أطلق الملياردير الأميركي إيلون ماسك مجموعة من التصريحات المثيرة خلال ملتقى الإعلام "Deal Book Summit 2023" الذي نظمته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، من بينها هجومه على المعلنين الذين قرروا مغادرة منصته الاجتماعية إكس (تويتر سابقاً)، متوقعاً فشلها إذا استمر انسحابهم.
تصريحات ماسك ركزت على العديد من الموضوعات، منها زيارته إلى إسرائيل بعد اتهامه بمعاداته للسامية، بسبب إحدى تغريداته على منصته، والأزمة الاقتصادية التي تعيشها المنصة بسبب انسحاب المعلنين، وعلى رأسهم شركات مثل "أبل" و"أمازون" و"IBM"، والشكوك المُثارة بشأن إجراءات الأمان التي تتخذها شركته "نيورالينك" خلال اختبارات الشرائح الدماغية.
ووجه ماسك اتهاماً إلى شركة OpenAI بأنها تكذب بشأن احترام حقوق الملكية الخاصة بالمحتوى المستخدم، لتدريب نماذجها الذكية.
ماسك يشتم المعلنين
عندما أشار مدير الجلسة النقاشية، أندرو روس سوركين، كاتب العمود في صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى مسألة معدل انسحاب المعلنين من منصة "إكس"، قاطعه ماسك قائلاً: "لا أرغب في إعلاناتهم من الأساس"، وأتبع ذلك بسبّ صريح للمعلنين.
وأعرب عن انزعاجه واستنكاره من بعض الجهات الإعلانية التي اتهمها بـ"محاولة ابتزازه بقوة حملاتها الإعلانية واستثماراتها في الإعلان على إكس"، مشيراً إلى أنه لن يقبل ذلك أبداً.
وأكد ماسك أن المنصة الاجتماعية قد ينتهي بها الحال إلى الفشل والانهيار في حال استمر المعلنون في مقاطعتها، مشيراً إلى أن الجمهور في هذه الحالة سيكون عليه الحكم لتحديد من السبب في ذلك.
وأشار إلى أن العالم سيكون على دراية كاملة بأن مقاطعة المعلنين هي السبب في فشل الشبكة الاجتماعية، وقال: "سنوثق ذلك عند حدوثه بكافة التفاصيل الممكنة".
يذكر أن رحيل المعلنين عن المنصة بدأ بعد أسابيع قليلة من استحواذ ماسك عليها، مطلع نوفمبر 2023، وأفادت تقارير حديثة بأنها خسرت قرابة 100 معلن من كبرى الشركات العالمية، متوقعة وصول خسائرها من عوائد الإعلانات إلى 75 مليون دولار، بنهاية العام الجاري.
"زيارة إسرائيل واجبة"
وعندما سُئل ماسك عن ملابسات منشوره المثير للجدل، والذي اعتبره البعض معادياً للسامية واليهود، أجاب بأن المنشور اقتطع من سياقه، واستخدمه البعض لتوجيه رؤيته واتجاهه لخدمة أغراض أخرى.
وأشار إلى أن زيارته لإسرائيل لا تُصنف بأنها زيارة اعتذار، وإنما هي "زيارة واجبة" كان عليه القيام بها. واعتذر بشكل صريح خلال اللقاء عن تغريدته، ووصفها بأنها قد تكون "أغبى وأسوأ منشور نشرته على الإطلاق".
"شريحة نيورالينك لم تقتل قرداً"
وأنكر ماسك الاتهامات الموجهة إلى شركته "نيورالينك" التي تطور شرائح لزرعها في أدمغة البشر، بشأن تورطها في قتل القرود، خلال تجاربها المعملية، مشيراً إلى أن بعض القرود ماتت نتيجة أحوالها الصحية السيئة، مثل الإصابة بأمراض كالسرطان، ولكن الشرائح لم تتسبب في أي وفاة.
وأوضح ماسك أن الشركة ستبدأ اختباراتها على البشر خلال أشهر قليلة، وستكون الأولوية لزرع الشرائح في أدمغة المصابين بأي شكل من أشكال القصور في تواصل المخ بأعضاء الجسم، مثل مصابي التصلب الجانبي الضموري، موضحاً أن الشرائح تسهل عملية التحكم في الحواسيب والهواتف الذكية بمجرد التفكير.
"شركة OpenAI تكذب"
وسأل سوركين ماسك عن رؤيته بشأن تدريب شركات الذكاء الاصطناعي نماذجها على محتوى يندرج تحت حقوق الملكية الفكرية، وتعهد الشركات بالحرص على عدم خرق تلك الحقوق، فرد ماسك بأن تلك التعهدات واهية وكلها "كذب".
واتهم ماسك الشركات جميعها بأنها تكذب بشأن عدم استخدامها أي محتوى له حقوق ملكية، مثل محتوى المواقع الإجبارية، والكتب والمؤلفات، لافتاً إلى أن ذلك يشمل أيضاً ما سماه ادعاءات شركة OpenAI، بأنها تتجنب المحتوى ذي حقوق الملكية.
"حرية الرأي ليست مجانية"
وسأل سوركين ماسك عن رأيه بشأن الاتهامات التي وجهت إلى "إكس" بأنها تبطئ تشغيل روابط بعض المواقع عند مشاركتها على المنصة، مثل روابط موقع "نيويورك تايمز" - منظمة الملتقى - فاعترف ماسك بأن الاتهامات تحمل جانباً من الصحة.
وقال ماسك: "إذا أردت الحصول على حق قراءة المحتوى على (نيويورك تايمز)، فيجب عليك دفع اشتراك مالي مقابل ذلك.. لذا فمن غير المنطقي أن ترفض الصحيفة دفع اشتراك في المنصة، والذي يبلغ ألف دولار شهرياً.. وهو مبلغ زهيد".
ورد سوركين بأن هذا الاتجاه يتعارض مع حرية الرأي التي تحاول المنصة توفيرها لمستخدميها، فعلق ماسك بأن حرية الرأي التي تقدمها منصته "ليست مجانية، وإنما لها ثمن ضئيل"، مشيراً إلى أن الحصول على الحرية يتطلب دفع مقابل مالي.