أعلنت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" في السعودية، الثلاثاء، اختيار شركة "هيوليت باكارد إنتربرايز" (HP) لبناء لجيل التالي من الحاسوب العملاق "شاهين 3" بهدف تقديم أحدث قدرات الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي، والنهوض بمجال البحث العلمي.
ويعد "شاهين 3" الذي من المقرر أن يكون أسرع 20 مرة من النظام الحالي "بسرعة exaflop" أقوى نظام حوسبة فائقة في الشرق الأوسط لمعالجة المجالات الحيوية التي لها تأثير في المجتمع والبيئة.
وسيُحدث النظام الجديد ثورة في قدرة "كاوست" على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة وحجم هائلين، ما يمكّن مستخدميها من اكتشاف ما لم يكن ممكناً من قبل، وتحقيق إمكانات جديدة للذكاء الاصطناعي.
وتعمل إمكانات الحوسبة الفائقة على تعزيز مهمة "كاوست" للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع من خلال الجمع بين النظام الأساسي لبرامج التعلم الآلي وتقنيات الحوسبة الفائقة الرئيسية، ويمكن لمستخدمي جامعة الملك عبد الله تطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع وأكبر.
وسيتم تشغيل نظام الحاسوب العملاق "شاهين 3" بكامل طاقته في عام 2023، وسيعالج مجموعات بيانات فريدة في مجالات التركيز مثل الاحتراق النظيف والأنظمة البيئية للبحر الأحمر ونمذجة المناخ والصفائح التكتونية العربية، مع تقديم التحليلات والنماذج والمحاكاة بمستوى عالٍ من الدقة.
ويخطط المستخدمون من جامعة الملك عبد الله لاستهداف مجموعة من التطبيقات، بما في ذلك تصميم مواد جديدة للخلايا الكهروضوئية الشمسية منخفضة التكلفة وعالية الأداء، إضافة إلى عمليات تحفيزية صناعية جديدة لزيادة كفاءة الطاقة مع تقليل النفايات.
كما سيتم استخدامه في مجالات الرعاية الصحية الوقائية الشخصية واكتشاف الأدوية الجديدة، وزيادة استعادة الهيدروكربونات مع انخفاض التكاليف البيئية والاقتصادية واستخدام المناهج الجينية والجينومية لتعزيز تحمل النباتات للجفاف ومرونتها في البيئات الصحراوية.
وسيُمكن النظام الجديد من تطوير تقنيات جديدة وقابلة للتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي الأساسية مثل التعلم العميق، والتعلم المعزز، والتعلم الموحد، والحوسبة المرئية والطبيعية، ومعالجة اللغة.
وسيوفر فرصاً فريدة لتوسيع نطاق أعباء العمل التقليدية للحوسبة عالية الأداء، إضافة إلى أن القسم المسرع في وحدة معالجة الرسوميات، ستسهل الاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي التطبيقي في تطبيقات العلوم والهندسة، بما في ذلك الكيمياء الحاسوبية وعلم الأحياء وعلوم المواد.
وتعتمد "كاوست"، باعتبارها واحدة من مراكز الحوسبة الفائقة الرائدة في العالم، على نجاح أول حاسوب عملاق لها "شاهين 1"، الذي تم إطلاقه في عام 2009، يليه "شاهين 2"، وهو حاسوب عملاق يعتمد على كراي، أسرع 25 مرة من سابقه.
وأوضح رئيس جامعة "كاوست" توني تشان أن "نظام الحاسوب العملاق (HPE Cray EX) سيسمح بإجراء البحوث على نطاق أوسع، ما يؤدي إلى تقدم علمي واقتصادي واجتماعي كبير".
وأشار رئيس مركز الحوسبة الفائقة في "كاوست" والبروفيسور في الرياضيات التطبيقية والحاسوبية في الجامعة ديفيد كيز إلى أن "نظام الحاسوب العملاق يعد أداة علمية عالمية يستخدمها العلماء والمهندسون في كل تخصص لمهام مثل المحاكاة وتحليل البيانات التجريبية والتعلم من البيانات المرصودة وتخزين البيانات واسترجاعها بكفاءة".
ولفت إلى أنه "سيعد المصدر العلمي الأساسي الذي سيتيح للباحثين من مختلف التخصصات، تبادل المعلومات وأدوات البرمجيات، خاصة أن التقدم في مجال واحد يحفز التقدم في عدة مجالات".
وأضاف مدير مرافق المختبر الأساسي لأبحاث الحوسبة في "كاوست" جيسو لي أن "نظام (شاهين 2) قدّم 6.8 مليار ساعة أساسية للحوسبة لأكثر من 1467 مستخدماً، ما أدى إلى استخدام البيانات في نحو 1030 منشوراً علمياً حتى الآن".