أعلنت شركة "ميتا" فتح أبواب عالمها "هوريزون وورلدز" الافتراضي داخل الميتافيرس أمام المراهقين في الولايات المتحدة وكندا، وذلك بعد أن كانت المنصة الرقمية ثلاثية الأبعاد متاحة فقط لمن يزيد عمرهم عن 18 عاماً.
وبحسب بيان الشركة، فإن "ميتا" قد اتخذت العديد من الإجراءات ووضعت ضوابط لتقديم تجربة مناسبة وآمنة لمستخدميها من صغار السن والمراهقين، حيث انخفض بذلك الشرط العمري لدخول عالمها للميتافيرس من 18 عاماً إلى 13 عاماً.
تأتي خطوة عملاقة التواصل الاجتماعي المالكة لفيسبوك، بتوسيع مجال دخول المستخدمين لعالم الميتافيرس رغم التحذيرات التي وجهها المُشرعون والمدافعون عن حقوق الأطفال بشأن خطورة إتاحة الدخول لعالم رقمي مفتوح أمام صغار السن.
كانت تقارير كشفت، في فبراير الماضي، عن نوايا "ميتا" لتقليل سن الدخول لعالم "هوريزون وورلدز"، إلا أنه في ذلك الوقت وجه عدد من أعضاء الكونجرس الأميركي رسالة إلى إلى مارك زوكربيرج، مؤسس ومدير "ميتا"، يطالبونه بضرورة إلغاء تلك الخطة بشكل كامل، نظراً لما سيتسبب فيه ذلك من أضرار جسيمة للمراهقين.
ضوابط السلامة
شددت "ميتا" في بيانها على استثمارها في عدد من الضوابط والأدوات التي تستهدف جعل تجربة المراهقين أكثر أماناً داخل الميتافيرس، ومن بينها أدوات للرقابة الأبوية تسمح لأولياء الأمور والمراهقين بتنظيم وإدارة تجربتهم داخل العالم الرقمي المجسم الجديد.
وأوضحت الشركة أنها تتيح الوصول إلى "هوريزون وورلدز" بشكل تدريجي للمراهقين لاختبار التجربة التي يحصلون عليها قبل توسيع إتاحتها بشكل كامل.
داخل العالم الجديد، يمكن للمراهقين اختيار من يرغبون في متابعته ومن يمكنه متابعتهم، كما أن حساباتهم بشكل افتراضي مضبوطة لتكون خاصة Private، مما يعني أنهم يتحكمون فيمن يمكنه متابعة حساباتهم، حيث سيحصلون على طلبات للمتابعة ولديهم مطلق حرية القبول أو الرفض.
كذلك لن تظهر "ميتا"، بشكل افتراضي، حالة المستخدمين من المراهقين المعبرة عن نشاطهم على المنصة Active Status، وكذلك لن توضح أماكن تواجدهم داخل عالمها الرقمي للآخرين، ولكن سيكون للمستخدم المراهق حرية التحكم في ذلك من إعدادات حسابه.
أشارت الشركة أيضاً إلى أنها تقوم بوضع تقييم للمحتوى المتاح على عالمها الرقمي على أساس السن، بحيث لا يمكن للمراهقين الدخول إلى مساحات افتراضية داخل هوريزون وورلدز تُعرض بداخلها أشكال من المحتوى مُقيمة بأنها للبالغين فقط، كما أن مساحات المراهقين وحساباتهم لا يمكنها عرض هذا النوع من المحتوى، ومن يخالف ذلك سيتعرض للحظر.
ضوابط "ميتا" الجديدة لحماية المراهقين امتدت إلى التجربة الصوتية أيضاً، حيث أن أصوات الغرباء سيتم تشويشها بحيث لا يمكن للمراهقين الاستماع إليها، كذلك أصوات المراهقين سيتم تشويشها بالنسبة للغرباء، وذلك حفاظاً على خصوصية صغار السن.
ولتُحكم "ميتا" تأمين دائرة المراهقين داخل عالمها في الميتافيرس، لن تقوم المنصة الرقمية بإظهار حساب أي مراهق في قائمة الحسابات المقترحة أمام البالغين، وذلك لتجنب أي تواصل بينهم.
أما على مستوى أدوات الرقابة الأبوية، فإن أولياء الأمور سيمكنهم الإشراف على كافة ما يقوم به المراهق على المنصة من خلال ضبط حسابه عبر منصة Family Center الخاص بخدمات "ميتا" الاجتماعية، حيث سيمكن لأولياء الأمور متابعة من يتابعهم المراهق ومن يتابعونه، إلى جانب التحكم في كافة إعدادات الأمان، إضافة إلى متابعة الوقت الذي يقضيه المراهق على متن المنصة والقدرة على حجب قدرته نهائية على استخدامها.
أزمة المحتوى
يُذكر أن منصة "هوريزون وورلدز" قد شهدت العديد من حوادث التحرش الجنسي على مدار السنوات الماضية، وهو ما دفع "ميتا" إلى إطلاق ميزة خاصة بالحفاظ على المساحة الشخصية حول شخصيات المستخدمين الرقمية داخل عالمها.
جدير بالذكر أن أندرو بوزورث، مدير "ميتا التقني"، قد شارك العديد من الملاحظات مع موظفي الشركة في نوفمبر 2021 بشأن صعوبة الرقابة على المحتوى على أي نطاق واسع، مثل الميتافيرس، حيث يقترب الأمر من كونه مستحيلا، بحسب "فاينانشيال تايمز".
يُذكر أن "ميتا" قد واجهت موجة من الانتقادات الحادة في 2021 عندما خرجت فرانسيس هوجين، موظفة سابقة بالشركة، مع مجموعة من المستندات حول دراسات داخلية أجريت عبر باحثين حول التأثيرات السلبية للمحتوى المتداول على شبكات الشركة الاجتماعية، وخاصة إنستجرام، وآثارها الكارثية على المراهقين بشكل خاص، ما دفع البعض إلى حد الانتحار.
اقرأ أيضاً: