تسابقت شركات إنفيديا، وإنتل، وكوالكوم، وAMD، عمالقة صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم، في مؤتمر كمبيوتكس 2024 السنوي للكشف عن منتجات جديدة، تقول الشركات إنها توفر مزايا قياسية للمستخدمين، والمطورين في سوق الذكاء الاصطناعي.
حرب سوقية طاحنة تخوضها الشركات الأربع للاحتفاظ بصادرة السوق، والريادة في القدرة على تلبية متطلباته في عصر الذكاء الاصطناعي.
منتجات إنفيديا الجديدة
وتصدرت "إنفيديا" المؤتمر التقني، المقام في تايوان، عبر عدد من المنتجات المتنوعة، من روبوتات برمجية بهيئة بشرية، ومساعد ذكي لعشاق ألعاب الفيديو، وصولاً إلى رقائق لمراكز بيانات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وشرائح موجهة لتشغيل حواسيب ويندوز الجديدة Copilot+ PC.
وأعلنت الشركة إتاحة خدمات Nvidia ACE لإنشاء وتطوير روبوتات دردشة ذكية، بهيئةٍ، وأسلوب تفاعل، أكثر بشرية، وذلك لخدمة الشركات العاملة في مجالات خدمة العملاء، والرعاية الصحية عن بُعد، والألعاب والترفيه.
وتتضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد البشر الرقميين، من NVIDIA ACE، المتاحة الآن، خدمات مثل التعرف التلقائي على الكلام، وتحويل النص إلى كلام منطوق، والترجمة الفورية، إلى جانب تحليل اللغات الطليعية، وفهم السياق، وإنشاء النصوص، وصولاً إلى تحريك ملامح الوجوه بشكل واقعي، بشكل يتماشى مع المقاطع الصوتية، مع توفير تصميم واقعي لجلد، وشعر الشخصيات الرقمية بهيئة أكثر بشرية.
وأضافت "إنفيديا" أيضاً إلى حزمة خدمات "إنفيديا آيس- NVIDIA ACE" خدمات توليد الحركات الجسدية، استناداً إلى المقاطع الصوتية، كما كشفت الشركة عن نموذج لغوي صغير، يحمل اسم Nemotron-3، مزود بقرابة 4.5 مليار متغير، يقدم دقة مماثلة للنماذج اللغوية الكبيرة التي تعمل في السحابة.
ويتوفر نموذج Nemotron-3 4.5B SLM الآن، بشكل محدود على مستوى عدد من حواسيب RTX AI PC.
Project G-Assist
واستعرضت الشركة Project G-Assist، وهو مساعد ذكي، مدعوم بوحدات معالجة الرسوميات RTX، والذي يوفر مساعدة لمستخدمي ألعاب الفيديو، حيث يمدهم بمعلومات، ومقترحات اعتماداً على تحليل سياق اللعب.
وتعتمد فكرة المشروع على تحليل مدخلات صوتية، أو نصية من اللاعب، بالإضافة إلى معلومات سياقية من شاشة اللعبة، بحيث تتم معالجة البيانات من خلال نماذج رؤية حاسوبية تستخدم الذكاء الاصطناعي.
وتعزز هذه النماذج الفهم السياقي والفهم الخاص بالتطبيق لنموذج لغة كبير (LLM)، مرتبط بقاعدة بيانات معرفية للعبة، ومن ثم تولد استجابة مخصصة تُقدم كنص أو صوت، لتساعد اللاعبين في الحصول على تجربة تفاعلية مميزة.
تتعاون Microsoft، وNVIDIA لمساعدة المطورين على جلب إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة إلى تطبيقات ويندوز الأصلية وتطبيقات الويب، وسيوفر هذا التعاون للمطورين واجهات برمجة التطبيقات للوصول، بسهولة، إلى نماذج لغة صغيرة مسرَّعة بواسطة وحدات معالجة الرسومات (SLMs)، بحيث تعمل بشكل فعَّال كجزء من واجهة Copilot Runtime في ويندوز.
وتوفر نماذج اللغة الصغيرة إمكانيات هائلة لمطوري ويندوز، بما في ذلك تلخيص وتوليد المحتوى، وأتمتة المهام.
ستكون القدرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مسرَّعة بواسطة وحدات معالجة الرسوميات RTX، بالإضافة إلى مسرَِعات الذكاء الاصطناعي من مصنعي الأجهزة الآخرين، مما يوفر للمستخدمين تجارب ذكاء اصطناعي سريعة عبر ويندوز، وستصل الواجهة البرمجية للمنصة إلى أيدي المطورين في وقت لاحق من العام الجاري.
ووعد مؤسس Nvidia والرئيس التنفيذي لها، جنسن هوانج، بأن تعمل شركته جاهدة على إطلاق إصدارات محدثة سنوياً من شرائحها الذكية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث سيصل جيل جديد من معالجات Blackwell الرائدة بحلول 2025، وستصل منصة ذكاء اصطناعي جديدة كلياً من الشركة في 2026، وستحمل اسم Rubin، وستستخدم شريحة HBM4، والتي تعد المكون الرئيسي لمنصة مسرعات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هوانج لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.
منتجات AMD الجديدة
من جانبها، كشفت AMD عن مجموعة من الرقائق الموجهة لعشاق الألعاب، وحواسيب ويندوز Copilot+ PC، إلى جانب مسرعات الذكاء الاصطناعي.
وأعلنت الشركة عن معالجات AMD Ryzen AI 300 Series الجديدة، والتي تقول إنها مزودة بأقوى وحدة معالجة عصبية (NPU) في العالم، لجعل الحواسيب الشخصية قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة محلياً، دون الحاجة إلى الإنترنت.
كما تقدم AMD معالجات AMD Ryzen 9000 Series الجديدة لأجهزة سطح المكتب، والموجهة بشكل رئيسي إلى جمهور اللاعبين وصناع المحتوى المحترفين.
تعتمد الوحدة العصبية الجديدة لمعالجات الشركة على بنية AMD XDNA 2 الجديدة، والمزودة بقدرة معالجة 50 تيرافلوب من قدرة المعالجة للذكاء الاصطناعي.
كذلك تعتمد هذه المعالجات على معمارية "Zen 5" الجديدة، والتي تستخدم ما يصل إلى 12 نواة عالية الأداء مع 24 مساراً لتمرير البيانات، إلى جانب ذاكرة عشوائية L3 على الشريحة، تقدم سعة 50% أكثر من معالجات "Zen 4" السابقة.
بالنسبة لأجهزة سطح المكتب، تمثل معالجات AMD Ryzen 9000 Series الجديدة خطوة مهمة للأمام، حيث تقدم للمستخدمين قوة حوسبة متقدمة وموثوقية. تعتمد هذه المعالجات على بنية "Zen 5" الأحدث، وتوفر أداءً أفضل بنسبة 16% مقارنة ببنية "Zen 4" لمعالجات Ryzen السابقة.
ومن المتوقع أن تتوفر معالجات Ryzen 9000 Series الجديدة على متن حواسيب في الأسواق، بحلول يوليو المقبل.
معالجات إنتل Lunar Lake
كذلك طرحت إنتل عائلة معالجاتها الجديدة للحواسيب الشخصية: "لونار لايك- Lunar Lake"، والتي اعتمدت في بنائها على تصميم جديد تماماً لشرائحها، والذي يضاعف حجم مسرّع الذكاء الاصطناعي بأكثر من ثلاثة أضعاف، ويزيد أدائه بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة بالجيل السابق، إلى جانب زيادة أداء وحدة المعالجة المركزية CPU بنسبة تصل إلى 14%، دون زيادة سرعة تردده، وكذلك ترقية أداء الرسوميات بنسبة 50%، وتحسين عمر البطارية بنسبة تصل إلى 60% مقارنةً بنموذج العام الماضي.
وكشف روب هالوك، مدير التسويق التقني في إنتل، أن الشركة قامت بتعديل كل جزء من الشريحة لتقديم هذا المستوى الفائق من الأداء، قائلاً: "المعالج الجديد سيتفوق أيضا على كوالكوم".
المعالج الجديد يتخذ تصميماً مختلفاً عن أجيال معالجات إنتل السابقة، فمعالجات "لونار لايك- Lunar Lake"، تأتي متضمنة داخلها رقاقة للذاكرة العشوائية، والتي تصل بخيارين 16 أو 32 جيجابايت من نوع ذاكرة LPDDR5X، دون الحاجة إلى إضافة شريحة ذاكرة عشوائية منفصلة، مما يقلل من استهلاك الطاقة لنقل البيانات عبر الشرائح بحوالي 40%، وفقًا لإنتل.
وفي حال رغب المستخدم إضافة ذاكرة عشوائية مستقلة، ستقدم إنتل شريحة بمعمارية تسمح بذلك، وستحمل اسم Arrow Lake، في وقت لاحق من هذا العام.
غيرت إنتل معماريتها التي قدمتها العام الماضي مع شرائح Meteor Lake، والتي استخدمت الكثير من أنوية الأداء الفائق، وأنوية الكفاءة للأداء المنخفض، بجانب زوج جديد من أنوية الكفاءة منخفضة الطاقة (LP-E) على شريحة منفصلة تسمى "جزيرة الطاقة المنخفضة".
وتلك الأنوية منخفضة الطاقة تمثلت فكرتها في توفير عمر بطارية الحواسيب، عبر عدم تسخين الشرائح والأنوية الأعلى أداءً، إلا إذا كنت تقوم بمهام أكبر، ولكن تلك المعمارية لم تعمل، فتطبيقات مثل "مايكروسوفت تيمز" انتهى بها الأمر بتسخين الشريحة بأكملها، لذا تخلت إنتل عن أنوية LP-E بعد عام واحد فقط لصالح نظام جديد 4×4.
النظام الجديد على متن شرائح "لونار لايك- Lunar Lake"، يقدم ما يصل إلى أربع أنوية أداء من نوع "ليون كوف- Lion Cove"، وأربع أنوية أخرى من نوع "سكاي مونت- Skymont"، للأداء المنخفض، وكفاءة الاستهلاك.
وأوضحت إنتل أن تلك المعمارية أتاحت الحفاظ على عمر بطارية حواسيب ويندوز، من خلال تشغيل المزيد من الأحمال في بيئة منخفضة الطاقة على نواة منخفضة الأداء، مع استهلاك طاقة أقل.
وتستخدم خدمة "مايكروسوفت تيمز" 35% طاقة أقل على شريحة "لونار ليك- Lunar Lake"، بفضل تلك التغييرات، وفقاً لإنتل.
في مجال الرسوميات، أعلنت الشركة أن وحدة معالجة الرسومات Xe2 الخاصة بمعالجها الجديد تقدم زيادة 1.5 مرة في أداء الرسوميات، مقارنة بـالجيل السابق "ميتيور ليك- Meteor Lake"، على الرغم من أن الوحدة الجديدة ما تزال تحتوي على نفس عدد أنوية Xe، والوحدات الوظيفية الأخرى، لكن مع مجموعة متنوعة من التحسينات في الأداء والكفاءة.
إلى جانب ذلك، أضافت إنتل أن وحدة معالجة الرسوميات تقدم أداء مميز يصل إلى 67 تريليون عملية في الثانية من أداء الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى وحدة المعالجة العصبية (NPU) المطورة.
حصلت وحدة المعالجة العصبية على متن معالجات إنتل، "لونار لايك- Lunar Lake"، الجديدة على مضاعفة لأدائها بمقدار يصل لأربعة أضعاف مقارنة بالوحدة على متن الجيل السابق "ميتيور ليك- Meteor Lake"، فالشريحة الجديدة تأتي وحدتها العصبية بأداء يصل 48 تريليون عملية في الثانية الواحدة، بينما أداء الوحدة على الجيل السابق كان 11.5 تريليون عملية في الثانية الواحدة فقط.
رغم أن الوحدة العصبية تقدم أداء أعلى، إلا أنها تستهلك طاقة أكثر بشكل طفيف، بحسب إنتل، فيما أكدت الشركة أن مطوري البرمجيات يعملون حالياً على بناء 350 ميزة للذكاء الاصطناعي لحواسيب ويندوز العاملة بمعالجاتها الجديدة، والمقرر بدء وصولها بحلول عام 2025.
كوالكوم تتحدى الجميع
بدوره، خرج كريستيانو آمون، مدير كوالكوم التنفيذي، ليتحدى جميع عمالقة شرائح المعالجات، مؤكداً أن أداء معالجات شركته لحواسيب ويندوز من عائلة معالجاتها "سناب دراجون إكس إيليت- Snapdragon X Elite"، و"سناب دراجون إكس بلس- Snapdragon X Plus"، تأتي بوحدة معالجة عصبية قادرة على تقديم مزايا وتجارب ذكاء اصطناعي فائقة، اعتماداً على قدرة الوحدة التي تصل إلى 45 تريليون عملية في الثانية الواحدة.
آمون، أكد أن المعالجات الجديدة ووحدتها العصبية، التي قدمتها الشركة في أكتوبر الماضي، قادرة على التعامل الفائق باحترافية مع الأثر الحراري لأدائها المتطور، مقارنة بمعالجات Intel Core Ultra 7 processor 155H، وكذلك معالج أبل M3، إلا أنه لم يقارن بمعالج إنتل الأحدث "لونار لايك- Lunar Lake"، أو معالج أبل الأخير M4.
حاول آمون استعراض قدرات معالجاته الثورية الموجهة لتشغيل حواسيب ويندوز، Copilot+ PC الجديدة، حيث عرض، في بداية كلمته خلال مؤتمر كمبيوتكس 2024 بتايباي، فيديو ترويجي لجاستن لونج، ممثل إعلان ماك الشهير مع إنتل، ولكن هذه المرة لونج ظهر وكأنه ضاق ذرعاً بحواسيب ماك، وقرر التغيير إلى حواسيب ويندوز بمعالجات سناب دراجون الجديدة.
كوالكوم أعلنت أنها تستهدف الاستحواذ على حصة 50% من سوق معالجات حواسيب ويندوز، خلال 5 سنوات من الآن.
يبدو أن سوق الحواسيب الشخصية سيشهد انتعاشا كبيرا في ظل قدرات ومزايا الذكاء الاصطناعي التي ستبدأ من منتصف الشهر الجاري في الوصول إلى الأسواق على متن حواسيب ويندوز Copilot+ PC من قرابة 40 مُصنّعاً، في ظل سباق محموم بين مصنعي رقائق المعالجات المتطورة، والتي تمثل محرك رئيسي لقلب الذكاء الاصطناعي.