إنتل تستعد لطرح شرائح للذكاء الاصطناعي في السوق الصيني

time reading iconدقائق القراءة - 5
معالج إنتل Gaudi-3 لتطبيقات الذكاء الاصطناعي - Intel
معالج إنتل Gaudi-3 لتطبيقات الذكاء الاصطناعي - Intel
القاهرة-الشرق

تعتزم شركة إنتل، طرح شرائح إلكترونية موجهة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في السوق الصيني، على أن يتم التأكد من توافق معاييرها وأدائها للقيود المفروضة من الحكومة الأميركية، على الشرائح المُباعة إلى الصين.

وبحسب تقرير نشره موقع The Register، الشرائح الجديدة ستكون إصدارات مخصصة للسوق الصيني من معالج إنتل الأحدث Gaudi-3، والذي كشفت عنه الشركة الأميركية مطلع أبريل الجاري.

المعالج المحدث سيصبح متاحاً على نطاق واسع في الربع الثالث من العام الحالي، حسبما قالت إنتل خلال فعالية إطلاقه في التاسع من أبريل، إذ تم تصميم الشريحة لتحسين الأداء في مجالين رئيسيين، الأول: المساعدة على تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي- وهي عملية تتضمن إغراقها بالبيانات- والثاني: تشغيل البرنامج النهائي.

وفقاًَ لتقييم إنتل، سيكون معالج Gaudi-3 أسرع وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة من "إتش 100"، وتقول الشركة المصنعة للرقائق إنها ستقوم بتدريب أنواع معينة من نماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة أكبر بمقدار 1.7 مرة، وستكون أفضل بـ 1.5 مرة في تشغيل البرنامج، وإن المنتج سيكون مكافئاً تقريباً لمعالج "إتش 200" وهو الأحدث لدى Nvidia، وسيقدم أداءً أفضل قليلاً في بعض المناطق، وأقل قليلاً في مناطق أخرى.

وأكدت إنتل، ومقرها سانتا كلارا، بكاليفورنيا، أنها لا تستطيع تقديم مقارنات مع شرائح "بلاكويل"، التي تعتزم Nvidia طرحها، حتى تصبح هذه المنتجات متاحة للجمهور.

والشرائح القادمة من إنتل إلى السوق الصيني تتضمن شريحتين، وهما HL-328، وHL-388، وستطرحان في يونيو وسبتمبر على الترتيب.

إصدار صيني

السوق الصيني يعد الأكبر عالمياً من حيث استهلاكه للشرائح، فطلب الشركات الصينية من شرائح Nvidia يشكل 20% إلى 25% من حجم مبيعات الشركة من شرائحها الذكية لمراكز البيانات الضخمة، والتي تشكل ركناً رئيسياً من أركان صناعة وتدريب النماذج الذكية.

حجم الطلب الضخم جعل الشركات الأميركية تحاول بكل الطرق الممكنة تحقيق المعادلة الصعبة، عبر تقديم شرائح بأداء متواضع التزاماً بالقيود الأميركية، وفي نفس الوقت يلبي احتياجات العملاء في الصين، ولكن المعادلة لم تتحقق.

فمثلا، حظرت واشنطن بيع شرائح Nvidia المتطورة A100 وH100 في الصين، وحتى الشرائح التي طورتها الشركة خصيصاً لتلبية احتياجات الشركات الصينية مع الذكاء الاصطناعي، A800 وH800، تم كذلك حظر بيعها بقرارات أميركية، في أكتوبر الماضي، والتي حُظر بمقتضاها بيع بطاقة رسوميات RTX 4090.

واضطرت Nvidia إلى طرح إصدار مختلف، يناير الماضي، من بطاقة رسومياتها الشهيرة RTX 4090 تحت مسمى RTX 4090D، موجهاً للسوق الصيني، بإمكانيات أقل من البطاقة الأصلية بمعدل 5%، فعدد أنوية الإصدار الصيني 14592 نواة، وذلك أقل بشكل ملحوظ عن عدد أنوية الإصدار الأساسي، والذي كان يبلغ 16384 نواة

وضعت القيود الأميركية على صادرات الشرائح إلى الصين، عوائق أمام مبيعات الشركات المصنعة للرقائق في بكين، حيث تجبر تلك الشركات على تقديم إصدارات ذات إمكانيات منخفضة للغاية مقارنة بالشرائح الأصلية، مما يتسبب في تخلي الشركات الصينية عن شراء الشرائح الأميركية، واللجوء إلى البدائل المحلية.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن كبرى الشركات الصينية للخدمات السحابية، مثل "علي بابا"، و"تينسنت"، والتي كانت تختبر نماذج شرائح نفيديا التجريبية الموجهة للسوق الصيني منذ نوفمبر الماضي، أعربت عن عدم رضاها عن مستوى أداء النماذج، مشيرة إلى أنها ستخفض من الطلبات المستهدف شراءها من شرائح الشركة الأميركية.

وضيّق الخفض المستمر لقدرات وإمكانيات شرائح Nvidia الفجوة في الأداء بينها وبين الشرائح المُصنعة محلياً في الصين، مما جعل الأخيرة أكثر جذباً للشركات الكبرى، وذلك نتيجة تقارُب الأداء وانخفاض التكلفة.

مواجهة صعبة

وكي تنجح إنتل في السوق الصيني أمام البدائل المحلية التي أثبتت كفاءة في مواجهة الشرائح الأميركية، ستحتاج إلى تقديم شرائح أقوى أو على الأقل تضاهي الأداء المُقدم من شرائح شركات صينية، مثل هواوي، والتي أدركت الشركات الصينية أن أداء شريحتها Ascend 910B، التي قدمتها في 2023، يتفوق على أداء معالج إنفيديا (H20)، وكذلك يضاهي شريحة A100.

وجذبت شريحة هواوي للذكاء الاصطناعي عملاء من كبرى الشركات الصينية، فشركة تشاينا تيليكوم اشترت شرائح من الشركة بقيمة 390 مليون دولار في أكتوبر الماضي، بينما دفعت شركة تشاينا يونيكوم، 20 مليون دولار، في 2022 لتحصل على شرائح العملاق الصيني، إلى جانب شراء شركة بايدو، 1000 شريحة، إضافة  إلى طلبات من عدد من الهيئات الحكومية الصينية.

وأوضح تقرير "وول ستريت جورنال" أن هواوي، تستهدف طرح شرائح جديدة للذكاء الاصطناعي، بحلول النصف الثاني من العام الجاري.

تصنيفات

قصص قد تهمك