بدأت شركة أبل في تقديم تجربة تفاعلية لعدد من المؤثرين، ووسائل الإعلام مع نظارتها الذكية Vision Pro، المقرر طرحها للبيع 2 فبراير المقبل، في محاولة لتقديم تجربة مختلفة عن حفل إطلاق النظارة العام الماضي، من خلال عرض لمحة حول طبيعة المنتج، والمحتوى الذي سيحصل عليه المستخدم.
وتنوعت ردود فعل من أتيحت لهم فرصة تجربة Vision Pro، فيما يتعلق بعدد من الجوانب مثل: طريقة الكتابة على لوحة مفاتيح افتراضية تطفو بالهواء أمام أعين المستخدم، وتجربة تطبيق "ديزني بلس"، إضافة إلى طريقة تثبيت النظارة على رأس المستخدم.
اتفق معظم من جرب نظارة أبل Vision Pro في نيويورك، الأسبوع الجاري، على أن الحزام المزدوج Dual Loop يقدم تجربة أفضل في التثبيت على الرأس، خاصة مع المستخدمين من أصحاب الشعر الطويل، لأنه يوزع وزن النظارة بشكل أفضل، وفي نفس الوقت لا يتسبب في جذب الشعر للخلف.
وفتحت أبل، الجمعة، الباب أمام استقبال طلبات الشراء المسبق لنظارتها الذكية الأولى، وذلك حتى موعد وصولها إلى أرفف متاجرها رسمياً في الثاني من فبراير المقبل.
وأشار عدد من محرري التقنية إلى أن اختيار قطعة تثبيت النظارة على الوجه من الخيارين اللذين تقدمهما أبل، يعد عنصراً أساسياً للحصول على تجربة مريحة للعين، لأن ذلك يجعل الوجه مرتاحاً خلال ارتداء النظارة، بالإضافة إلى أن هذا الجزء يلعب دوراً رئيسياً في دقة وضوح عرض العناصر أمام عيني المستخدم.
تضمنت التجربة التي استمرت لمدة نصف الساعة، مشاهدة بعض الصور والفيديوهات الاتجاهية، والتي تسمح للمستخدم بأن يعيش تجربة مشاهدة محتوى ملتقط بهواتف "آيفون 14"، و"آيفون 15"، وهي ميزة قدمتها أبل لمستخدمي تلك الهواتف بصحبة تحديث iOS 17.2.
فريق موقع theverge أشار إلى أن تجربة المحتوى الاتجاهي كانت ثرية، وتُشعر المستخدم بأنه جزء من البيئة الواقعية التي تظهر أمامه في هذا المحتوى، إلا أن دانا وولمان من موقع engadget قالت إنها كانت تشعر بأنها "ما زالت مجرد مشاهدة لهذا المحتوى، لأنه لا يمكن لأي شخص بداخله أن يشاهدها أو يتحدث ويتفاعل معها".
وأوضحت فيكتوريا سونج من فريق theverge، أن مشاهدة المحتوى لفترة طويلة، خاصة إن كان مصوراً في وضع الحركة، قد يؤدي إلى حالة من الغثيان نتيجة ثبات جسم مرتدي النظارة، ومشاهدته لمحتوى متحرك قريب من عينيه أو ما يعرف بـ VR Sickness.
تجربة التصفح والكتابة
لم تكن تجربة التفاعل والكتابة هي الأفضل لدى المحررين، ولكنهم اتفقوا على أن نظام أبل لتتبع حركة العينين واليدين كان مبهراً من حيث الدقة.
بعض المحررين في theverge أشاروا إلى أنهم استغرقوا بعض الوقت للتأقلم مع التحكم بحركة الأصابع، لأنه عند الكتابة يمكن توجيه النظر إلى الزر المطلوب الضغط عليه، ومن ثم الضغط لمرة واحدة بإصبعي السبابة والإبهام معاً في الهواء للكتابة، وكذلك هناك ضرورة للضغط مرتين متتاليتين بهذين الإصبعين لاختيار الضغط على أيقونة معينة أو تفعيل الكتابة في حقل نصوص، وغيرها من عناصر أخرى في واجهة الاستخدام يحتاج المستخدم للضغط عليها.
وعند الكتابة داخل نظارة أبل هناك 4 خيارات: توجيه النظر تجاه زر لوحة المفاتيح الافتراضية؛ ومن ثم الضغط بإصبعي السبابة والإبهام، وكذلك هناك إمكانية للكتابة بحركة أصابع اليدين كما هو الحال مع لوحة المفاتيح الحقيقية، أما الخيار الثالث، فيتمثل في استخدام سيري للكتابة بالصوت، وأخيراً تأتي القدرة على استخدام لوحة مفاتيح لاسلكية بتوصيلها بالنظارة عبر البلوتوث.
ووجد بعض المستخدمين أن الكتابة على لوحة مفاتيح افتراضية أمراً ليس عملياً، خاصة وأن أبل تروج للنظارة بأنها تستهدف جميع الأغراض من تسلية، وعمل، ودراسة، ولكن مع وجود صعوبة بعض الشيء في الكتابة، ذلك سينقص من عمليتها في كتابة المستندات وتحريرها، وتدوين رسائل البريد الإلكتروني.
مزايا وعيوب Vision Pro
قدمت أبل محتوى متنوع للمحررين، بداية من تجربة ما تطلق عليه Apple Immersive Video، والذي يضع المستخدم في قلب محتوى بعناصر افتراضية تتجول حول المستخدم في بيئته الحقيقية أمام عينيه، وكان منها تجربة حضور حفل افتراضي للمغنية أليشيا كيز داخل الغرفة المعدة من جانب أبل.
ووضعت تجربة Prehistoric Planet المحررين في عالم مفتوح في عصور ما قبل التاريخ، بظهور أطفال يلعبون الكرة، وفجأة يُطل قطيع ضخم من وحيد القرن يتجه نحو المستخدم، ويقترب منه لدرجة تجعل مرتدي النظارة قادر على رؤية أدق تفاصيل ملمس جلودها.
كما عرضت أبل تجربة ثرية مع تطبيق "ديزني بلس"، والذي يسمح للمستخدم باختيار عالم افتراضي يشاهد داخله المحتوى الذي يختاره، وكأنه يصمم دار عرض سينمائي بالطابع المفضل من عدة اختيارات متاحة، وهو ما وصفه بعض المحررين بأنه أقرب لتجربة دخول ديزني لاند بالسيارة.
أغلب المحررين كان الانطباع العام لديهم بأن نظارة أبل ستكون مناسبة للحصول على تجربة ممتعة لمشاهدة المحتوى الترفيهي والألعاب، ولكنهم لم يفضلوها كأداة تستخدم للعمل بشكل يومي ولفترات طويلة، فبعضهم اشتكى من إرهاق في العين والرأس، خاصة خلال ارتداء النظارة لفترة طويلة مع وجود شاشة دقتها 4K على مقربة مباشرة من العينين، بينما كانت الشكوى الثانية تتعلق بثقل الوزن الذي يشعر به المستخدم على رأسه ورقبته خلال ارتداء النظارة واستخدامها لمدة نصف الساعة.