نشرت شنغهاي أول إرشادات حوكمة في الصين لاستخدام الروبوتات البشرية، داعية إلى دراسة وضبط المخاطر وتعزيز التعاون الدولي، إذ عرضت شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل تسلا، روبوتاتها الخاصة في مؤتمر WAIC، وهو أكبر مؤتمر للذكاء الاصطناعي في الصين.
وينبغي على مصنّعي الروبوتات البشرية ضمان أن منتجاتهم "لا تهدد أمن البشر، وتحمي كرامة الإنسان بشكل فعال"، كما ينبغي اتخاذ تدابير تتضمن وضْع إجراءات تُحذّر من المخاطر وتنشئ أنظمة استجابة طارئة، بالإضافة إلى تقديم تدريب للمستخدمين على الاستخدام الأخلاقي والقانوني لهذه الآلات المتطورة، وفق مجموعة من الإرشادات تم الإعلان عنها خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي.
وصاغت الوثيقة، التي تُعد الأولى من نوعها داخل الصين، 5 منظمات صناعية مقرها شنغهاي، بما في ذلك جمعية شنغهاي للقانون، ورابطة شنغهاي لصناعة الذكاء الاصطناعي، والمركز الوطني والمحلي لابتكار الروبوتات البشرية، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وتدعو المجموعات إلى التعاون العالمي في قطاع الروبوتات البشرية، من خلال التوصية بإنشاء إطار حوكمة عالمي، ومركز أبحاث دولي مخصص لحوكمة هذه الآلات.
وعرضت عدد من الشركات الناشئة في مجال الروبوتات منتجاتها، خلال مؤتمر WAIC، كما عرضت تسلا الجيل الثاني من روبوتها البشري Optimus، ما أثار اهتماماً كبيراً، على الرغم من عرْضه خلف زجاج عازل، إذ لم يكن متاحاً التفاعل معه من جانب زوار المعرض.
سباق صيني
وجاءت معظم الروبوتات البشرية الـ18 التي تم عرضها في المؤتمر من عارضين صينيين، إذ تتسابق الشركات المحلية لتطوير آلات أكثر فائدة وفاعلية من حيث التكلفة مع شكل مألوف يُشبه الموجودة في الخيال العلمي.
وعرضت شركة Leju Robot ومقرها شنجن روبوتها Kuavo، الذي يعمل بنظام تشغيل مشتق من نظام OpenHarmony مفتوح المصدر، المطور من جانب عملاق التقنية الصيني هواوي.
وحددت بكين تحقيق هدف الإنتاج الموسع للروبوتات البشرية بحلول عام 2025، وترغب في تحقيق الريادة العالمية في هذا القطاع بحلول عام 2027، وفقاً لخطة نشرتها وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات MIIT في نوفمبر من العام الماضي.
وبحلول عام 2027، تتوقع وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أن تصبح الروبوتات البشرية "محركاً جديداً مهماً للنمو الاقتصادي"، ومن المتوقع أن تصبح الروبوتات شائعة في صناعات مثل الرعاية الصحية، والخدمات المنزلية، والزراعة، واللوجستيات، وفقاً للوثيقة.
وتسعى الشركات الصينية جاهدة للحاق بنظيراتها الأميركية في المجالات التي تُعتبر ذات أهمية وطنية حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، إذ قدمت الشركات الصينية 6 أضعاف براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي مقارنة بالولايات المتحدة في الفترة بين 2014 إلى 2023، وفق بيانات نشرتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية مؤخراً.