تعمل شركة "أبل" الأميركية حالياً على تطوير روبوت برمجي جديد ينافس المنصة الشهيرة "ChatGPT"، ويطلق عليه موظفو الشركة الأميركية اسم "AppleGPT".
وبحسب "بلومبرغ"، فإن روبوت أبل للمحادثات يعتمد على نموذج لغوي ضخم تم تطويره داخل الشركة، ويُعرف داخلياً باسم كودي هو "Ajax"، ويعتمد على إطار عمل مشابه لتقنيات تعلم الآلة التابعة لجوجل. وتم تشغيل "Ajax" على خوادم خدمة "جوجل كلاود" السحابية.
وبدأ بناء "AppleGPT" بجهود محدودة من مطوري الشركة في نهاية العام الماضي، حيث اهتموا بتأمين الفكرة وحماية خصوصية البيانات المُدخلة إلى الروبوت البرمجي.
يُذكر أن سهم أبل ارتفع بنسبة 2.3% بعد نشر تقرير "بلومبرغ" الجديد، ووصلت قيمته إلى 198.3 دولار.
خطوة حذرة
وفي لقاء تلفزيوني سابق، كشف تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، أنه يستخدم منصة "ChatGPT"، وأشار إلى أن الشركة تدرس كيفية استخدامها في تطبيقات مختلفة.
وفي إحدى مؤتمرات الشركة للإعلان عن نتائجها الفصلية، أشار كوك إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لديها إمكانات واعدة في المستقبل، ولكنه أكد أهمية التعامل مع التحديات وإيجاد حلول للمشكلات المرتبطة بها.
وفي البدايات الأولى لتطوير "AppleGPT"، اقتصر استخدامه على فريق المطورين الداخليين في الشركة. لكن بعد ظهور بعض المخاوف الأمنية بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، تم إيقاف استخدامه تماماً في البداية. ومع ذلك، تم التراجع عن هذا القرار لاحقاً، وبدأ توسيع استخدامه داخل الشركة على نطاق أكبر.
ورغم التوسع في استخدام روبوت "أبل" البرمجي، إلا أنه لا يزال يتطلب الحصول على تصريح رسمي من الإدارة لاستخدامه.
ولكن الشركة تمنع على الموظفين استخدامه للمساعدة في تطوير مزايا تصمم لأجهزة، وخدمات الشركة.
وتتضمن الاستخدامات الرئيسية لروبوت "AppleGPT" داخل الشركة، تلخيص النصوص واستخلاص الإجابات من البيانات المُدرب عليها مسبقاً، بالإضافة إلى المشاركة في بناء نسخ تجريبية أولية من المنتجات.
و"أبل" ليست الشركة الوحيدة التي قامت بتصميم روبوت برمجي داخلي للمحادثات، إذ أشارت تقارير عدة إلى أن شركة سامسونج تعمل أيضاً على تطوير روبوت خاص بها، بعد تسريب بيانات حساسة من أكوادها المصدرية ومحتوى اجتماعات داخلية، بسبب استخدام بعض موظفيها لمنصة "ChatGPT" لتلخيص محتوى الاجتماعات، وتحويلها إلى نقاط، بالإضافة إلى استخدامها في تطوير الأكواد المصدرية لبعض منتجاتها.
لا مزايا جديدة
أوضح التقرير أن بعض موظفي أبل أكدوا أن روبوت الشركة يتشابه كثيراً فيما يقدمه من خدمات مع منصة جوجل "بارد" و"شات جي بي تي"، مشيرين إلى أنه لا يقدم مزايا جديدة مختلفة عنهما، بالإضافة إلى أنه لا يحمل تصميم مكتمل لواجهة الاستخدام، لأن أبل لا تستهدف طرحه للمستخدمين.
ولكن الموظفين الذين تحدثوا إلى "بلومبرغ" دون الكشف عن هويتهم، أشاروا إلى أن أبل تهتم بالتطوير المستمر لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وتعمل عدة فرق في الشركة متخصصة في تطوير البرمجيات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك فرق تطوير الخدمات السحابية حالياً على عدد من المشروعات الجديدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ورغم أن الشركة لم تحدد بعد طبيعة الخدمة التي ستقدمها للمستخدمين، إلا أن عدداً من المصادر أكد أن العام القادم سيكون موعداً لإعلان الشركة عن أول منتجاتها في هذا السوق.
وتُجرى جميع عمليات تطوير أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل أبل تحت إشراف مباشر من جانب جون جياناندريا، مدير قطاع تطوير الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بالشركة، وكريج فيديرجي، مدير قطاع هندسة البرمجيات في أبل.
وبحسب التقرير، فإن رؤية جياناندريا تعتمد على وضع إطار عام يندرج تحته مختلف جهود التطوير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مع مراقبة مع يتوصل إليه الآخرون داخل هذا السوق عن كثب.
أوضحت مصادر "بلومبرغ" أن أبل اختبرت "ChatGPT" داخلياً، وتضع ضمن استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي الدخول في شراكة مع "OpenAI" والحصول على ترخيص استخدام نماذجها اللغوية، كما هو الحال مع العديد من الشركات مثل مايكروسوفت ومنصة "Shutterstock" للصور وكذلك شركة Salesforce.
كوادر جديدة وتغييرات إدارية
أشار التقرير إلى أن شركة أبل تسعى حالياً إلى تعزيز قدرات فرقها المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بضم كوادر جديدة، وذلك عبر نشر إعلانات لوظائف شاغرة على موقعها الرسمي تبحث من خلالها عن متخصصين في التعامل مع النماذج اللغوية الضخمة وأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذين سيُوجه عملهم نحو "تطوير أجهزة أبل مثل آيفون وأنظمة تشغيلها".
انضم جياناندريا من جوجل في 2018، ليترأس جهود أبل في مختلف قطاعات الذكاء الاصطناعي، وذلك تُرجم إلى عدد كبير من المزايا على مستوى قدرات التصوير ومعالجة الصور والبيانات وكذلك تزويد مساعد أبل الصوتي سيري بمزايا جديدة.
ومنذ انضمام جياناندريا للشركة، تزايدت التقارير المتعلقة بتطوير سيارة أبل الذكية، والمعروفة باسم Project Titan، إلى جانب مساعد اللياقة الذكي والمعروف داخليا باسم Quartz، مما قد يجعلها الخدمات الأولى التي قد تشهد الثمار الأولى لجهود أبل في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب توقعات بحصول "سيري" على قدرات تجعلها أذكى وقادرة على فهم أوامر المستخدمين الصوتية سواء على هواتف آيفون أوكذلك نظارة أبل الجديدة فيجن برو عند وصولها للأسواق العام المقبل.