تمكن باحثون صينيون في مجال الشرائح الدماغية، من تطوير شريحة جديدة، قادرة على زيادة معدل، وسرعة نقل البيانات بين المخ البشري، والواجهة الحاسوبية، بحسب موقع South China Morning Post.
الجهاز، الذي طوَّره باحثون من جامعة بكين ومعهد شنتشن-هونج كونج لعلوم المخ، يُدعى مستشعر Neuroscroll لفصل الأنشطة العصبية الفردية لقرود المكاك، وذلك بالاعتماد على استخدام 1024 قناة متقاربة بشكل محكم في وقت واحد.
والمستشعرات العصبية مسارات على شكل إبرة تستقبل وتقيس النشاط الدماغي، وتصنَّف كركائز أساسية في تقدم أبحاث الواجهات البرمجية التي تربط الدماغ البشري بالحواسيب، من خلال إنشاء مسار اتصال مباشر بين الدماغ وجهاز حاسوبي، ما ينتج عنه تحكم كامل في الإلكترونيات بمجرد التفكير.
مستشعر Neuroscroll
أشار الباحثون إلى أنه يمكن ضبط طول مستشعر Neuroscroll الجديد بسهولة، حيث يمكن التحكم في طوله من 10 ملم إلى 90 ملم، ليغطي المساحات المختلفة داخل أدمغة الثدييات غير البشرية والبشر، مع الحفاظ على كفاءة أدائها بعد تعرضها لتشوهات من الانحناء المتكرر.
أثبتت التجارب العملية أن المستشعر نجح في التقاط تسجيلات عصبية مستقرة في أدمغة الفئران لمدة تصل إلى عامين، ما يظهر توافقاً حيوياً ممتازاً، واستقراراً في التسجيل طويل الأمد، حسبما أفادت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
ونقلت الوكالة عن تشنج هيبينج، من الأكاديمية الصينية للعلوم ومدير المركز الوطني لعلوم تصوير الطب الحيوي في جامعة بكين، قوله إن هذا الإنجاز وفَّر أداة قوية لمراقبة النشاط في مناطق متعددة من الدماغ في آنٍ واحد، مع السماح باستكشاف العلاقات بين النشاط العصبي والسلوك.
وتضع الحكومة الصينية تطوير واجهات حاسوبية دماغية هدفاً رئيسياً كجزء من استراتيجياتها لتطوير تقنيات المستقبل، وسط منافسة شرسة مع الولايات المتحدة.
وحققت شركات أميركية العديد من الخطوات في سوق الشرائح الدماغية مؤخراً، حيث نجحت "ساينكرون"، و"نيورالينك" الناشئة في زراعة شرائحها داخل أدمغة مرضى مصابين بالشلل الحركي، ومن يعانون من صعوبات في القدرة على النطق.
وفقًا لإعلان مشترك بين وزارات صينية، في يناير الماضي، فإن الجهود البحثية الصنيية ستكثف تركيزها على تطوير الواجهات الدماغية الرقمية، لتحقيق إنجازات علمية في التقنيات الرئيسية والأجهزة الأساسية في هذا القطاع، مثل تطوير الشرائح الدماغية، وتشجيع الاستكشاف في تطبيقات حيوية ومستقبلية، مثل إعادة التأهيل الطبي والقيادة الذاتية، والواقع الافتراضي.