
كشف مسؤول سابق ومبلغ عن المخالفات بشركة "تويتر" خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، أنّ موظفين بالشركة كانوا "قلقين" إزاء احتمال قدرة الصين على جمع بيانات المستخدمين، ما يثير مخاوف جديدة بشأن التدخل الأجنبي في منصة التواصل الاجتماعي المؤثرة.
وقال بيتر زاتكو وهو أحد القراصنة المشهورين الذي شغل منصب رئيس قسم الأمن المعلوماتي، في "تويتر" حتى طرده في يناير الماضي، إنّ بعض موظفي الشركة كانوا قلقين من أن الحكومة الصينية ربما تتمكن من جمع البيانات عن مستخدمي الشركة.
انتقادات سابقة
وتعرض موقع "تويتر" لانتقادات في وقت سابق بسبب تراخي التدابير الأمنية، أبرزها في عام 2020 عندما استولى متسللون مراهقون على عشرات الحسابات رفيعة المستوى، تشمل الحساب الموثق للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وكشفت شهادة زاتكو أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، أن المسائل الأمنية في شركة "تويتر" ربما تكون أكثر خطورة، قائلاً لأول مرة إنّ الشركة أُبلغت بشأن عملاء للحكومة الصينية يعملون في شركة التواصل الاجتماعي.
خلال شهادته، أشار زاتكو إلى تقرير نشرته "رويترز"، الثلاثاء، تناول تفاصيل نزاعات داخلية بين بعض الفرق التي أرادت تحقيق أقصى قدر من فرص عائدات الإعلانات من معلنين صينيين وغيرهم ممن كانوا قلقين بشأن ممارسة الأعمال التجارية داخل الصين، وسط توترات جيوسياسية متزايدة.
"لغز داخلي"
وقال زاتكو: "كان هذا لغزاً داخلياً كبيراً"، مضيفاً أنّ الشركة كانت مترددة في الابتعاد عن الصين باعتبارها السوق الخارجية الأسرع نمواً في ما يتعلق بعائدات الإعلانات.
وأضاف: "باختصار يمكن القول، إذا كنا بالفعل مشتركين بهذا، فسيكون من الصعب أن نخسر تدفق الإيرادات هذا".
وأشار إلى أنّه في الأسبوع الذي سبق فصله من "تويتر"، علم أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" أبلغ الشركة أن عميلاً لوزارة أمن الدولة الصينية، وكالة التجسس الرئيسية في البلاد، كان على قائمة رواتب "تويتر". ولم يتضح على الفور ما إذا كان العميل الصيني المزعوم لا يزال يعمل في الشركة.
مخاوف من وجود عملاء
وقال زاتكو إنه يتذكر محادثة مع مسؤول تنفيذي آخر بشأن مخاوف من وجود عميل أجنبي داخل الشركة. كانت إجابة المسؤول التنفيذي: "حسناً، بما أن لدينا بالفعل واحداً، فماذا يهم إذا كان لدينا المزيد؟".
وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن شيئاً إيجابياً سيأتي من جلسة الاستماع، قال زاتكو: "آمل ذلك".
ومضى قائلاً: "أنا أخاطر بشكل أساسي بحياتي المهنية وسمعتي. وإذا أتى شيء إيجابي من هذا خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، ستكون النتيجة تستحق ذلك العناء".
وخلال الجلسة قال السناتور الجمهوري تشاك جراسلي، إنّ "إف بي آي" أبلغ شركة "تويتر" عن عميل صيني واحد على الأقل، يعمل في منصة التواصل الاجتماعي.
وأشار جراسلي إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر" باراج أجراوال، رفض الظهور في جلسة الاستماع خشية أن يعرض ذلك للخطر دعوى الشركة ضد الملياردير الأميركي إيلون ماسك بعد تراجعه عن إتمام صفقة استحواذ للمنصة بقيمة 44 مليار دولار.
وأضاف السناتور في كلمته الافتتاحية أن العديد من مزاعم المبلغين عن المخالفات ترتبط بشكل مباشر بأجراوال، وإذا كانت المزاعم صحيحة، "لا أدري كيف يمكن للسيد أجراوال الحفاظ على منصبه في المرحلة المقبلة".
تويتر: شهادة مليئة بالتناقضات
في المقابل، قال متحدث باسم شركة "تويتر" إن جلسة الاستماع "تؤكد فقط أن مزاعم زاتكو مليئة بالتناقضات والمعلومات غير الدقيقة".
وأضاف المتحدث أن عملية التوظيف في شركة "تويتر" بمنأى عن التأثير الأجنبي، وعملية الوصول إلى البيانات يجري إدارتها من خلال عمليات تحقق من الخلفية، وأنظمة مراقبة وكشف.
نزاع قضائي
وكان ماسك أبلغ "تويتر" أنه لن يمضي قدماً في عملية الاستحواذ، بحجة أنه تعرض للتضليل بشأن حسابات البريد العشوائي على المنصة، ولم يُخطر بتسوية مالية توصلت إليها الشركة مع أحد كبار مسؤوليها التنفيذيين. ومن المقرر أن يخوض الجانبان معركتهما في المحكمة الشهر المقبل.
والاثنين، قالت "تويتر" إن الأموال التي دفعتها لمسؤول سابق بها أبلغ عن مخالفات، لم تخرق أي شروط بيعها إلى ماسك، بعد أن قام أغنى رجل في العالم بمحاولة أخرى لإلغاء الصفقة.
وقال محامو "تويتر" إن أسباب ماسك لرغبته في التراجع عن الصفقة "باطلة وخاطئة".
وقال محامو ماسك الأسبوع الماضي، إن فشل "تويتر" في الحصول على موافقته قبل دفع 7.75 مليون دولار للمبلغ عن المخالفات بيتر زاتكو ومحاميه انتهك اتفاق الاندماج، الذي يقيد متى يمكن لـ"تويتر" دفع مثل هذه الأموال.
ومن المقرر أن تبدأ محكمة بولاية ديلاوير، النظر بالقضية بين ماسك و"تويتر" يوم 17 أكتوبر المقبل.
اقرأ أيضاً: