القاهرة-محمد عادل
تسابق ميتا، غيرها من شركات التقنية نحو الدخول في علاقات تعاون مع أطراف متنوعة لإثراء وجودهم داخل سوق الذكاء الاصطناعي، بداية من شركات الإنتاج في هوليوود، وصولاً إلى شركات تطوير روبوتات الدردشة.
تعد الشركة الأميركية من أهم المنافسين في سوق تطوير خدمات وأدوات الذكاء الاصطناعي، فمؤخراً قدَّمت مساعدها الذكي Meta AI، والذي ينافس منصات مثل Gemini من جوجل، وChatGPT من شركة OpenAI، إلى جانب دمج مساعدها داخل شبكاتها وتطبيقاتها مثل: واتساب، وماسنجر، وفيسبوك، وإنستجرام.
وتتنافس حالياً، ميتا مع شركة ألفابت، مالكة جوجل، لعقد شراكات مع استوديوهات هوليوود الكبرى، بشأن ترخيص استخدام المحتوى الدرامي والسينمائي، لتطوير أداء برامج توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، وفقاً لبلومبرج.
وتعمل الشركتان على تطوير تقنية يمكنها إنشاء مشاهد واقعية من نص مكتوب، وقد عرضتا عشرات الملايين من الدولارات للتعاون مع الاستوديوهات، كما تجري شركة OpenAI، المدعومة من مايكروسوفت، محادثات مماثلة.
وأطلقت جوجل، وOpenAI محركها الخاص لتحويل الأوامر النصية إلى مشاهد متحركة، وهما Veo، وSora، على الترتيب.
استخدام الذكاء الاصطناعي
تسعى استوديوهات هوليوود إلى استكشاف طرق استخدام الذكاء الاصطناعي، لتقليل تكاليفها الإنتاجية، مع الحرص على حماية أعمالها من السرقة، وبالتالي فهي حذرة من تسليم أفلامها وبرامجها التلفزيونية لشركات التكنولوجيا دون سيطرة على كيفية استخدام هذا المحتوى.
بدورها، طالبت النجمة الأميركية سكارليت جوهانسون شركة OpenAI بوقف استخدام صوت Sky، والذي يشبه صوتها، والذي استخدمته لتشغيل منصة ChatGPT للتواصل الصوتي مع المستخدمين، بعد رفض الفنانة عرض الشركة للتعاون معها لهذا الغرض.
تتضمن الصفقات مبالغ مالية كبيرة، فقد وافقت شركة "نيوز كورب"، المالكة لصحيفة وول ستريت جورنال، ووسائل إعلام أخرى، على السماح لشركة OpenAI باستخدام محتوى 12 من إصداراتها في صفقة تتجاوز قيمتها 250 مليون دولار على مدى خمس سنوات.
كذلك، أبدت شركة "وارنر بروس ديسكفري"، استعدادها لترخيص بعض برامجها لتدريب النماذج، ولكن فقط لبعض الأقسام، وليس لمكتبتها بالكامل، في حين أن شركتي والت ديزني، ونتفليكس لم تكونا مستعدتين لترخيص محتواهما لهذه الشركات، ولكن أعربتا عن اهتمامهما بأنواع أخرى من التعاون.
وتثير قدرات نماذج إنشاء الفيديوهات حماسة وقلقاً في هوليوود في نفس الوقت، حيث إن تلك النماذج ستساعد الكتاب والمصورين والمخرجين على وضع رؤية بصرية أوضح للعمل الفني، وتصوير المشاهد دون الحاجة إلى التصوير من الأساس، كذلك ستسهم تلك النماذج في تقديم مشاهد أكثر واقعية تُستخدم في المحتوى، دون الحاجة لتحمل تكاليف إنتاج ضخمة.
أما عن القلق، فقد نظَّم الممثلون والكتاب إضراباً استمر لأشهر العام الماضي، خوفاً من تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائفهم.
ويشعر مديرو شركات الإنتاج في هوليوود بالقلق من أن تؤدي محادثات الترخيص إلى توتر بين الاستوديوهات وشركائهم المبدعين، فعلى سبيل المثال، تعتقد الاستوديوهات أن لديها حقوق ترخيص فيلم تمتلكه لشركة ذكاء اصطناعي.
ولكن إذا استخدمت تلك الشركة الفيلم لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على وجه أو صوت ممثل في ذلك الفيلم، فإن الممثل سيرغب أيضاً في الحصول على فرصة للموافقة على ذلك أو رفضه، وقد أبرم بعض الممثلين بالفعل صفقات مع شركات الذكاء الاصطناعي.
ولدى عملاقي التقنية، جوجل، وميتا، تجارب سابقة في الشراكة مع النجوم وشركات الإنتاج، حيث أطلقت ميتا نهاية العام الماضي مجموعة من روبوتات الدردشة التي تتقمص شخصيات مشاهير مثل باريس هيلتون، وسنوب دوج، كذلك خرجت تقارير العام الماضي تشير إلى أن جوجل جمعها تعاون مع شركة الإنتاج الموسيقي يونيفرسال ميوزك جروب، للسماح بتجربة استخدام أغاني نجوم الفنانين لإنشاء أغنيات جديدة باستخدام نماذج جوجل الذكية.
روبوتات أذكى
في نفس الوقت تتنافس ميتا مع الوافد الجديد لسوق الذكاء الاصطناعي، وهو شركة xAI التابعة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، للتوصل إلى اتفاق مع شركة Character.ai، المتخصصة في صناعة روبوتات الدردشة، بحسب فاينانشيال تايمز.
وفقًا لأربعة مصادر مطلعة على المفاوضات، فقد دخلت ميتا مناقشات أولية مؤخراً حول التعاون مع Character.ai، التي تستخدم نماذج اللغة الكبيرة لتوليد محادثات بأساليب أكثر بشرية متقمصة شخصيات مختلفة.
ناقش الطرفان عمل كبار الباحثين فيهما بشكل وثيق في مبادرات مثل التدريب المسبق، وتطوير النماذج، وفقًا لبعض المصادر.
وقال مصدران مطلعان على المحادثات إن الشركة الناشئة، المدعومة من شركة رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون Andreessen Horowitz، أجرت أيضاً محادثات استكشافية مع xAI بشأن شراكة مماثلة، ومع ذلك، فإن هذه المحادثات لم تسفر عن أي صفقة حتى الآن.
تصنيفات
