سياتل/ القاهرة-رويترزالشرق
أطلقت شركة مايكروسوفت إصدارات جديدة من أجهزة الحواسيب الشخصية المزودة بميزات الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي تسارع فيه إلى دمج تلك التكنولوجيا الناشئة في خدماتها وأجهزتها الحاسوبية الذكية، والتنافس مع أبل، وجوجل التابعة لشركة ألفابت.
وفي مؤتمر بمقر الشركة في ريدموند بواشنطن، الاثنين، قدم الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا ما أسمته مايكروسوفت أجهزة الكمبيوتر الشخصي "كوبايلوت+" Copilot Plus PCs، قائلاً إنها "جيل جديد من الحواسيب الشخصية المعتمدة في أدائها على الذكاء الاصطناعي، وستقدمها بالتعاون مع مجموعة من مصنعي الحواسيب، ومنهم آسوس، وآيسر، وسامسونج، ولينوفو، وديل، وسامسونج، وإتش بي".
وأطلقت مايكروسوفت الأجهزة الجديدة مع تداول أسهمها بالقرب من مستويات قياسية، بعد ارتفاع وول ستريت مدفوعة بتوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيعزز أرباح الشركة، ومنافساتها من شركات التكنولوجيا الكبرى.
ويمكن لهذه الأجهزة التعامل مع المزيد من مهام الذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى مراكز البيانات السحابية، وسيبدأ سعرها من 1000 دولار تقريباً، وشحنها في 18 يونيو.
جيل الذكاء الاصطناعي
تعتمد أجهزة Copilot+ PC بشكل رئيسي على مجموعة من المعالجات المتطورة من تصنيع شركات كوالكوم، وإنتل، وAMD، والمدعومة بوحدات معالجة عصبية متطورة NPU، بإمكانها إنجاز التريليونات من المهام الحاسوبية في الثانية الواحدة.
والبداية ستكون مع عائلة معالجات كوالكوم الجديدة للحواسيب الشخصية، وهي معالجات Snapdragon X Elite، وSnapdragon X Plus، والتي كشفت عنها كوالكوم في أكتوبر الماضي.
ويقدم معالج Snapdragon X Elite، أداءً رائداً مدعوماً بما يصل إلى 12 نواة، وتصل تردداتها إلى 3.8 جيجاهيرتز، ويقدم قوة حاسوبية أعلى بمعدل الضعف مقارنة بمعالجات المنافسين، وذلك اعتماداً على إصدارات متطورة من أنوية معالج البيانات من نوع Oryon.
أما على مستوى التعامل مع الرسوميات، فإن الجيل الجديد من وحدة "أدرينو" لمعالجة الجرافيكس، فستقدم أداءً أفضل مرتين من المعالجات بمعمارية بناء x86، إضافة إلى أن وحدتها للمعالجة العصبية Hexagon NPU تتيح لها إتمام المهام باستخدام الذكاء الاصطناعي بكفاءة، وسرعة أعلى بمعدل 4.5 مرة مقارنة بالمنافسين.
وبينت كوالكوم أن معالجها الجديد "سيفتح المجال أمام حواسيب شخصية قادرة على العمل لأيام دون الحاجة إلى شحن بطارياتها"، مع تزويدها بالقدرة على الاتصال بشبكات الجيل الخامس، وبالتالي لن يكون الاعتماد فقط على الواي فاي للاتصال بالإنترنت لاسلكياً.
وأشارت مايكروسوفت إلى أنها تتعاون أيضا مع شركتيّ إنتل، وAMD لطرح حواسيب ضمن فئة حواسيب الذكاء الاصطناعي، اعتماداً على عائلات معالجاتهما الجديدة Lunar Lake، وStrix، وبطاقات رسوميات Nvidia GeForce RTX، وAMD Radeon.
مزايا جديدة
سيتيح الذكاء الاصطناعي على متن حواسيب Windows الجديدة مستوى جديد من المزايا التي تسهل على المستخدم تفاعله اليومي مع حاسوبه، حيث عرضت مايكروسوفت ميزة تسمى "ريكول Recall"، والتي هي أشبه بذاكرة فوتوغرافية تحتفظ بكل ما يحدث، ويظهر على شاشة الحاسوب، من فتح ملفات أو مواقع ويب أو تطبيقات، بحيث يتم ترتيبها جميعاً في الإطار الزمني الخاص باستخدام الحاسوب، وبالتالي يمكن العودة لأي منها في أي وقت.
كما طورت الشركة إعدادات للتحكم في الميزة، حيث يمكن للمستخدم إيقافها عبر زر مثبت في شريط المهام، إلى جانب إمكانية اختيار عدد من التطبيقات والمواقع لإيقاف عملية التسجيل خلال استخدامها.
وكشفت الشركة أيضاً أن جيلاً جديداً من مساعدها الصوتي Copilot، وهو Copilot+، سيكون مدعوماً بأحدث إصدار من نماذج الذكاء الاصطناعي المطورة من شركة OpenAI، وهو GPT-4o والذي أطلقته الأسبوع الماضي، مما سيزود المستخدم بإمكانيات فائقة في التعامل مع النصوص والصور، وكذلك مستوى جديد كلياً للتفاعل الصوتي.
كما زودت مايكروسوفت الجيل الجديد من حواسيب Windows بمزايا لإنشاء وتحرير الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي داخل تطبيقيّ الرسّام Paint، وتصفح الصور Photos، بحيث يمكن للمستخدم إنشاء الصور عبر الأوامر النصية، أو تحرير الصور عبر تغير نمط تصميمها وأسلوب رسمها، وكذلك حذف وإضافة العناصر إليها، إلى جانب إمكانية التحكم في خلفيات الصور عبر التعديل عليها أو تغييرها كلياً.
سيحصل مستخدمو أجهزة Copilot+ PC أيضا على ميزة Live Captions، والتي تقدم للمستخدم ترجمة فورية لأي محتوى من مكالمات فيديو أو منصات تشغيل مقاطع فيديو، سواء عبر الإنترنت أو دونه، وذلك من أكثر من 40 لغة إلى اللغة الإنجليزية، مما يسهل التواصل بين المستخدمين واستفادتهم من المحتوى المتنوع بغض النظر عن عائق اختلاف اللغات، إلا أن تلك الميزة لم تكشف الشركة ما إذا كانت ستطورها مستقبلاً لتدعم الترجمة بين اللغات المختلفة، وخاصة اللغة العربية.
وقال يوسف مهدي، الذي يرأس التسويق الاستهلاكي في مايكروسوفت، إن الشركة تتوقع شراء 50 مليون جهاز كمبيوتر شخصي، يعمل بالذكاء الاصطناعي خلال العام المقبل.
وتفيد بيانات لشركة الأبحاث جارتنر بأن شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية العالمية انخفضت بنحو 15% إلى 242 مليون جهاز في العام الماضي، مما يشير إلى أن مايكروسوفت تتوقع أن تمثل الفئة الجديدة من أجهزة الكمبيوتر نحو خمس إجمالي أجهزة الكمبيوتر المباعة.
وقال المسؤولون التنفيذيون في مايكروسوفت أيضاً إن GPT-4o، أحدث نسخ روبوت الدردشة الذائع الصيت ChatGPT، الذي طورته شركة OpenAI ستكون متاحة "قريباً" كجزء من Microsoft Copilot، برنامج الدردشة الآلي التابع للشركة.
أجهزة لوحية ومحمولة
طرحت مايكروسوفت أيضاً جيلاً جديداً من أجهزة الكمبيوتر اللوحي Microsoft Surface Pro، والمحمول Microsoft Surface Laptop، التي تتميز بشرائح كوالكوم، وكشفت الشركة عن هذه التقنيات الجديدة قبل يوم واحد من بدء مؤتمرها السنوي للمطورين.
وكانت OpenAI، المدعومة من مايكروسوفت، هي وجوجل التابعة لألفابت قد عرضتا الأسبوع الماضي تقنيات ذكاء اصطناعي متنافسة يمكنها الاستجابة عبر الصوت في الوقت الفعلي ويمكن مقاطعتها، وكلاهما من السمات المميزة للمحادثات الصوتية الواقعية التي استعصت على خدمة المساعد الصوتي التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وأعلنت جوجل أيضاً أنها ستطرح العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي على محرك البحث المربح الخاص بها.
وتعرضت صناعة أجهزة الكمبيوتر لضغوط متزايدة من أبل منذ أن أطلقت الشركة شرائحها المستندة إلى تصميمات من شركة (آرم) وتخلصت من معالجات إنتل، ومنحت المعالجات التي صممتها أبل لأجهزة الكمبيوتر الشخصية (ماك) عمراً فائقاً للبطارية، وأداءً أسرع من شرائح المنافسين التي تستخدم المزيد من الطاقة.
تصنيفات
