خبراء ألمان ينجحون في إعادة تشكيل وجه مومياء طفل مصري

time reading iconدقائق القراءة - 4
دبي-الشرق

نجح خبراء في ألمانيا بإعادة تشكيل وجه "مومياء"، تعود لطفل مصري توفي منذ آلاف السنين، وذلك باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد، وتوصلت الأبحاث إلى نتائج شبه متطابقة مع ملامح الطفل، الذي يوجد رفاته في المتحف المصري بمدينة ميونخ الألمانية.

وتوضح الدراسة التي نشرتها مجلة "بلوس ون"، أن الصبي عاش في الحقبة اليونانية الرومانية في تاريخ مصر، بين عامي 50 قبل الميلاد و100 بعد الميلاد، وعندما وجد علماء الآثار المومياء في نهاية القرن الـ19، كانت هناك لوحة مرسومة فوق التابوت، حيث حُفظت داخله جثة الطفل محنطة وملفوفة بضمادات من الكتان، وفق الطقوس المُتعارف عليها في ذلك الوقت.

وشرع الباحثون في معهد بوغنهاوزن ميونخ لعلم الأمراض، في إعادة بناء وجه "مومياء" الطفل، بناءً على الصورة التي وُجدت فوق القبر، بهدف معرفة مدى دقتها بالمقارنة مع وجهه الحقيقي،  وجرى تحميل صورة افتراضية لجمجمة الطفل، ومن ثم إعادة بناء الوجه باستخدام تقنية لإعادة البناء الرقمي ثلاثي الأبعاد، من خلال تحليل التصوير المقطعي بالكمبيوتر.

ويقول الباحثون: إن الطفل، على الأرجح، توفي عندما كان في سن الثالثة أو الرابعة، في حين أظهرته رسمة الوجه التي كانت على تابوته أكبر سناً من عمره، وقد تمكن الفريق العلمي من تحديد عمر الصبي عند الوفاة عن طريق تحليل العظام والأسنان داخل الضمادات.

ويعتقد الباحث الرئيسي في الدراسة أندرياس نيرليش،  أن سبب وفاة الطفل، الإصابة بالتهاب رئوي،  حيث اكتُشفت "بقايا أنسجة الرئة المكثفة" على الأشعة المقطعية.

وتُظهر الصورة التي نشرتها المجلة المتخصصة، الصبي الصغير بشعر مجعد بشريطين يمتدان على طول حافة جبهته، ويمتدان خلف الأذنين، وكانت عيناه بنيتين، وله أنف طويل نحيف وفم صغير ممتلئ الشفتين، كما تظهره اللوحة، وهو يرتدي قلادة بميدالية.

وعلى الرغم من التشابه الكبير بين الصورة الأصلية والوجه ثلاثي الأبعاد الذي تصوّره العلماء، هناك بعض الاختلافات، كما توضح الدراسة، منها: عرض جسر الأنف، وحجم فتحة الفم، حيث كلاهما أكثر نحافة و"ضيق" في الصورة الأصلية. 

ويعود تاريخ الكشف عن "مومياء" الطفل إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتحديداً عام 1887 في مقبرة قريبة من هرم حوارة في الوجه البحري، بالقرب من منطقة الفيوم، والمعروف أنها كانت تضم العديد من المستوطنات في العصر الروماني مع المقابر ذات الصلة.

ونشر موقع "العلوم الحية" المتخصص بالشؤون العلمية مقطع فيديو يوضح طريقة عمل الخبراء خلال مراحل إعادة تشكيل وجه مومياء الطفل المصري، حيث اعتمد البحث على تقنية التصوير المقطعي، واستخدام التقنية ثلاثية الأبعاد.

وتشير الدراسة إلى اكتشاف أكثر من 1000 صورة مومياء في مصر منذ العثور على أول نموذج قرب منطقة الفيوم (وسط)،  حيث كان شائعاً لدى تلك الحضارات رسم صور لوجوه المتوفين، ووضعها فوق التوابيت.