
قال مسؤول تنفيذي في أول شركة تابعة لـ "نيوم" (Neom)، إن إطلاق شركته يساهم في تحقيق مهمة نيوم المتمثلة باستحداث أول مجتمع إدراكي عالمي، وتعزيز النمو والتنويع الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وجعلها مركزاً استراتيجياً للتكنولوجيا.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "تونومس" جوزيف برادلي أن من أهداف شركته أيضاً، ترسيخ مكانة السعودية عالمياً في ريادة الأعمال وتمكين نيوم لتصبح حلقة وصل بين المملكة والعالم.
وكانت نيوم، أعلنت في سبتمبر الماضي، عن انطلاق أول شركة تابعها لها تحمل اسم شركة نيوم التقنية الرقمية باختصار "تونومس" لبناء الأسس الإدراكية للحلول المبتكرة والمشاريع الرائدة في نيوم مثل ذا لاين، وأوكساجون، وتروجينا، بحيث تجسد مرحلة جوهرية في مسار نموها كمجموعة دولية تركز على التقنيات الإدراكية.
وقال برادلي في لقاء خاص مع "الشرق" إن اسم الشركة الجديدة يسلط الضوء على مهمة نيوم لبناء مستقبل مستدام يسهل الوصول إليه، ويجمع بين مفهومي التكنولوجيا واستقلالية التحكم، وهي مفاهيم تركز على الاحتياجات البشرية المستقبلية على جميع المقاييس.
ميتافيرس نيوم
وتستثمر "تونومس" مليار دولار أميركي (3 مليار و750 مليون ريال سعودي) في العام 2022 بمنتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحلول فائقة الترابط والتنبؤ والاستباقية.
وتشمل هذه الحلول التقنية الأولى من نوعها الواقع الهجين، والتوأمة الرقمية "ميتافيرس" المتناغمة مع الاحتياجات البشرية.
وأوضح برادلي، الذي يشغل منصب "رئيس قطاع العلوم التقنية والرقمية" في نيوم، أن الميتافيرس الخاصة بنيوم متمركزة ضمن التصاميم المعمارية الفريدة لمدينة المستقبل، إذ تتيح للمستخدمين حالة حسية طبيعية عبر بيئة افتراضية ديناميكية مدعمة بميزات واقعية.
وتشمل التجربة الجديدة، الألعاب والترجمة اللغوية الفورية المدمجة، إضافة إلى تعزيز التفاعل الاجتماعي عبر الواقع المختلط المتكامل وتمكين الوجود الواقعي والرقمي باستخدام الأفاتارات البشرية الرقمية والتعامل معها.
كما تسمح ميتافيرس نيوم بتحقيق الدخل المادي في الحياة الحضرية ضمن الواقع الهجين، إذ توفر أصولاً عقارية وإمكانات استثمارية في سوق رقمي باستخدام أصول رقمية تشمل الكريبتو والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs. وتتيح أيضاً تطوير مشاريع البناء الكبيرة والضخمة افتراضياً، لتحسين الوقت المستغرق للتسليم والتقليل من المخاطر المالية.
مدن إدراكية
وتحدث جوزيف برادلي عن الفرق بين المدن الإدراكية والمدن الذكية، لافتاً إلى أن الأولى تتمحور حول احتياجات الإنسان، وتُبنى حول تسيير الأمور الحياتية عوضاً عن العمليات الآلية في المدن الذكية التي تستخدم التكنولوجيا لجمع البيانات والتحكم بها وإدارة بنيتها التحتية وتطويرها.
وبينما تستخدم المدن الذكية 1% فقط من البيانات المتعلقة بالسكان، ستستفيد المدن الإدراكية من 90% منها بهدف ترسيخ عملية التحول من خدمات تفاعلية إلى استباقية، تتيح التكيف التفاعلي وتعزز الإمكانات البشرية، مدعومة ببنية تحتية ذكية ودراسات استراتيجية لسلوكيات المجتمع.
وقال برادلي، إن المدن الإدراكية ترتقي بمفهوم التنمية الحضرية وتنقلها إلى آفاق جديدة من خلال التعلم والتطور عبر التفاعل مع السكان باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات (ICT) وتقديم أحدث الخدمات وأكثرها ابتكاراً.
وصُممت منصة التشغيل الآمن لشركة "تونومس" لتناسب ميزات العالم الإدراكي، بحيث تم توحيد أدوار جميع الجهات لتسخير قوة تحليلات البيانات التنبؤي.
وتعمل المنصة كنظام نيوم العصبي من خلال تفاعلها مع الواقع والعالم الافتراضي على حد سواء، ما يسهل الاتصال ونقل البيانات وتحركات الأشخاص للحصول على تجربة شاملة وسلسلة.
بيانات تحت السيطرة
ولأن حماية البيانات الشخصية هي موضوع اهتمام رئيسي لجميع مستخدمي الخدمات التي تدعم الإنترنت اليوم، أطلقت "تونومس" منصتها المبتكرة لإدارة الموافقة على البيانات والتي تمكّن المستخدمين من استعادة السيطرة على بياناتهم الشخصية وتحفيزهم على استخدامها.
وتعد المنصة بمثابة الحل المتكامل الأول من نوعه لخصوصية البيانات في العالم، وهي مصممة خصوصاً لتعزيز الثقة بين الأفراد والحكومات والشركات.
ومن المنتظر أن يتمكن المشتركون فيها من إدارة وفهم كيفية استخدام بياناتهم الشخصية وتحديد الجهات المستفيدة من استخدامها.
وتقود "تونومس" قطاع التقنية والرقمنة وبناء الأسس الإدراكية للحلول المبتكرة والمشاريع الرائدة في نيوم لتوفير حلول رقمية تساهم في تمكين قطاعات الطاقة والمياه والتعليم والصحة والرفاهية والتقنيات الحيوية والغذاء والسياحة والإعلام والخدمات المالية والنقل، فضلاً عن تعزيز تبادل البيانات وتوحيد النظام البيئي الرقمي.
كما تعمل على استقطاب أبرز المهارات من حول العالم لتعزيز الابتكار وتطويره، وتهدف إلى خلق آلاف الوظائف بحلول عام 2030، من تطوير البرمجيات وإدارة التطبيقات إلى وظائف أخرى مثل الفنيين وخبراء الأمن السيبراني وحتى الوظائف المستقبلية غير الموجودة حالياً.
وأِشار جوزيف برادلي في ختام حديثه، إلى استثمار مليار و500 مليون دولار أميركي (5 مليار و600 مليون ريال سعودي) على مدى 5 سنوات لتطوير حاضنة أعمال للمشاريع الناشئة في مراحلها المبكرة لتعزيز دور الشباب الريادي في المملكة العربية السعودية وتشجيع مشاريع الأعمال الجديدة والمبتكرة وتوليد فرص العمل المتعددة.
اقرأ أيضاً: