أثارت صور مزيفة لنجمة البوب تايلور سويفت، قلق العالم من الذكاء الاصطناعي، الخميس، بعدما انتشرت الصور المزيفة والتي كان أغلبها إباحية، على عدد من منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "إكس"، وبينما أعرب البيت الأبيض عن قلقه، أعلنت شركة مايكروسوفت، التحقيق في الحادث.
واعتمد إنشاء الصور المزيفة على عدد من تطبيقات وخدمات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي، ومنها خدمة مايكروسوفت للتصميم Microsoft Designer، والتي زودتها الشركة أخيراً بدعم النموذج الأحدث DALL-E 3 لإنشاء الصور عبر الأوامر النصية.
وبحسب موقع 404Media، فإن خدمة مايكروسوفت كانت من أهم الأدوات التي تم الاعتماد عليها في تزييف تلك الصور، إذ تم التأكد من ذلك من خلال مجموعة دردشة على تطبيق تليجرام، من المتوقع أن تكون الصور المفبركة الإباحية خرجت منها.
المتحدث باسم مايكروسوفت، في بيان إلى الموقع، إن مايكروسوفت تحقق في مدى حقيقة استخدام خدمتها للتصميم في تزييف الصور، لافتاً إلى أن الشركة بادرت إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة.
ووصف مدير مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، خلال لقاء تلفزيوني مع برنامج NBC Nightly News، يُبث الثلاثاء، الصور المزيفة، بأنها صادمة ونذير خطر، مشيراً إلى أن الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي مثل مايكروسوفت، لا بد أن تتخذ تدابير وإجراءات وأدوات تضمن استخدام خدماتها بشكل آمن، ويحافظ على خصوصية الجميع.
الشبكات الاجتماعية حاولت مواجهة الانتشار الكبير لصور نجمة البوب الأميركية، بعد أن وصلت إحدى الصور إلى 47 مليون مستخدم على منصة "إكس"، قبل حذفها، وحظر الحساب الذي نشرها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وحظرت شبكة "إكس" البحث عن اسم تايلور سويفت باللغة الإنجليزية، إذ لا تظهر أي نتائج على المنصة.
لكن موقع "ذا فيرج" أشار إلى أنه يمكن بسهولة التحايل على هذا الحظر، من خلال إضافة علامات التنصيص "" إلى بداية ونهاية الاسم، أو حتى إضافة حرف أو رمز في الاسم، يصبح من السهل الحصول على نتائج، ولكن الصور المفبركة لا تظهر.
وحظرت منصتا إنستجرام وثريدز، وصول المستخدمين إلى الصور من خلال حظر البحث بكلمة Taylor Swift AI، بينما تسمحان بالبحث باسم المغنية منفرداً.
ويظهر على المنصتين، رسالة توضح أن ما يبحث عنه المستخدم مرتبط بمؤسسات أو أفراد يرتكبون أفعالاً خطيرة محظور نشرها.
البيت الأبيض عبر عن قلقه البالغ بشأن الصور المفبركة، وشدد على أن الشبكات الاجتماعية عليها دور كبير في التصدي لانتشار مثل تلك الصور.
وأكدت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، أن الكونجرس عليه سن تشريع جديد يواجه خطر انتشار مثل تلك الصور، معتبرة أن ضعف التشريعات المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في إنشاء الصور، دائماً ما يؤثر بشكل مباشر على أمان المرأة على الإنترنت.
تزييف عميق
وتقنية التزييف العميق ليست جديدة، إذ ظهر هذا المصطلح في 2017، عندما نشر مستخدم يحمل حسابه اسم deepfake على منصة ريديت بعض الفيديوهات والصور المفبركة، من خلال تقنية أطلق عليها الاسم نفسه، طورها عبر خوارزمية برمجية ذكية، تسمح بالتعديل في المحتوى المصور من صور وفيديوهات ليظهر فيها الشخص يقول أو يفعل أشياء وعبارات ليست حقيقية.
وتطورت دقة أساليب التزييف العميق مع موجة تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي تسارعت وتيرة تطورها منذ عام 2022، وشهدت نماذج الذكاء الاصطناعي التي تصنع الصور والفيديوهات بواسطة الأوامر النصية طفرة كبيرة، العام الماضي، إذ شهد العالم صوراً مزيفة للعديد من المشاهير والسياسيين، مثل بابا الفاتيكان، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى جانب استخدام بصمات وجوه عدد كبير من المشاهير لترويج منتجات مزيفة، وكانت من بينهم سويفت.
من المتوقع أن يشهد العام الجاري، زيادة مطردة في جرائم الاحتيال الإلكتروني وترويج الشائعات باستخدام تقنية التزييف العميق اعتماداً على الذكاء الاصطناعي.
وتوقعت شركتا "مكافي" و"تريند مايكرو" لأمن المعلومات، أن يشهد العالم موجة عارمة من استخدام وجوه المشاهير والشخصيات العامة في فيديوهات وصور مزيفة، بالتزامن مع أحداث مهمة مثل إجراء الانتخابات الرئاسية في عدد من دول العالم، وعقد دورة الألعاب الأولمبية في فرنسا.