بعد طول انتظار وشائعات، أطلقت "ميتا" تطبيقها الجديد "ثريدز" Threads، ليكون منصة للتفاعل عبر النصوص بشكل أساسي، لينافس بذلك منصة التغريدات تويتر، التي تعاني من مشكلات أخلت بثقة مستخدميها ودفعتهم للبحث عن بدائل جديدة.
التطبيق الجديد الذي سجل 10 ملايين اشتراك في 7 ساعات من إطلاقه، متاح في الوقت الحالي فقط على متجر أبل للتطبيقات App Store، لكن الشركة مالكة فيسبوك وإنستجرام وواتساب وعدت بإتاحته قريباً على أجهزة أندرويد.
مارك زوكربيرج، مؤسس ومدير ميتا، رحب بالمستخدمين عبر منشور أول في حسابه على "ثريدز"، وشاركه عبر إنستجرام.
"الشرق" تصحبك في جولة داخل التطبيق، لإيضاح كيفية استخدامه، وأهم المزايا التي يتيحها، وأهم المميزات التي أتاحتها "ميتا" في التطبيق الذي يهدد عرش تويتر.
تسجيل الدخول
بعد فتح التطبيق، تظهر للمستخدم واجهة تسجيل الدخول، تعتمد بشكل رئيسي على استخدام حسابه على إنستجرام للتسجيل، وبمجرد إدخال اسم المستخدم أو بريده الإلكتروني على إنستجرام وكلمة المرور، سيتم إنشاء الحساب.
عند تسجيل الدخول، سيكون لدى المستخدم الفرصة لكتابة وصف مختصر حول حسابك وشخصيتك، دون إمكانية تغيير اسم المستخدم، كما يتيح "ثريدز" لك أن تقوم باستخدام نفس الوصف الذي تستخدمه على إنستجرام، ويتم جلبه لك بضغطة زر واحدة Import.
الآن سيكون لدى المستخدم فرصة لجلب قائمة الحسابات التي يتابعها على إنستجرام مباشرة إلى "ثريدز"، بحيث يتمكن من متابعة جميع تلك الحسابات، وبالتالي يبدأ تجربته على التطبيق مع محتوى من صناع المحتوى الذين يفضلهم.
كذلك يتيح "ثريدز" ميزة مهمة وهي إتاحة متابعة أصحاب حسابات إنستجرام الذين لم يدخلوا التطبيق الجديد بعد، بحيث بمجرد دخولهم، لن يحتاج المستخدم للبحث عنهم من جديد، وسيتم تسجيل متابعته لحساباتهم فور إنشاءها.
أزرار التطبيق
عند فتح التطبيق، ستجد الأزرار الرئيسية للتنقل بين جوانبه المختلفة بالقرب من يديك عند الحافة السفلى من شاشة الهاتف، وهي 5 أزرار.
الأول أيقونة بشكل منزل وهو خاص بالشاشة الرئيسية Home وهي الصفحة التقليدية في أي شبكة اجتماعية، والتي يظهر بها أحدث المنشورات سواء من الحسابات التي يتابعها المستخدم أو كذلك المنشورات التي ستظهرها خوارزميات المنصة حسب تحليل تفضيلات المستخدم.
أما الزر الثاني بأيقونة عدسة مكبرة خاصة بالبحث Search ومهمتها محصورة حالياً في البحث عن الحسابات، والتي قد تتطور لتتيح البحث أيضاً باستخدام الأوسمة Hashtags والمنشورات بالكلمات المفتاحية.
أما الزر الثالث فهو يتخذ هيئة ورقة وقلم، وهو يؤدي بك إلى شاشة النشر وكتابة المنشورات، التي يسميها التطبيق Threads، ولكتابة "ثريد" جديد سيكون عليك كتابة النصوص مع إرفاق الصور أو الفيديوهات، أو نشر محتوى مصور فقط دون نصوص.
الزر الثالث يحمل شكل قلب، وهو الجزء المخصص للإشعارات التي تهم المستخدم، وهي مقسمة إلى عدة تبويبات، تبويب عام All حيث يظهر خلاله أنشطة وتفاعلات الآخرين مع أي محتوى تقوم بنشره وكذلك يظهر خلالها المتابعون الجدد لحسابك، كذلك هناك تبويبات منفصلة لردود الآخرين على منشوراتك Replies، وكذلك المنشورات التي يتم الإشارة إلى حسابك بها Mentions، أما التبويب الأخير فهو Verified والذي يظهر خلاله التفاعلات التي يقوم بها أصحاب الحسابات الموثقة مع منشوراتك.
وذلك التبويب الأخير يتشابه مع نفس التبويب والذي يحمل نفس الاسم على تويتر.
أما الزر الخامس والأخير، فهو زر بهيئة شخص والذي يؤدي إلى الحساب الشخصي للمستخدم Profile.
حسابك الشخصي
عند دخول المستخدم لحسابه الشخصي، سيجد زرين رئيسيين، الأول Edit Profile لتعديل كل المعلومات الخاصة بالحساب، والثاني Share Profile والذي يسمح بمشاركة رابط الحساب على أي تطبيق خارجي.
وللوصول إلى إعدادات التطبيق، ستكون هناك قائمة جانبية يمكن الوصول إليها عبر الضغط على زر بأيقونة خطين في يسار أو يمين الشاشة، حسب لغة التطبيق لدى المستخدم.
داخل قائمة الإعدادات، ستجد العديد من الخيارات مثل خيار دعوة الأصدقاء للانضمام للتطبيق سواء عبر مشاركة رابط عبر واتساب أو أي وسيلة أخرى، وكذلك إعدادات أخرى لتنظيم جوانب التطبيق مثل الإشعارات التي يتم استقبالها Notification والخصوصية وإعدادات الحساب نفسه.
كذلك على الشاشة الرئيسية للحساب تتواجد أيقونة كرة أرضية فوق الصورة الشخصية، وهي اختصار مباشر يسمح للمستخدم بالوصول إلى أدوات التحكم في الخصوصية والتي تتيح تحكم المستخدم في تحويل الحساب إلى حساب خاص Private، وكذلك التحكم في من يمكنه الإشارة للمستخدم في المنشورات والوصول لقائمة الإسكات Muted وكذلك يمكن للمستخدم عمل قائمة بالكلمات التي يرغب في إخفاء المنشورات التي تحتويها Hidden Words والوصول إلى قائمة الحسابات التي يتابعها المستخدم Profiles You Follow.
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للتطبيق لها نفس تصميم تويتر إلى حد كبير، فهي عبارة عن منشورات نصية مرفقة بها صور ومقاطع فيديو، وكل منشور يحمل أسفله 4 أزرار، وجميعها مقتبسة من تويتر، فيما عدا زر المشاركة الذي يتخذ رمز طائرة ورقية صغيرة.
الأزرار تتمثل في زر القلب Favorite الخاص بالتعبير عن الإعجاب بالمنشور، والثاني Reply هو يتخذ تصميم فقاعة الكلام وهي خاصة بفتح مساحة لكتابة رد على المنشور، بينما الثالث هو خاص بإعادة النشر في شكل سهمين يدوران حول بعضهما البعض، وبالضغط عليه تظهر قائمة تظهر من أسفل الشاشة تحمل خيارين، الأول إعادة النشر الفوري Repost، والثانية Quote وهي تسمح بإعادة النشر مع كتابة تعليق على المنشور، وفي الحالتين سيظهر المنشور على صفحة المستخدم.
أما الزر الرابع بأيقونة الطائرة الورقية هو الخاص بمشاركة المنشور خارج "ثريدز"، وعند الضغط عليه تظهر قائمة من أسفل الشاشة تحمل العديد من الخيارات، الأول هو Add to Story بحيث يتم إضافة المنشور إلى "الاستوريز" على حساب المستخدم لدى إنستجرام، وثاني خيار هو Post to Feed ويسمح بمشاركة المنشور في صورة منشور تقليدي على حساب المستخدم على منصة الصور، بينما الخيار الثالث هو مميز للغاية، لأنه يتيح مشاركة منشور "ثريدز" في هيئة رابط إلكتروني في تغريدة على تويتر.
ويتبقى خياران تحت قائمة المشاركة الخارجية للمنشورات، أحدها متعلق بنسخ رابط المنشور، والثاني Share via يسمح للمستخدم باختيار أي تطبيق آخر مثبت على هاتفه لمشاركة المنشور عبر رابطه الإلكتروني.
حسابات الآخرين
اعتمدت "ميتا" في تصميم واجهة الحسابات الشخصية بشكل رئيسي على أن "ثريدز" شبكة اجتماعية تتكامل مع إنستجرام، حيث أن داخل كل حساب ستجد في أقصى اليمين أو اليسار، حسب لغة التطبيق لديك، زراً بأيقونة إنستجرام، بمجرد الضغط عليها ستصطحبك لحساب المستخدم على إنستجرام.
صممت "ميتا" واجهة الحسابات الشخصية على "ثريدز" لتتشابه مع تصميم تويتر ولكن بشكل أبسط، حيث أن زر "المتابعة Follow" يتصدر قمة الحساب، وذلك لتشجيع المستخدم على ضغط زر المتابعة، وذلك يختلف عن واجهة الحساب على تويتر الذي يعرض مساحة بيضاء كبيرة تحتوي كم كبيرة من المعلومات مثل تاريخ الدخول للمنصة والموقع الجغرافي للمستخدم وعدد المتابعين والحسابات التي يتم متابعتها من جانب الحساب، وكل ذلك يتسبب في تشتيت انتباه المستخدم عن أهم زر، وهو زر المتابعة.
ولكن "ثريدز" من جديد، استخدم تصميم تويتر للحسابات، وذلك من خلال تقديم تبويبين للمحتوى على الحساب، الأول يحمل اسم Threads وهو الخاص بمنشورات الحساب، والثاني هو Replies الخاص بالردود التي يقوم المستخدم بكتابته رداً على المنشورات التي يتم الإشارة إليه خلالها.
بجانب ذلك، ستجد في أعلى صفحة حسابات المستخدمين، ستجد علامة دائرة داخلها ثلاث نقاط، بالضغط عليها ستظهر قائمة بها زر نسخ رابط الحساب وزر خاص بالمشاركة الفورية للحساب في صورة رابط عبر أي تطبيق آخر، مع أزرار أخرى مثل إسكات الحساب Mute بحيث لا تظهر تغريداته في الصفحة الرئيسية للمستخدم، ولكن دون إظهار مدة زمنية للإسكات بحيث تعاود تغريداته الظهور بعد مرور تلك الفترة، كما هو الحال على فيسبوك.
كما ستجد زر تقييد الوصول Restrict والذي يجعل المستخدم يتحكم في ألا يتمكن متابعيه من رؤية ردود صاحب الحساب على منشورات المستخدم، وبجانب ذلك سيكون هناك أزرار الحجب Block والإبلاغ Report.
ثريدز vs تويتر
التجربة على تطبيق "ثريدز" الجديد، لن تحتاج من المستخدمين وقت طويل للتعلم والاعتياد على واجهته وطريقة استخدامه، لأن الأزرار وترتيبها والقوائم تتشابه إلى حد كبير مع تويتر، لذلك فغالبية المستخدمين بالفعل لديهم خبرة سابقة في كيفية التفاعل.
وتلك النقطة تعد أهم خطوة نجح "ثريدز" في تنفيذها لينافس تويتر، بل إنه تمكن أيضاً من تقديم روح منصة التغريدات ومفهومها للتواصل المعتمد على النصوص بتصميم أكثر بساطة وراحة للعين، خاصة وأنه يعتمد بشكل رئيسي على اللونين الأبيض والأسود لواجهة الاستخدام.
تقديم "ثريدز" عبر عباءة إنستجرام سيوفر للتطبيق الجديد الخلطة السرية للنجاح، حيث أن صناع المحتوى سيتمكنون من تسويق تواجدهم على التطبيق عبر مشاركة منشوراتهم منه مباشرة إلى "الاستوريز" والمنشورات على منصتهم الأساسية إنستجرام، فداخل حساباتهم على "ثريدز" يمكن للمتابعين الذهاب إلى إنستجرام عبر زر مخصص لذلك، كما أن متابعيهم على إنستجرام أيضاً يمكنهم الانتقال مباشرة لحساباتهم على "ثريدز" عبر زر يحمل شعار التطبيق الجديد أسفل أسمائهم داخل الحسابات على إنستجرام.
"ثريدز" نجح أيضاً في إقناع بضعة آلاف من المشاهير بالتواجد على متنه قبل إطلاقه، وكانت من أهم المزايا الترويجية لإقناعهم بذلك هو أنهم سيصطحبون توثيق حساباتهم "العلامة الزرقاء" من إنستجرام إلى "ثريدز"، كما أن الاشتراك في خدمة Meta Verified ستضم حسابات "ثريدز" إلى جانب حسابات إنستجرام وفيسبوك، مما يجعل تواجدهم موثوقاً على المنصة الجديدة.
ويتميز "تويتر" بأن لديه ميزة تبادل الرسائل الشخصية، في حين تغيب تلك الميزة عن ثريدز، إلا أن ذلك قد يتم تعويضه من خلال وجود ميزة الرسائل الشخصية على متن انستجرام، كما أن ميتا من الممكن أن تقوم مستقبلاً بتعويض تلك الميزة بإطلاق صندوق بريد منفصل داخل تطبيقها الجديد.
خوارزميات معتادة
وتعتمد منصة "ثريدز" في عرض المنشورات في الصفحة الرئيسية على الطرق المتعارف عليها من جانب غالبية تطبيقات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تويتر، حيث أن المنصة الاجتماعية الجديدة تستخدم الخوارزميات الذكية للتعرف على تفضيلات المستخدم ونوعية المحتوى التي تعجبه.
وعلى هذا الأساس، تعرض محتوى من حسابات لا يتابعها المستخدم، إلى جانب المنشورات القادمة من الحسابات التي يتابعها المستخدم.
تويتر يقف الآن في موضع حرج أمام منافس قوي، نجح في تحقيق أكثر من 10 ملايين عملية تسجيل دخول خلال 7 ساعات فقط من إطلاقه، بحسب ما أعلنه مارك زوكربيرج مؤسس ومدير ميتا على حسابه عبر المنصة الجديدة.
اقرأ أيضاً: