انتفاضة ضد "ميتا" داخل منصة "ماستودون".. ما القصة؟ 

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار منصة Mastodon في رسم توضيحي. 7 نوفمبر 2022 - REUTERS
شعار منصة Mastodon في رسم توضيحي. 7 نوفمبر 2022 - REUTERS
القاهرة-محمد عادل

أثار تداول معلومات بشأن إجراء لقاء بين مؤسسي منصة "Mastodon" وعدد من مديريها مع مسؤولين في شركة "ميتا" عاصفة انتقادات، وسط مخاوف من عزم مؤسس الأخيرة مارك زوكربيرج، السيطرة على منصات التواصل التي تعتمد على اللامركزية في تخزين واستضافة البيانات، والمعروفة باسم مجتمع "Fediverse".

و"ماستودون" منصة اجتماعية عمرها 6 سنوات، تعتمد على اللامركزية في تخزين واستضافة البيانات، إذ لا توجد سيطرة لكيان واحد على خوادم الشبكة، حيث تستطيع شركات وأطراف مختلفة استضافة الخوادم، حتى أن كل مستخدم يمكنه استضافة خادم خاص به.

وبدأت العاصفة مع نشر مؤسس "ماستودون"، يوجين روكو، منشوراً مقتضباً يؤكد أهمية اللقاءات مع شركة "ميتا" للتعرف على خططها لدخول عالم الشبكات الاجتماعية اللامركزية "حتى وإن كانت تلك اللقاءات ستتم تحت حماية اتفاقيات عدم الافصاح" لإبقاء ما تم مناقشته سراً.

واعتبر روكو في منشوره أن معرفة خطط العملاق الأميركي نقطة مهمة، للتعرف على كيفية عمل خططه ومدى ملاءمتها لطريقة عمل "ماستودون".

وأجج غضب مستخدمي مجتمع "Fediverse" إعلان "ميتا" قبل أشهر قليلة عن خطة لإطلاق منصة لامركزية، حيث بدت الأنباء عن الاجتماع وكأنها تعبير عن رغبة زوكربيرج في السيطرة على المجتمع اللامركزي المفتوح.

"تنسيق التعاون"

روكو أشار في منشوره إلى مؤسس منصة PixelFed الاجتماعية اللامركزية دانيال سوبرناولت، والذي رد بالموافقة، قائلاً إنه من المفيد الحصول على كافة المكتسبات التي يمكن تحقيقها لمجتمع Fediverse من خلال الاجتماع بمدراء "ميتا".

ورأى سوبرناولت أن رغبة "ميتا" في اللقاء بمديري مجتمع Fediverse ومؤسسيه تعد إشارة إيجابية على الرغبة في خوض مناقشات لتنسيق التعاون بين جميع الأطراف.

ولكن بعد وقت قصير حذف روكو المنشور بشكل كامل، حتى إنه لم يعد ممكناً الوصول إلى نسخة منه عبر أرشيف الإنترنت، مما يعني أنه قدم طلباً لحذف المنشور، بما في ذلك النسخة المؤقتة التي كان من المفترض أن يتم الاحتفاظ بها في أرشيف الإنترنت لدى محرك البحث الشهير Wayback Machine.

"مخالفة للمبادئ"

ومن هنا بدأت انتقادات مستخدمي "ماستودون" وبعض المديرين ضد مؤسسي الشبكة الاجتماعية اللامركزية.

ونشر أحد مستخدمي الشبكة الاجتماعية ويحمل اسم Rysiek، تدوينة، انتقد خلالها حضور مجموعة من مديري مجتمعات Fediverse الاجتماع مع شركة "ميتا" وتوقيعهم على اتفاقيات عدم الإفصاح، مشيراً إلى أن هذا السلوك يعتبر مخالفاً لمبادئ فكرة اللامركزية.

ولفت المستخدم إلى اتباع الشركة المالكة لموقع "فيسبوك" ممارسات وأساليب في إدارتها تتعارض بشكل كامل مع أفكار اللامركزية، بحسب قوله.

واعتبر آخرون أن "ميتا" تحاول نشر شائعات للعمل على شق صف مجتمع Fediverse، لتضعف تماسكهم، خاصة مع تزايد عدد المستخدمين المنضمين إلى شبكة "ماستودون" منذ العام الماضي بالتزامن مع تراجع أوضاع منصة "تويتر" عقب استحواذ إيلون ماسك عليها.

حملة رفض

وخرج دانيال سوبرناولت عن صمته من خلال منشور على حسابه الشخصي للرد على الانتقادات، حيث ذكر أن شبكة "إنستجرام" المملوكة لشركة "ميتا" حجبت استخدام وسم #joinPixelFed منذ شهر تقريباً، بالإضافة إلى حظر بعض المنشورات التي تستعرض تجربة المنصة في نوفمبر الماضي.

ويستهدف وسم #joinPixelFed التشجيع على الانضمام إلى منصة PixelFed الموجودة ضمن مجتمع منصات Fediverse والتي تركز على مشاركة الصور بشكل لا مركزي من خلال بروتوكول ActivityPub.

ومع استمرار حالة الرفض، أطلق سوبرناولت حملة ضد شركة ميتا أطلق عليها "Anti-Meta Fedi Pact" للتعبير عن رفض دخول ميتا إلى العالم الرقمي اللامركزي من خلال مشروعها الجديد "Project 92"، والذي يتمثل في شبكة اجتماعية مستقلة منافسة لـ"تويتر" تعمل تحت مظلة "إنستجرام".

ووصل عدد المشاركين في الحملة حوالي 375 ألف مدير ومشرف من مجتمعات Fediverse.

وتختلف المنصات الاجتماعية اللامركزية المعروفة باسم مجتمع Fediverse والتي تشمل "ماستودون" في أنها تتيح للمستخدمين إنشاء حساباتهم الخاصة والتواصل مع بعضهم البعض دون إلزامهم جميعاً بإنشاء حسابات لدى مقدم خدمة واحد، بخلاف المنصات التقليدية مثل "فيسبوك" و"إنستجرام" و"تويتر".

ومع استخدام المنصات اللامركزية بروتوكول ActivityPub يستطيع مثلاً مستخدمو "ماستودون" الدخول إلى العديد من المنصات الرقمية والاجتماعية الأخرى العاملة بنفس البروتوكول مثل Medium وFlipboard و Mozilla دون الحاجة لإنشاء حسابات منفصلة لدى كل تلك المنصات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات