وقعت الولايات المتحدة وبريطانيا اتفاقاً تاريخياً بشأن اختبار سلامة الذكاء الاصطناعي، لتصبح الحليفتان أول دولتين تتعاونان رسمياً بشأن معرفة كيفية تقييم المخاطر الناجمة عن نماذج الذكاء الاصطناعي الناشئة، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
ووُقع الاتفاق، الاثنين، من قبل وزيرة التعليم البريطانية، ميشيل دونيلان، ووزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، إذ يحدد الاتفاق طريقة جمع المعارف والمعلومات والكفاءات بمجال السلامة في الذكاء الاصطناعي.
وقالت دونيلان: "العام المقبل هو الوقت الذي يتعين علينا فيه التحرك بسرعة، لأن الجيل المقبل من نماذج الذكاء الاصطناعي سيظهر، ما قد يغير مجريات الأمور. ونحن لا نعرف بعد مدى القدرات التي ستقدمها".
وأضافت: "حقيقة أن الولايات المتحدة، وهي قوة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، توقع هذا الاتفاق معنا، توضح الكثير عن ريادتنا في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي".
وأضافت الوزيرة أن خبرة الحكومة الأميركية تمثل عاملاً أساسياً في فهم مخاطر الذكاء الاصطناعي وحمل الشركات على الوفاء بالتزاماتها، نظراً لتواجد العديد من شركات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً في الولايات المتحدة حالياً.
وأكدت دونيلان أن بريطانيا "لم تخطط لتنظيم الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع على المدى القريب، بسب التطور السريع لهذه التكنولوجيا، على الرغم من إجراء أبحاث حول سلامة الذكاء الاصطناعي".
ولفتت دونيلان إلى أنها وريموندو خططتا لمناقشة التحديات المشتركة، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي على الانتخابات المقبلة خلال العام الجاري.
بدورها، قالت ريموندو إن الذكاء الاصطناعي هو "التكنولوجيا التي تميز جيلنا"، مضيفة: "هذه الشراكة ستعمل على تسريع عمل كلا معهدينا على مجموعة كاملة من المخاطر، سواء التي تهدد أمننا القومي أو مجتمعنا الأوسع نطاقاً".
وتابعت: "شراكتنا توضح أننا لا نتهرب من هذه المخاوف، بل نركض نحوها. وبفضل تعاوننا، ستكتسب معاهدنا فهماً أفضل لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وستجري تقييمات أكثر قوة، وستصدر إرشادات أكثر دقة".
أول تعاون بمجال السلامة في الذكاء الاصطناعي
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الاتفاق، يعد أول تعاون ثنائي في مجال السلامة في الذكاء الاصطناعي في العالم، ويأتي في وقت تسعى فيه الحكومات إلى تعزيز تنظيم المخاطر الوجودية الناجمة عن التكنولوجيا الجديدة، مثل استخدامها في الهجمات السيبرانية الضارة أو تصميم الأسلحة البيولوجية.
ولفتت إلى أن الاتفاق سيُمكن على وجه التحديد، معهد سلامة الذكاء الاصطناعي البريطاني الجديد، الذي أُنشئ في نوفمبر الماضي، ونظيره في الولايات المتحدة، والذي لم يبدأ أعماله بعد، من تبادل الخبرات من خلال انتداب الباحثين من كلا البلدين.
وسيتعاون المعهدان أيضاً، في طريقة التقييم المستقل لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة التي أنشأتها شركات مثل OpenAI وGoogle.
وأضافت الصحيفة أن الشراكة صُممت على غرار شراكة بين مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية GCHQ ووكالة الأمن القومي الأميركية، اللتين تعملان معاً بشكل وثيق في الأمور المتعلقة بالاستخبارات والأمن.
ويتناقض هذا الموقف مع دول ومناطق أخرى، حيث أقر الاتحاد الأوروبي قانون الذكاء الاصطناعي، والذي يعد النظام الأكثر صرامة فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في العالم.
كما أصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمراً تنفيذياً يستهدف نماذج الذكاء الاصطناعي التي قد تهدد الأمن القومي، في حين أصدرت الصين مبادئ توجيهية تهدف إلى ضمان عدم تعارض التكنولوجيا مع نظام الرقابة القائم منذ فترة طويلة.