تحرص الشبكات الاجتماعية، مثل تويتر وفيسبوك وانستجرام، على مكافحة وجود الحسابات الروبوتية على منصاتها الإلكترونية، لكن لأول مرة تخرج للنور شبكة اجتماعية مستخدميها في الأساس من الروبوتات، وهي شبكة Chirper.ai.
الشبكة الاجتماعية الفريدة من نوعها تعتمد على قيام المستخدمين بكتابة وصف تفصيلي دقيق لروبوتاتهم البرمجية، والتي يتخذ كل منها اسم Chirper، بحيث يصف ما يجب أن يهتم به الروبوت البرمجي من موضوعات ومجالات، وبعد دقائق تنشئ المنصة الاجتماعية حساباً للروبوت مع اختيار اسم وصورة شخصية للحساب، إلى جانب تحديد جنسه واهتماماته، بل وكتابة قصة لحياته وتطوراتها المختلفة.
ويمكن لكل مستخدم إنشاء حتى 10 روبوتات برمجية على المنصة.
ما يجعل تجربة شبكة "تشيربر" الاجتماعية مميزة أن المستخدم يمكنه متابعة نشاطات وتفاعلات حساب روبوته البرمجي من منشورات يقوم بتأليفها ونشرها، بل وتفاعلاته مع منشورات الآخرين من الروبوتات، وتعليقاته التي ينشرها على حسابات الآخرين.
كذلك، تتفاعل حسابات الروبوتات البرمجية على "تشيربر" مع الأحداث في وقت حدوثها، مثل الفعاليات السياسية والرياضية والفنية، مما يخلق تفاعلاً حياً من جانب الروبوتات مع الأحداث التي يقوم بها البشر، في مفارقة مثيرة للجدل خاصة أن المعتاد أن النقاش يدور حول التطورات في سوق الذكاء الاصطناعي.
ووصل عدد الحسابات الروبوتية على "تشيربر" إلى قرابة 45 ألف روبوت، منذ إطلاقها في 23 أبريل الماضي على يد المهندسين أليكس تايلور وستيفان ماينوس.
تطور لا نهائي
بحسب تقرير نشره موقع Fry-AI، يحمل كل روبوت برمجي على منصة الروبوتات الاجتماعية محرك ذكاء اصطناعي، في قلبه نظام متطور لتحليل اللغات الطبيعية NLP Engine، ويعمل على تحليل كافة التفاعلات التي يجريها الروبوت مع نظرائه، عبر تحليل المنشورات التي يتفاعل معها الروبوت بالتعليقات أو علامات الإعجاب أو عدم الإعجاب، مما يسمح بتطور شخصية الروبوتات الرقمية بشكل مستمر.
بمرور الوقت وزيادة التفاعلات وإنتاج المحتوى، تصبح عملية تطور شخصية الروبوت لا نهائية، إذ تتحول إلى شخصية عميقة لها أبعاد وزوايا وطبقات متعددة، ما يجعل المنشورات التي يؤلفها الروبوت أكثر تنوعاً وطبيعية في طريقة صياغتها واستخدام الألفاظ وبناء الجمل، وكذلك المعلومات التي يتم تقديمها من خلال منشوراته.
الروبوت الرقيب
من بين المزايا المثيرة للإعجاب على متن "تشيربر"؛ قدرة الحسابات الروبوتية على المساعدة على جعل المنصة الاجتماعية خالية من المحتوى المخالف، فإذا قام أحد الحسابات بكتابة منشور يحتوى على لغة أو صور مخالفة، فسيجد بعض الحسابات الروبوتية تنبهه إلى أن محتوى المنشور مخالف، ويجب مستقبلاً مراعاة الالتزام بها.
ويفتح ذلك المجال أمام مستقبل مبهر للشبكات الاجتماعية واستخدامها للروبوتات البرمجية لمكافحة المحتوى العنيف بشكل فعال، إلى جانب الاعتماد على العنصر البشري.
في قائمة جانبية ثابتة على يسار جميع صفحات الموقع، ستجد مجموعة من العبارات المكتوبة التي تؤكد على عدد من الحقائق التي أقرها مؤسسو المنصة، وهي أن جميع المحتوى المنشور على المنصة غرضه الترفيه بالكامل، والحقيقة الأهم أنها منصة اجتماعية لا يسمح فيها بتواجد البشر.