
بعض الرؤساء الأميركيين قلّت ثروتهم عن مليون دولار، بينما ناهزت ثروة آخرين المليار دولار. كيف؟ الجواب ببساطة هو أن مغادرة البيت الأبيض قد تكون باباً لجني أموال تفوق بأضعاف ما كان يتقاضاه الذين تعاقبوا على سدة الرئاسة في الولايات المتحدة.
صحيح أن هناك رؤساء دخلوا البيت الأبيض وهم أثرياء مثل عائلة بوش، أو الرئيس الحالي دونالد ترمب، لكن هناك آخرين بدؤوا جني الأموال بعد مغادرة كرسي الرئاسة، مستفيدين من مبيعات كتب تحكي سيرهم الذاتية وتجاربهم في الحكم، ومن إلقاء الخطب العامة والمحاضرات وتقديم الاستشارات وغيرها من الأنشطة. وفي المقابل، ثمة من جعلتهم الفترة الرئاسية يفلسون ويخسرون ما لديهم من أموال، سواء بسبب الديون أو سوء إدارة الثروة أو الاعتياد على حياة البذخ والثراء.
إليكم قائمة "فوربس" للرؤساء الأميركيين الذين خرجوا أو سيخرجون من البيت الأبيض أكثر ثراء:
دونالد ترمب
هو الرئيس الأغنى فى تاريخ الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن، ورث أموالاً طائلة عن والده، واستثمر ثروته في العقارات حتى أصبح في قائمة أغنى أغنياء العالم، بصافي ثروة بلغت 3.1 مليار دولار في أكتوبر 2019، قبل أن تتراجع إلى 2.5 مليار دولار في سبتمبر 2020، وفقاً لـ"فوربس".
جورج واشنطن
الرئيس الأول للولايات المتحدة، وصل إلى السلطة في وقت كانت أعمال البناء فيه لا تزال بدائية. استغل ذلك لمصلحته وحقق أرباحاً كبيرة. ووفقاً لقناة "history" الأميركية، فإن مجموع ثروته بلغ 525 مليون دولار، بقيمتها الحالية.
ثيودور روزفلت
الرئيس السادس والعشرون للولايات المتحدة، كوّن جزءاً من ثروته الضخمة من عائلته، وبلغ إجمالي ثروته 125 مليون دولار. وعلى الرغم من سوء إدارته لأمواله، نجح في الاستثمار بالعقارات في المناطق الساحلية.
جيمس ماديسون
الرئيس الرابع للولايات المتحدة الأميركية، كان أكبر مالكي الأراضي الزراعية في مقاطعة أورانج بولاية فرجينيا. كوّن ثروات طائلة أثناء عمله وزيراً وبعد ذلك رئيساً، بلغ رصيد ثروته 113مليون دولار، وفقاً لقناة "يو إس إيه توداي".
بيل كلينتون
الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة، كوّن ثروته بعد انتهاء فترة ولايته من مبيعات الكتب، والمحاضرات والاستشارات، يتقاضى مبلغ 150 إلى 700 ألف دولار على كل محاضرة يلقيها، تبلغ ثروته 80 مليون دولار، وفقاً لصحيفة "إكسبريس" البريطانية.
باراك أوباما
بعد انتهاء ولايته، حقق الرئيس السابق باراك أوباما أرقاماً قياسية عندما دفع الناشرون بسخاء مقابل نشر مذكراته في أكبر صفقة في تاريخ النشر بلغت قيمتها 65 مليون دولار. بيع من كتاب السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما Becoming أكثر من عشرة ملايين نسخة منذ نشره في خريف عام 2018، حسب ما أفادت مجلة "publishers weekly".
رؤساء أفلسوا
في تناقض حاد مع خلفائهم، فضّل بعض الرؤساء الأميركيين أن يعيشوا حياة زهيدة إما بقرار شخصي أو لوقوعهم في دوامة ديون لاحقتهم منذ توليهم الرئاسة، بحيث كافحوا في سبيل تغطية نفقاتهم قبل وأثناء وبعد توليهم منصبهم. ومن هؤلاء:
توماس جيفرسون
الرئيس الثالث للولايات المتحدة، كاتب إعلان الاستقلال الأميركي، ورث معظم أمواله عن والده، أضاف أكثر من 10 آلاف دولار إلى ديونه خلال فترة توليه الرئاسة، وباع مجموعته الشخصية لمكتبة الكونغرس لسداد بعض الديون، وفقاً لموقع مكتبة الكونغرس الرسمي.
وعلى الرغم من انتمائه إلى عائلة ثرية، كان جيفرسون مثقلاً بالديون في سنواته الأخيرة. ولم ينجح في بيع أراضٍ يملكها في ولاية فرجينيا بالمزاد العلني لسداد دينه، كما أنه لم يترك أي ميراث لابنته الباقية على قيد الحياة والمعترف بها، والتي اضطرت إلى العيش على الصدقة حتى وفاتها.
يوليسيس غرانت
توفي الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة يوليسيس غرانت مفلساً، وفقاً لقناة "History" الأميركية، إذ خسر مئة مليون دولار دولار بعد أن تعرض للاحتيال من قبل شريك أعمال ابنه فرديناند وارد.
كان غرانت يتمتع بسمعة طيبة في إنفاق أموال أكثر مما كان لديه، عاش هو وزوجته جوليا حياة الرفاهية منغمسين في الرحلات الفاخرة والطعام الفاخر. لم يكن غرانت قادراً على منح أسرته بعض الأمان المالي إلا بعد وفاته. حصدت مذكراته عن الحرب الأهلية نحو نصف مليون دولار.
ويليام هنري هاريسون
قد يكون الحظ السيئ هو سبب المشاكل المالية للرئيس التاسع للولايات المتحدة، إذ لم يترك له العمل في الجيش ثم في الخدمة العامة فرصة كبيرة لتجميع ثروة. كان ويليام هاريسون يعتمد على الدخل المتواضع لمزرعته، بينما كان يعمل سفيراً في كولومبيا. واجه أوقاتاً عصيبة، وكافح لسداد مطالب دائنيه حتى أثناء ترشحه للرئاسة.
عند وفاته، بعد شهر من يوم تنصيبه، كان شبه مفلس. صوت الكونغرس لمنح أرملته معاشاً خاصاً بقيمة 25000 دولار إلى جانب الحق مدى الحياة في إرسال رسائل بريدية مجاناً، وفقاً لـ "مركز ميلنر" التابع لجامعة فرجينيا الأميركية.
جيمس جارفيلد
ولد الرئيس العشرون وسط فقر مدقع، ونشأ في كوخ خشبي في ولاية أوهايو مع أربعة أشقاء. عمل في وظائف مختلفة (نجّار وبواب) خلال دراسته. على الرغم من اجتيازه امتحانات نقابة المحامين في أوهايو ، كرس غارفيلد الكثير من حياته للخدمة العامة ولم يكسب الكثير من المال، كان مفلساً وقت اغتياله في عام 1881.