منذ قرار الحكومة المصرية إعادة فتح المطاعم والمقاهي في 28 يونيو بـنسبة 25%من طاقتها، تتواصل حملات الأجهزة التنفيذية في محافظات البلاد كافة، لرصد مدى تطبيق تلك الإجراءات ومتابعتها.
واللافت أن نسب الاستجابة لتعليمات السلطات وتوجيهاتها الوقائية والقيود التي تفرضها في مواجهة تفشي فيروس كورونا تتفاوت بين منطقة مصرية وأخرى، إذ حصدت المناطق الشعبية النصيب الأكبر من إجمالي المخالفات، فيما سُجلت نسب أقل في مقاهي ومطاعم الأحياء الراقية، وفق ما رصدت "الشرق" في جولة ميدانية.
عودة الحياة..
للمقاهي أهمية كبرى في حياة المصريين، خصوصاً في المناطق الشعبية التي يعد فيها المقهى "أفضل مكان لتجمع الأصدقاء، ومشاهدة المباريات، والحديث عن أعباء الحياة"، كما يقول شريف صالح، أحد سكان منطقة إمبابة الشعبية شمال محافظة الجيزة، معتبراً أنها الملجأ الوحيد "بعيداً من رتابة المنزل التي عشناها خلال الحظر الذي فرضه وباء كورونا".
في حديثه إلى "الشرق"، يشير الشاب الثلاثيني إلى أن هناك مقاهي عدة لم تلتزم بطاقة 25% التي أقرتها الحكومة، وذلك لصعوبة تنفيذ هذا القرار في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، وحاجة السكان إلى متنفس بأقل تكلفة ممكنة. "إذ يلعب الوضع المادي دوراً في توجيه المواطنين ذوي الدخل المحدود نحو المقهى الشعبي"، وهو المكان الذي يقصده شريف دوماً بعد الانتهاء من عمله في أحد المصانع.
وعلى مدى 3 أيام متتالية، رصدت "الشرق" مخالفات لبعض المقاهي في مناطق شعبية عدة بمحافطتي القاهرة والجيزة.
عقوبات على المخالفين
وشملت هذه المخالفات استمرار العمل في المقهى حتى ساعات متأخرة، في مخالفة لمواعيد إغلاق المقاهي التي حددتها السلطات عند العاشرة مساء، وعدم توفر مواد التطهير اللازمة للزبائن، والإبقاء على الأكواب الزجاجية ذات الاستخدام المتعددة، فضلاً عن انعدام النظافة المطلوبة في دورات المياه، ما يشكل خطورة بالغة على الصحة العامة بشكل عام، في ظل استقرار معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في مصر عند معدلات مرتفعة نسبياً.
وإلى جانب تلك المخالفات، ضبطت أجهزة الأمن في محافظة القاهرة خلال اليومين الماضيين مقاهي تستخدم الشيشة في مناطق وسط القاهرة والزيتون والمعادي ومدينة نصر وبولاق أبو العلا والأزبكية.
وأكد المستشار الإعلامي لمحافظ القاهرة محمد كمال، لـ"الشرق"، أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المخالفين، ومنها قطع إمدادات الكهرباء عن تلك المقاهي، ومصادرة كميات كبيرة من معدات الشيشة، فضلاً عن إغلاق عدد من المحلات والمقاهي لتجاوزها مواعيد الإغلاق المقررة".
وقال ياسر محمود، المشرف على أحد المقاهي الشعبية في منطقة الهرم بالقرب من مبنى محافظة الجيزة الحكومي، إن عدم تقديم الشيشة للزبائن "يؤثر سلباً في مداخيلنا". أما الشاب العشريني ياسر فيقول إن المقهى الذي يعمل فيه "يلتزم بقرارات الحكومة"، ولكنه يشير إلى "أننا نضطر في بعض الأحيان إلى استقبال مزيد من الزبائن، خصوصاً في المساء. إذ يصعب أن نمنع الناس من دخول المقهى أو نحدد لهم ساعات معينة".
ضوابط عمل المقاهي
وكانت وزارة التنمية المحلية المصرية وضعت مجموعة من الضوابط لاستئناف عمل المقاهي في ظل انتشار فيروس كورونا، في مقدمتها ترك مسافة لا تقل عن مترين بين الطاولات، ومتر بين كل شخص وآخر على الطاولة نفسها، على ألا يتجاوز عدد الزبائن المجتمعين على الطاولة 3 أفراد كحد أقصى.
كما تقضي تعليمات السلطات بوضع لافتات عند مدخل المقهى، تمنع دخول من تظهر لديهم أعراض فيروس كورونا، وتوفير سائل التعقيم، فضلاً عن حظر تقديم الشيشة نهائياً، والاعتماد على أدوات طعام أحادية الاستخدام قدر الإمكان، مع ضرورة ارتداء العاملين الكمامات الطبية طوال ساعات العمل.
وبلغ إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في مصر حتى السبت الماضي 74035 حالة، من ضمنها 3280 وفاة.