
وأكد ماسك أن أبرز الأولويات التي سيعمل على تغييرها في تويتر، إذا تمت صفقة الشراء، ستكون محاربة الحسابات المزيفة والحسابات الروبوتية Bots، التي يتم التحكم بها بواسطة بشر، لنشر معلومات وأخبار مغلوطة أو محاولات للاحتيال الإلكتروني.
توثيق حسابات البشر
يرى ماسك أن فكرة توثيث حسابات المستخدمين أمر لابد أن يحصل عليه الجميع، طالما أنهم قادرون على إثبات أنهم بشر، وهذا ما أعلنه بشكل رسمي عبر حسابه بعد استحواذه على المنصة.
اللامركزية
يؤمن مالك شبكة التغريدات الجديد بأن فكرة "اللامركزية Decentralisation" من أهم المبادئ التي لابد أن يتم تطبيقها على تويتر، إذ أن الفكرة تقوم على عدم تركيز بيانات المستخدمين وما يشاركونه من محتوى في خوادم تحت سيطرة طرف أو شركة واحدة، وإنما يتم تخزينها في قواعد بيانات متفرقة يمكن لعموم المستخدمين الوصول إليها والإطلاع عليها.
وجميع المؤشرات ترسم صورة مختلفة تماماً لمسار تويتر خلال الفترة المقبلة، فبالفعل الشركة عملت على تمويل مبادرة BlueSky التي تعمل على بحث وتجربة تطبيقات مختلفة لاستخدام فكرة اللامركزية في بناء منصة اجتماعية جديدة، إضافة إلى خطوات موسعة اتخذتها شبكة التغريدات في سوق العملات المشفرة والـNFT.
جميع تلك الخطوات تتماشى تماماً مع عقلية وأهداف ورؤى ماسك، لذلك فإن نجاح محاولته لشراء الشبكة الاجتماعية وتحويلها إلى شركة خاصة لا تسعى لإرضاء حملة الأسهم، سيجعل ترجمة أفكاره الثورية المستقبلية إلى مزايا جديدة تصل أيدي مستخدمي تويتر أمر أكثر واقعية وسرعة، وهذا سيغير تجربة المستخدمين مع تويتر بشكل كامل.