أدوات جديدة تمنحك بعض الخيارات بشأن ما تطالعه على فيسبوك

time reading iconدقائق القراءة - 6
شعار تطبيق فيسبوك على شاشة هاتف ذكي - REUTERS
شعار تطبيق فيسبوك على شاشة هاتف ذكي - REUTERS
دبي -الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن فيسبوك أطلقت ميزة جديدة تسهل على المستخدمين التحكم في طريقة عرض المواد الإخبارية على صفحاتهم، لكنها لا تزال تحافظ على الخوارزمية الأساسية للشبكة الاجتماعية. 

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن فيسبوك أعلنت هذا الأسبوع، عن أن شريطاً جديداً سيظهر في الجزء العلوي من صفحة "نيوز فيد" (News Feed)، سيسمح لمستخدميها بالتحول بين التغذية الإخبارية الخوارزمية التي يتم تنسيقها من قبل فيسبوك، والتغذية الكاملة المنسقة وفقاً لترتيب زمني معكوس. 

أدوات تحكم أكثر وضوحاً

وأوضحت أنه في الوقت الراهن، تستطيع الاختيار بين ثلاثة أنواع للمواد الإخبارية في تطبيق فيسبوك على "أندرويد"، وقريباً في تطبيق "iOS" والشبكة العالمية.
 
وتشمل الاختيارات المواد الإخبارية على "الصفحة الرئيسية"، وهي عبارة عن بث خوارزمي للمحتوى بشكل كامل، والمواد الإخبارية "الأحدث"، وهي عبارة عن قائمة بجميع المنشورات من الحسابات التي تتابعها بترتيب زمني معكوس، والمواد الإخبارية "المفضلة" وتعرض منشورات حتى 30 صديقاً أو صفحة قمت بتحديدها كـ"مفضلة".  

وبينما كان يمكنك الوصول إلى هذه الأخبار من قبل، إلا أنه كان عليك أن تبحث في قوائم شديدة التعقيد، ومن ثم فإن هذا الشريط الجديد يعد تطوراً جوهرياً.

لكن ما لا يعطيك إياه فيسبوك هنا بحسب الصحيفة، هو القدرة على متابعة أخبار من اختيارك، ما لم يكن اختيارك هو تلك التغذية الخوارزمية على "الصفحة الرئيسية". أما إذا عمدت إلى اختيار آخر، ثم أغلقت التطبيق، فستعود إلى الصفحة الرئيسية عند إعادة الفتح. ويمتلك تويتر إعداداً مشابهاً يبقيك عند آخر تغذية إخبارية مستخدمة.

"قبضة الآلات"

وفي تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" في يناير، أكدت أنه من الصعب أن نتقبل مدى ضآلة تحكمنا في المواد الإخبارية على صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، والخوارزميات التي تشغلها، فلا يجب أن تكون فقط في قبضة آلات تشغلها شركات تبلغ ميزانياتها مليارات الدولارات.

وفي مقال يعلن عن تغييرات عديدة، بينما يدافع، في الوقت نفسه، عن خوارزميات فيسبوك، كتب نيك كليغ، نائب رئيس الشركة للشؤون العالمية، أن شركته "تعمل على منح المستخدمين تحكماً أفضل في علاقتهم بخوارزمية فيسبوك.

وللحصول على مزيد من التفاصيل بشأن الأدوات الجديدة، أجرت "وول ستريت جورنال" مقابلة مع كليغ، استهلها بالقول: "لا أعتقد أن أدوات التحكم التي قدمناها في الماضي كانت صديقة للمستخدم بدرجة كافية".

وتابع: "نحن في رحلة. وتوجد أشياء أكثر بكثير نستطيع، بل ويتعين علينا القيام بها في المستقبل لتحسين الإحساس بالفاعلية البشرية بالإضافة إلى توفير أدوات تحكم أكثر قابلية للاستخدام من الناحية الفنية".

أدوات أكثر عمقاً

وأضاف كليغ، أن فيسبوك يفكر في توفير أدوات تحكم أكثر عمقاً، وتحديداً ما يتعلق بتخصيص الموضوعات التي قد تراها في تغذيتك الإخبارية.

وأوضح أن سبب عدم ثبات خلاصة الأخبار "المفضلة" أو "الأحدث"، هو أن فيسبوك يعتقد أن التغذية الخوارزمية "تقدم تجربة أفضل"، لافتاً إلى أنه "يوجد نقاش مشروع الآن حول الإعدادات الافتراضية".

وأضاف: "نتطلع إلى إمكانية أن يكون المستخدمون قادرين على أن يقولوا ما إذا كانوا يريدون مطالعة محتوى أكثر أو أقل من نوع معين من المنشورات، مثل تلك الخاصة بأصدقاء أو مجموعات أو صفحات، أو ربما أكثر من ذلك، حتى يمكنك أن تدير القرص على مواد معينة من المحتوى"، ويعني هذا، على سبيل المثال، تقليل المحتوى السياسي، وزيادة المواد المتعلقة بالرياضة.

"شفافية" الخوارزمية

إضافة إلى أدوات التحكم الخاصة بالمستخدم، يأتي وعد فيسبوك بأن يخبرنا بالمزيد عن طريقة عمل خوارزميته، أي "لماذا نرى ما نرى، ولماذا نُوصى بأشياء بعينها؟".

كانت إحدى الخطوات الصغيرة التي قطعها فيسبوك هذا الأسبوع هي وضع زر "لماذا أطالع هذا؟" في الزاوية اليمنى من المشاركات المقترحة بعد أن كان على الإعلانات ومنشورات أخرى عديدة في التغذية الإخبارية.

في هذا السياق، قال كليغ، إن فيسبوك ستتخذ عدداً من الإجراءات على مدار العام القادم لتساعدنا على فهم المحتوى الذي نطالعه على نحو أفضل"، بما في ذلك "توفير مزيد من الشفافية بشأن كيفية الحد من انتشار المحتوى الإشكالي"، وذلك عن طريق نشر المزيد حول المؤشرات التي توجه عملية تصنيف التغذية الإخبارية، وربط المستخدمين بمعلومات محققة في مزيد من المجالات التي تقدم "فائدة اجتماعية واضحة"، مثل علوم المناخ والعدالة الإثنية.

محتوى "سام"

وبحسب "وول ستريت جورنال" يتمثل سبب حاجتنا إلى مزيد من التحكم ومزيد من الشفافية، في هيمنة محتوى مفتوح، وخطير في الوقت نفسه، على فيسبوك، كتلك المواد التي تشجع على التطرف، ونظريات المؤامرة، والتضليل المعلوماتي، وغيرها.

لكن كليغ أكد وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، أن الخطأ يكمن في "هذا التوصيف بأنه مجرد نظام فج لا يهتم إلا بتلقيم الأخبار بالمواد المحبطة والسامة والمحرقة التي تصيب المستخدم إما بنوبة سكري، أو بنوع من ردود الأفعال العاطفية الغاضبة".

وبينما يجتذب المحتوى المثير، كثيراً من التعليقات والمشاركة، كما يقول كليغ، يقوم فيسبوك بحذف أي محتوى ينتهك قواعده، ويقلل من تصنيف المحتوى منخفض الجودة، ويعمل، في المقابل، على تعزيز المحتوى الهادف، والترويج له.
 
وأضاف أن المنتج المستدام لا يمكن أن يقوم على "تلقيم الناس مواد سيئة بالملعقة لمجرد أن يربطهم على مدار اليوم لـ10 أو 15 دقيقة إضافية"، موضحاً: "بشكل حاسم، الناس الذين يدفعون مقابل وجبة الغداء والمشهيات التي نقدمها لا يريدون ذلك".
  
وأكد نائب رئيس الشركة للشؤون العالمية أن "المحتوى السام" لا يمثل ما يطالعه أغلبية المستخدمين على فيسبوك، مضيفاً: "أعتقد أن المنشور الأكثر انتشاراً على فيسبوك في الولايات المتحدة، كان هذا الفيديو للدبة الأم التي تحاول حمل صغارها على عبور الطريق".



اقرأ أيضاً: