يشهد المجتمع الصيني ارتفاعاً ملحوظاً في الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي و"هولوجرام"، لإنشاء نسخ رقمية من الموتى، لاستشعار وجودهم في ذكراهم السنوية.
بحسب صحيفة جارديان، فإن مستخدمي الإنترنت في الصين يمكنهم إنشاء نسخة رقمية من أقاربهم وأحبائهم الراحلين، مقابل 20 يواناً فقط، أي ما يعادل 2.76 دولار، وذلك تزامنًا مع احتفال "كنس المقابر Qingming" الصيني.
الأمر وصل إلى مستوى قياسي عندما قضى المغني التايواني، Bao Xiaobo، عام كامل مع تجارب الذكاء الاصطناعي، لتصميم مقطع فيديو لابنته، التي توفت في 2022، تغني فيه أغنية معايدة لوالدتها في عيد ميلادها، وذلك اعتمادا على تسجيل صوتي لابنته مكون من ثلاث جُمل باللغة الإنجليزية.
أشارت إحدى الإحصائيات إلى أن سوق إنشاء النسخ الرقمية للبشر في الصين وصلت قيمتها إلى 12 مليار يوان في 2022، ومن المتوقع نموها بمعدل 4 أضعاف بحلول 2025.
وتعد أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت العجلة للأمام داخل الشركات الصينية التقنية تجاه تطوير تقنيات "الأفاتار"، هو اتجاه المؤثرين الصينيين، الذين حققوا مبيعات في 2023 وصلت قيمتها إلى 5 تريليونات يوان، نحو إنشاء نسخ رقمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لضمان استمرارهم في ترويج المنتجات دون توقف، على مدار الساعة.
تأتي شركة SenseTime الصينية ضمن رواد سوق تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث فاجأت الشركة موظفيها في الاجتماع السنوي العام للشركة مطلع العام الجاري برسالة من مؤسسها، تانج شياو، تقول: "العام الماضي كان صعباً، ولكني مؤمن بأن الأشياء الصعبة ستمر"، وذلك عقب صدمة وفاته في منتصف ديسمبر من العام الماضي.
الرسالة كان يقدمها المجسم الرقمي لشياو، والمطور بالذكاء الاصطناعي اعتماداً على نموذج لغوي ضخم مدرب على صوت ومظهر المؤسس الراحل من مقاطع فيديو مصورة وتسجيلات بصوته.
الشخصيات الرقمية
أشار أحد المطورين بشركة تقدم خدمات إنشاء الشخصيات الرقمية، عبر منشور على منصة ويبو، إلى أنه ساعد حوالي 600 أسرة للاجتماع بالمقربين منهم ممن وافتهم المنية، وذلك خلال العام الجاري فقط.
والأمر لم يتوقف فقط عند إحياء الأسر للراحلين من أقاربهم، حيث حاول بعض محبي المغني الصيني الشاب، تشياو رينليان، إحياء ذكرى وفاته الثامنة هذا العام، من خلال استخدام بعض الفيديوهات القديمة الخاصة به لإنشاء نسخة رقمية منه، وتوجيه رسالة مصورة إلى جمهوره بصوته يقول خلالها: "في الحقيقة، أنا لم أغادر أبداً".
ولكن الأمر جاء مؤلماً لعائلة تشياو، والتي وصفت المقطع المصور بأنه مؤلم للغاية، مؤكدين أن إنشاءه لم يتم بموافقتهم.
بعض المحامين في الصين، بحسب جارديان، أكدوا أن هذا الشكل من الاستخدامات للذكاء الاصطناعي يجب حظره بشكل كامل، لما له من تأثيرات سلبية ومضرة بشكل بالغ على السلامة النفسية لعائلات الراحلين.